تعد عمليات اللوز للاطفال من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا، إذ تُجرى لعلاج الالتهابات المتكررة أو المشكلات الصحية الناتجة من تضخم اللوزتين، ورغم دورهما الأساسي في دعم المناعة، إلا أن استئصالهما قد يكون ضروريًا في بعض الحالات لضمان صحة الطفل.
خلال هذا المقال يوضح الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة- أبرز دواعي إجراء عمليات اللوز للاطفال.
أهمية اللوزتين للجهاز المناعي
يوضح الدكتور أحمد أن اللوزتين هما جزء من الجهاز المناعي، والذي يتكون من أنسجة ليمفاوية في منطقة الحلق، ويعمل كخط دفاع أول لحماية الجسم من الميكروبات والبكتيريا التي تدخل عبر الفم والأنف في أثناء تناول الطعام أو التنفس.
وتتمثل أهمية اللوزتين في قدرتهما على إنتاج الخلايا المناعية التي تساعد الجسم على مقاومة الأمراض، ما يجعلهما جزءًا أساسيًا من منظومة الجهاز المناعي، وخاصة في مرحلة الطفولة.
تنمو اللوزتين بصورة كاملة عند بلوغ الطفل 3 سنوات، ولذا يُنصح بتجنب استئصالها قبل ذلك -إلا في بعض الحالات الاستثنائية- وذلك لضمان حصول الطفل على قدر كاف من الخلايا المناعية الضرورية لحماية جسمه من الأمراض.
دواعي إجراء عمليات اللوز للاطفال
يوضح الدكتور أحمد أن الكثير من الآباء يعتقدون أن تكرار التهاب اللوزتين بعدد معين من المرات خلال السنة إشارة إلى ضرورة استئصالهما فورًا، وفي الواقع يعتمد قرار الجراحة على بروتوكولات طبية معتمدة، تختلف من دولة لأخرى، لكنها جميعًا تستند إلى عدد مرات الإصابة وتأثيرها الصحي على الطفل.
تشمل أبرز هذه البروتوكولات الطبية ما يلي:
- الإصابة بالتهاب اللوزتين 7 مرات خلال السنة الأخيرة.
- الإصابة 5 مرات سنويًا خلال العامين الماضيين.
- الإصابة 3 مرات سنويًا خلال آخر 3 سنوات.
ورغم أهمية عدد مرات الإصابة، فإن العامل الأكثر حسمًا في اتخاذ قرار عمليات اللوز للاطفال هو ظهور مضاعفات خطيرة نتيجة الالتهابات المتكررة، مثل الحمى الروماتيزمية التي قد تؤثر في القلب أو المفاصل، أو تأثيرها السلبي في وظائف الكلى.
حالات خاصة تستدعي إجراء عمليات اللوز للاطفال
يؤكد الدكتور أحمد أن قرار استئصال اللوزتين لا يعتمد فقط على تكرار الالتهاب، بل هناك حالات طبية بحتة تستوجب التدخل الجراحي حتى في غياب العدوى المتكررة، وتشمل ما يلي:
تضخم اللوزتين
قد يؤدي تضخم حجم اللوزتين إلى مشكلات صحية تؤثر سلبًا في حياة الطفل، ما يستدعي استئصالها، ومن هذه المشكلات:
- صعوبة البلع نتيجة انسداد جزئي في الحلق.
- انسداد مجرى التنفس في أثناء النوم، ما يسبب الشخير أو انقطاع النفس الليلي.
- التأثير السلبي في النطق ومخارج الحروف لدى الطفل.
التهابات الأذن الوسطى المتكررة
قد تؤدي التهابات سقف الحلق الناتجة عن تضخم اللوزتين إلى تكرار التهابات الأذن الوسطى، ما يتطلب استئصالهما للحد من الإصابة بهذه المشكلات.
ارتخاء سقف الحلق
في بعض الحالات، قد يؤدي تدلي جزء من سقف الحلق وارتخاؤه إلى ضيق مجرى التنفس، ما يستدعي إجراء جراحة تشمل رفع سقف الحلق، واستئصال اللوزتين لضمان سهولة التنفس.
أمراض القلب
إذا كانت هناك مشكلات في صمامات القلب، فإن الأطباء يوصون بإجراء عمليات اللوز للاطفال حتى في حالة عدم وجود تضخم أو التهاب، وذلك لتقليل خطر انتقال الميكروب السبحي إلى القلب، ومنع حدوث مضاعفات خطيرة.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد السمنودي عن عمليات اللوز للاطفال، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- خطوات عملية استئصال اللوزتين.
خطوات إجراء عمليات اللوز للاطفال
تمر عملية استئصال اللوزتين بعدة مراحل طبية دقيقة لضمان سلامة الطفل ونجاح الإجراء، وتشمل هذه الخطوات ما يلي:
التقييم الطبي وتحضيرات ما قبل العملية
يجري الطبيب فحصًا شاملًا للطفل، ويطلب بعض التحاليل الطبية، مثل اختبار تخثر الدم، للتأكد من مدى جاهزية الطفل للعملية، والتحقق من عدم وجود أي مشكلات صحية قد تؤثر في نجاح العملية.
تحضيرات ما قبل العملية
قبل إجراء عملية استئصال اللوزتين، ينبغي التزام بعض التعليمات الطبية التي تتضمن ما يلي:
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب قبل العملية بعدة ساعات (من 6 إلى 8 ساعات) وفقًا لتعليمات الطبيب.
- يجب إبلاغ الطبيب عن أي أدوية يتناولها الطفل، فقد يطلب إيقاف بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر النزيف.
- تجهيز الطفل نفسيًا وشرح خطوات العملية له بلغة بسيطة لتهدئة مخاوفه.
التخدير
يجري الجراح عمليات اللوز للاطفال تحت تأثير التخدير العام، ما يعني أن الطفل لن يشعر بأي ألم في أثناء الجراحة، ويتم التخدير عن طريق قناع الوجه أو حقنة وريدية، ويحرص فريق التخدير على مراقبة حالة الطفل طوال العملية لضمان استقرار وظائفه الحيوية.
استئصال اللوزتين
يقوم الطبيب بإزالة اللوزتين باستخدام إحدى الوسائل التالية:
- الإزالة الجراحية التقليدية، والتي تتضمن استئصال اللوزتين باستخدام المشرط.
- استخدام الليزر أو التردد الحراري في استئصال اللوزتين؛ للحد من النزيف وزيادة سرعة التعافي.
- الاستئصال الجزئي، ويلجأ له الطبيب عند الحاجة إلى تقليص حجم اللوزتين فقط دون إزالتهما بالكامل، وذلك بهدف تحسين عملية التنفس أو تخفيف الأعراض.
الرعاية بعد العملية
يُنقل الطفل إلى غرفة الإفاقة، وتتم مراقبة علاماته الحيوية حتى يستعيد وعيه بالكامل، وينصح الطبيب بتناول السوائل الباردة والأطعمة اللينة خلال الأيام الأولى بعد العملية للحد من الانزعاج والتعافي بصورة أفضل.
ختامًا، عملية استئصال اللوزتين من الإجراءات الطبية الشائعة التي تُجرى للأطفال الذين يعانون من التهابات متكررة أو مشكلات تنفسية بسبب تضخم اللوزتين، ورغم أن العملية آمنة، يجب الالتزام بالتوجيهات الطبية لضمان التعافي السريع وتقليل أي مضاعفات محتملة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن اضرار التهاب اللوز المتكرر من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة في مصر والوطن العربي.
كما يمكنكم مشاركتنا تجربتكم وتجربة أطفالكم مع الجراحة تحت من خلال التعليقات تحت عنوان "تجربتي مع استئصال اللوزتين للاطفال".
إقرأ أيضاً
- اعراض لحمية الأنف
- علاج ارتشاح الماء خلف طبلة الأذن
- منظار الحنجرة