بروتوكولات علاج آلام الظهر
تُعد آلام الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا حول العالم، والتي تؤثر مباشرة في جودة حياة المريض وقدرته على أداء نشاطاته اليومية، ورغم تعدد أسباب هذه الآلام، فإن التشخيص الدقيق ووضع خطة العلاج المناسبة يسهمان بصورة كبيرة في سرعة التعافي وتحقيق نتائج فعالة.
في هذا الفيديو، يوضح الدكتور أحمد زهران -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- والدكتور عمرو أمل -استشاري ومدرس جراحة العظام والمفاصل- البروتوكولات المتبعة في علاج آلام الظهر.
الدكتور عمرو: ما البروتوكول العلاجي المتبع في علاج آلام الظهر؟
يؤكد الدكتور أحمد زهران أن نحو 80% إلى 90% من حالات آلام العمود الفقري تستجيب للعلاج التحفظي دون الحاجة إلى تدخل جراحي، على أن يكون التشخيص دقيقًا ويستبعد وجود مشكلات في العظام ذاتها.
ما أدوية آلام الظهر المستخدمة في العلاج التحفظي؟
يبدأ علاج آلام الظهر -وفقًا لتوصيات دكتور أحمد زهران- بتقييم الحالة من خلال الأشعة العادية، والرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية. وبعد التأكد من وجود ضغط على الأعصاب أو التهابات في الفقرات، يتم تطبيق بروتوكول علاجي يتضمن الآتي:
- مسكنات الألم.
- مضادات الالتهاب.
- أدوية باسطة للعضلات لتخفيف التقلص العضلي.
- مكملات لتقوية الأعصاب، مثل فيتامين B12.
وقد أثبت هذا البروتوكول العلاجي فعاليته، إذ يتحسن الألم لدى معظم المرضى تدريجيًا، وتقل الشكوى من التنميل في الأطراف، ما يساعدهم على العودة إلى حياتهم اليومية بصورة طبيعية.
دكتور عمرو: متى تكون جراحة العمود الفقري ضرورية؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن الأطباء يعتمدون الجراحة في حال فشل العلاج التحفظي بعد مرور 6 أسابيع من المتابعة الدقيقة، والتي تشمل الدواء والعلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتحسين مرونة المفاصل، ومن الحالات الصحية التي تستدعي تدخلًا جراحيًا من يعانون الآتي:
- وجود ضيق شديد في القناة العصبية يؤدي إلى ضغط مستمر على الأعصاب.
- ألم يعوقهم عن أداء أنشطتهم اليومية، مثل المشي أو الجلوس أو الصلاة.
- فشل العلاج الدوائي رغم الانتظام عليه، واستمرار الألم بنفس الحدة.
وفي هذه الحالة، يلعب نمط حياة المريض دورًا محوريًا في اتخاذ القرار العلاجي؛ فإذا كان المريض قليل الحركة، قد تنجح خطة علاجية تحفظية مؤقتة، بينما إذا كان يمارس أنشطة يومية عديدة مثل الخروج للصلاة في المسجد، أو المشي لمسافات طويلة، فإن الجراحة هي الخيار المناسب لهذا المريض.
لماذا تختلف خطة علاج آلام الظهر من مريض لآخر؟
يوضح الدكتور عمرو أن تحديد خطة العلاج تعتمد على عوامل عدة، ولا يمكن الاعتماد فقط على نتائج الأشعة أو الفحوصات السريرية، بل يجب أيضًا معرفة نمط حياة المريض واحتياجاته اليومية.
ويؤكد أن علاج آلام الظهر لا يخضع لنموذج موحّد، إذ يتطلب فهمًا دقيقًا لتفاصيل كل حالة على حدة، فقد يُظهر مريضان نفس نتائج الأشعة ونفس التشخيص الطبي، لكن الاختلاف في نمط الحياة، وعمر المريض يجعل أحدهما مناسبًا للعلاج التحفظي، بينما يُنصح الآخر بالجراحة.
ويشدد على أن الحوار المباشر مع المريض هو الأساس، إذ يساعد الطبيب على فهم أولوياته واحتياجاته، ومن ثم تحديد النهج العلاجي المناسب والذي يحقق أفضل نتيجة ممكنة.
إلى هنا ينتهي حديث كل من الدكتور أحمد زهران والدكتور عمرو أمل عن أفضل علاج لآلام الظهر، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق مديكازون- عن أبرز طرق علاج آلام الظهر دون جراحة.
ما علاج آلام الظهر دون جراحة؟
عادة ما يوصى الأطباء في معظم الحالات بأحد أنواع العلاجات التحفظية والتي ما يلي:
العلاج الطبيعي
يعد العلاج الطبيعي من أفضل وسائل علاج آلام فقرات العمود الفقري، ويتضمن ممارسة تمارين خاصة لتقوية عضلات الظهر والبطن وتعزيز مرونتها، ما يسهم في تخفيف الألم وتحسين حركة الجسم بصورة عامة.
العلاج بالحرارة أو البرودة
يُعد استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة من الوسائل البسيطة والفعالة لتخفيف آلام الظهر، وينصح الطبيب المختص باختيار إحداهما بعد تشخيص المشكلة وتبعًا لطبيعة الألم الذي يعانيه المريض.
- الكمادات الباردة: عادة ما تُستخدم في حالات الألم الحاد أو التورم، إذ تساعد على تقليل الالتهاب وتهدئة المنطقة المصابة، وخاصة بعد الإصابات أو الإجهاد المفاجئ.
- الكمادات الساخنة: تُستخدم في حالات التشنجات أو التيبس العضلي، وتعمل الحرارة على إرخاء العضلات المشدودة وتنشيط الدورة الدموية، ما يساعد على تخفيف الألم وتحسين الحركة.
تعديل السلوك الحركي
يهدف هذا النوع من العلاج إلى توجيه المريض إلى الأساليب الصحيحة في أداء حركاته اليومية، مثل الجلوس، والوقوف، والانحناء، ورفع الأوزان، وذلك لتقليل الضغط الواقع على العمود الفقري والحد من الألم.
الإجراءات التداخلية
تُعد من الخيارات المتقدمة لعلاج الألم المزمن في العمود الفقري، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وتشمل هذه الإجراءات الآتي:
- العلاج بالتردد الحراري: تستخدم موجات حرارية للحد من نقل الإشارات العصبية المسؤولة عن الألم، وهي وسيلة فعالة في حالات التهاب المفاصل الفقارية، أو تهيج الأعصاب.
- الحقن الموضعي (حقن الستيرويد): يُستخدم لتقليل الالتهاب في المفاصل أو حول الأعصاب، ما يخفف من حدة الألم بصورة سريعة وفعالة.
تعد هذه الإجراءات خيارًا مناسبًا للمرضى الذين لم يحققوا تحسُّنًا كافيًا باستخدام الأدوية أو جلسات العلاج الطبيعي، وعادة ما تُجرى تحت إشراف مباشر من طبيب مختص في علاج الألم.
ختامًا، يتطلب علاج آلام الظهر رؤية شاملة تبدأ بتشخيص دقيق، وتجمع بين الأدوية، والعلاج الطبيعي، والإجراءات التداخلية تبعًا لحالة المريض، والأهم من ذلك هو التزام المريض بالخطة العلاجية، وتعاونه المستمر مع الطبيب، وفهمه لطبيعة الألم ومسبباته.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أفضل علاج لوجع الظهر من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا الطبية المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- ما أفضل دواء للانزلاق الغضروفي؟
- ما أسباب ارتفاع ضغط المخ؟
- هل يمكن علاج قطع الحبل الشوكي؟