تُثير أورام الثدي كثيرًا من المخاوف والتساؤلات لدى السيدات، وهي من أهم التحديات الصحية نظرًا لانتشارها، والربط الدائم بينها وبين سرطان الثدي.
في هذا الفيديو، توضح لنا الدكتور أميرة البطل -استشاري الجراحات العامة والمناظير وجراحات أورام الثدي التكميلية في
مركز إن تايم كلينك الطبي- كيفية فحص الثدي ذاتيًا، وخطوات التشخيص لدى الطبيب المختص.
ما أورام الثدي؟
تؤكد الدكتور أميرة أن سرطان الثدي لا يظهر فجأة دون مقدمات، ومن الضروري تطبيق "فحص الثدي الذاتي" للإسهام في الكشف المبكر عن الورم، ومن ثم استكمال البرنامج التشخيصي الذي يتضمن الفحص الإكلينيكي، والفحص بالسونار. فيما يلي نوضح تفاصيل برنامج تشخيص أورام الثدي المتكامل الذي يتكون من 3 خطوات رئيسية.
الفحص الذاتي
يمكن إجراء هذا الفحص بداية من سن العشرين، وهو فحص دوري تجريه المرأة بعد انتهاء الدورة بأسبوع إلى 10 أيام، أو في موعد شهري ثابت للسيدات ممن وصلن إلى سن اليأس (انقطاع الطمث).
الفحص الإكلينيكي
يُجْرِي هذا الفحص استشاري متخصص في أورام الثدي للمرأة بدءًا من سن الأربعين، وهو مناسب لجميع السيدات.
السونار أو الماموجرام
يستخدم الأطباء السونار من أجل تشخيص السيدات اللاتي لم يتخطين 35 سنة، بينما يستخدم الطبيب الماموجرام لتشخيص السيدات اللاتي تجاوزن الأربعين عامًا.
وأشارت الدكتور أميرة أن نتائج التشخيص في معظم الحالات تشير إلى أن:
- نحو 85% إلى 90% من السيدات يعانين أورام الثدي الحميدة.
- نحو 5% إلى 10 % من السيدات يعانين سرطان الثدي.
وتابعت الدكتور أميرة حديثها موضحة إمكانية تصنيف الأورام الحميدة للثدي إلى:
- فأر الثدي (مصطلح يشير إلى الأورام أو الكتل الليفية).
- التهاب الغدد اللبنية.
- تكيسات في الثدي.
يعالج الأطباء المختصون الأورام الحميدة للثدي مستخدمين الأدوية، أو عبر اللجوء إلى التدخل الجراحي البسيط عبر الاستعانة بتقنيات حديثة من أجل استئصال الورم وإعادة بناء الثدي في نفس المرحلة، وتصل نسبة نجاح هذه الخطوة إلى 98%.
وفي نهاية الفيديو نصحت الدكتور أميرة بضرورة اتباع جميع الخطوات السابقة للحفاظ على صحة السيدات، وتجنب أي مضاعفات خطيرة.
فيما يلي، نقدم إلى كافة السيدات دليلًا شاملًا من أجل التعرف إلى مزيد من التفاصيل عن أورام الثدي وأنواعها وأعراضها، وكيفية تشخيصها، ووسائل العلاج.
انواع اورام الثدي
تنقسم أورام الثدي إلى أورام حميدة وأورام غير حميدة (سرطانية)، وغالبًا ما تظهر الأورام الحميدة في شكل كتلة أو كيس. رغم أن هذا النوع من الأورام ليس مهددًا للحياة، قد يتطور بعضها إلى أورام خبيثة، لذا يفضل علاجها سريعًا.
فيما يلي نستعرض مزيدًا من المعلومات عن انواع اورام الثدي المختلفة.
اورام الثدي الحميده
يُطلق هذا الاسم على أي كتلة أو كيس ناتج من وجود خلايا خبيثة في أنسجة الثدي، وقد تسبب الأورام الحميدة بعض الألم أو الإفرازات، وهي تنقسم إلى عدة أنواع:
- أكياس الثدي: تظهر بعض الأورام الحميدة في شكل كيس مليء بالسوائل نتيجة انسداد غدد الثدي، وتسبب إحساسًا بوجود كتلة لينة، ولا تسبب هذه الأكياس أي تطور سرطاني مستقبلًا.
- الأورام الليفية: تظهر في شكل كتلة صلبة مستديرة أو بيضاوية متحركة، وهي أكثر شيوعًا مقارنة بأكياس الثدي، ولا تزيد هذه الأورام خطر الإصابة بالسرطان، وقد تختفي دون علاج. تنتشر الأورام الليفية لدى السيدات في سن العشرين والثلاثين.
- التغييرات الكيسية الليفية: حالة تتفاعل فيها أنسجة الثدي الليفية وغدد الثدي والقنوات بإفراط مع هرمونات الإباضة، ما يسبب تطور كُتَل ليفية أو كيسية، وهي شائعة في النساء من سن ٢٠ حتى ٥٠، وقد اختلف رأي الطب فيما إذا كانت هذه التغيرات تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الورم الحليمي: بثور صغيرة تنمو في قنوات الثدي بالقرب من الحلمات، ومن أهم أعراضها خروج إفرازات من الحلمة. لا يؤدي وجود ورم حليمي واحد إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- فرط التنسج: هذا المصطلح يعني فرط نمو خلايا القنوات المبطنة للثدي (قنوات الغدد المنتجة للحليب)، وهو ينقسم إلى نوعين: فرط التنسج النمطي الذي يسبب إنتاج مزيد من الخلايا ذات الصفات الطبيعية، وفرط التنسج غير النمطي الذي يُنتج خلايا مشوهة، وفي الحالتين تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
سرطان الثدي
تختلف الأورام الخبيثة عن الأورام الحميدة في نوع الخلايا وكيفية انتشارها؛ الأورام السرطانية تؤدي إلى نمو خلايا غير طبيعية تدمر الأنسجة المحيطة بها في العضو الواحد، وفي حال لم تُكتشف مبكرًا، تنتشر هذه الخلايا عبر -الجهاز الليمفاوي والدم- كي تصيب أماكن أخرى من الجسم، لذا فهي مهددة للحياة.
ويُمكِن تصنيف سرطان الثدي إلى عدة أنواع، بعضها شائع وبعضها الآخر نادر:
- سرطان القنوات الموضعي: خلايا سرطانية تتطور في القنوات اللبنية دون أن تنتشر خارجها، وهو يُمثل مرحلة مبكرة من الإصابة بسرطان الثدي.
- سرطان القنوات المتسلسل (الغازي): ينشأ هذا النوع من سرطان الثدي في قنوات الحليب، وينتشر إلى الأنسجة المحيطة به.
- سرطان الفص الموضعي: تتحور فيه بعض الخلايا المبطنة لفصوص الثدي (الغدد) إلى خلايا غير طبيعية، ولا ينتشر هذا النوع إلى خارج الثدي، وهو -أيضًا- يمثل إحدى المراحل المبكرة لسرطان الثدي.
- سرطان الثدي الفصيصي الغازي: يبدأ هذا السرطان في الغدد اللبنية، ثم ينتشر إلى أنسجة الثدي المجاورة.
- سرطان الثدي السلبي الثلاثي: من الأنواع العدوانية لسرطان الثدي، وهو سرطان غازي منتشر لا يستجيب إلى العلاج الهرموني، نظرًا لعدم وجود مستقبلات لهرموني الإستروجين والبروجستيرون على سطح خلاياه.
- سرطان الثدي الالتهابي: من الأنواع النادرة التي تنمو على شكل طفح جلدي في الثدي.
ما هي اعراض اورام الثدي؟
تختلف الأعراض المصاحبة للأورام الحميدة للثدي الحميدة عن تلك التي تصاحب الأورام السرطانية، وبيانها فيما يلي:
أعراض أورام الثدي الحميدة
أولى علامات الأورام الحميدة للثدي الإحساس بوجود كتلة أو تغير في الثدي خلال الاستحمام أو ارتداء الملابس، أو من خلال الفحص الذاتي، وتتمثل أعراض نمو أورام الثدي الحميدة في:
- آلام الثدي.
- إفرازات الحلمة.
- تغيرات في شكل أو حجم الثدي.
- الحلمة المقلوبة أو المجعدة.
- تغير مظهر الصدر ليصبح مُجعدًا أو مُقَشرًا.
أعراض سرطان الثدي
قد يصاحب سرطان الثدي ظهور أعراض واضحة، بينما يظهر بعضها الآخر في شكل جزء من الثدي، ومع ذلك يختلف شكل هذا الجزء عن باقي أجزاء الثدي. وفي حالات أخرى قد لا تظهر أي علامات ملحوظة.
وبوجه عام تتضمن الأعراض المصاحبة لسرطان الثدي:
- تغير شكل الثدي ومحيطه وحجمه.
- الإحساس بوجود كتلة صغيرة فيه، مثل حبة البازلاء.
- الشعور بتكتل أو تورم في منطقة الإبط أو بالقرب منه، خاصة خلال الدورة الشهرية.
- التهاب بشرة الثدي أو تقشرها أو تجعدها.
- تغير لون جزء من الثدي إلى الأحمر أو الأرجواني.
- الإحساس بمناطق صلبة تحت الجلد.
- خروج إفرازات صافية أو دموية من الحلمة.
تشخيص أورام الثدي
يهدف التشخيص إلى تأكيد نمو أورام الثدي، وتحديد ما إذا كانت حميدة أو خبيثة، وذلك من خلال خطوات متتالية:
- الفحص اليدوي (الذاتي) للثدي.
- تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام)، أو الموجات فوق الصوتية، أو بالرنين المغناطيسي.
اكتشاف نمو ورم حميد لا يتطلب القيام بأي خطوات تشخيصية أخرى، لكن في حال لم تُظهر الاختبارات بوضوح ما إذا كان الورم حميدًا أو خبيثًا، فلا بد من إجراء خطوات إضافية:
- الخزعة: يأخذ الطبيب عينة رقيقة من الأنسجة باستخدام إبرة عينات من أجل فحصها لتحديد نوع الورم السرطاني.
- الفحوصات المعملية التي تتضمن اختبارات كيميائية مناعية، واختبارات جينية.
علاج أورام الثدي
تختلف خطط علاج أورام الثدي طبقًا لنوعها ومدى تطورها، وفيما يلي نستعرض مزيدًا من التفاصيل:
علاج أورام الثدي الحميدة
يعالج الطبيب المختص الأورام الحميدة للثدي على حسب التشخيص:
- معظم حالات تكيسات الثدي لا تحتاج إلى علاج، ويستطيع الطبيب تصريف السائل الموجود فيها باستخدام إبرة لتخفيف الألم إن وُجِد، لكن قد يعود السائل، وفي هذه الحالة يوصي الطبيب بإجراء جراحة لإزالة التكيس.
- في حالة الإصابة بالأورام الليفية، قد يتقلص الورم ويختفي تمامًا دون علاج، وقد يوصي الطبيب باستئصال الورم جراحيًا إذا كان كبير الحجم أو يسبب الألم.
في حالة معاناة الثدي تغيرات ليفية يصف الطبيب خطة علاجية تتضمن:
- تناول بعض مسكنات الألم، مثل إيبوبروفين أو أسيتامينوفين.
- ارتداء حمالة صدر داعمة تخفف من آلام الثدي.
- وضع كمادات دافئة أو باردة على الثدي.
- اتباع نظام غذائي خال من الكافيين وقليل الدهون، إلى جانب تناول مكملات الأحماض الدهنية الأساسية (أوميجا 3 و6).
في حالة نمو ورم حليمي، غالبا ما يقرر الطبيب استئصال هذا الورم لمنع تطوره إلى خلايا غير حميدة، وقد يلجأ الطبيب إلى استئصال الثدي كاملًا في حالة وجود أورام حليمية متعددة.
علاج سرطان الثدي
تمر الخطة العلاجية لسرطان الثدي بمرحلة أولى أساسية وهي استئصال الورم السرطاني جراحيًا وإعادة بناء الثدي، وغالبًا ما تتبع هذه المرحلة علاجات أخرى، مثل:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج المناعي.
- العلاج الهرموني.
- العلاج الموجه.
أسئلة شائعة عن أورام الثدى
كيف أفحص الثدي في المنزل؟
الهدف الأساسي من الفحص الذاتي للثدي منزليًا اكتشاف وجود أي أورام في مرحلة مبكرة، وتطبقه السيدات من خلال اتباع الخطوات التالية:
- الوقوف أمام المرآة، وجعل الكتفين مستقيمين، مع وضع الذراعين على الوركين، ثم ملاحظة أي تغيرات في لون الثدي أو حجمه أو شكله.
- رفع الذراعين إلى أعلى، والنظر إلى الثدي لاكتشاف وجود أي تغيرات في اللون أو الشكل أو الحجم.
- التأكد من عدم وجود أي إفرازات من الحلمات (سائل مائي أو حليبي أو أصفر أو دم).
- الاستلقاء على الظهر والتحقق من وجود أي كُتَل بالضغط على جميع أجزاء الثدي، وتدليكه بحركات دائرية.
هل يتحول الورم الحميد في الثدي إلى سرطان؟
في بعض حالات الورم الحميد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل الورم الحليمي وفرط تنسج الثدي، وفي هذه الأنواع غالبًا ما ينصح الطبيب باستئصال الورم.
في نهاية المقال، ننصح السيدات بإجراء فحص الثدي الذاتي دوريًا من أجل الكشف عن وجود أي علامات غير طبيعية فيه، واللجوء إلى الأطباء المختصين في حال ملاحظة أي من الأعراض التي ذكرناها سابقًا.
تذكري أن الكشف المبكر عن أورام الثدي يجعل علاجه أكثر سهولة مقارنة بمراحله المتأخرة، ما يعني زيادة فرص الشفاء والتعافي، والوقاية من احتمالية استئصال الثدي.
اطلعوا على كل ما يهم عن صحة المرأة والكشف المبكر عن أورام الثدي من خلال مشاهدة مزيد من مقاطع الفيديو عبر منصة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي التي تهدف إلى تصحيح كافة المعلومات الطبية المغلوطة.