يتعرض الرجل في مجال عمله إلى ضغوط نفسية هائلة بصورة شبه يومية، وقد يؤثر ذلك سلبًا في حياته الشخصية، الأمر الذي قد يؤدي إلى معاناة ضعف الانتصاب النفسي، أي أن ضعف الانتصاب لا يرتبط بوجود مشكلة عضوية. فما رأي
الدكتور عمرو المليجي -استشاري
الذكورة والعقم- في كيفية حل هذه المشكلة الشائعة؟
هل الحالة النفسية تؤثر على الانتصاب؟
يعزو الدكتور عمرو
الضعف الجنسي إلى أسباب عضوية وأسباب نفسية، موضحًا أن معظم
أسباب ضعف الانتصاب لدى الشباب مصدرها نفسي، مثل القلق الناتج من ليلة الزفاف المنتظرة، فيؤدي هذا القلق إلى انقباض الأوعية الدموية داخل العضو الذكري، بالتالي فشل حدوث الانتصاب.
ويسبب القلق المستمر تكرار ضعف الانتصاب النفسي، الأمر الذي ينتهي بدخول الرجل دائرة مغلقة من القلق وفشل العلاقة الحميمية، لذا ينصح الدكتور عمرو في نهاية الفيديو بضرورة استشارة الأطباء المختصين في حال شعور الشاب بالقلق قبل الزواج أو بعده.
ما ضعف الانتصاب النفسي؟
أثبتت دراسات عدة أن نحو 40% من حالات الضعف الجنسي ترجع إلى عوامل نفسية، مثل التوتر والقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بممارسة العلاقة، وأن نحو 85.2% من الشباب تحت سن الـ 40 يعانون ضعف الانتصاب النفسي، رغم أن
ضعف الانتصاب قد يحدث من وقت لآخر بصورة طبيعية، إلا أن تكراره بانتظام قد يشير إلى الإصابة بالضعف الجنسي النفسي.
أعراض ضعف الانتصاب النفسي
- عدم القدرة على تحقيق الانتصاب في أثناء العلاقة الزوجية.
- استغراق وقت طويل لتحقيق الانتصاب.
- فقدان الانتصاب قبل انتهاء العلاقة.
- القذف المبكر، أو المتأخر.
- الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية، وصعوبة أدائها في نفس الوقت.
ما هي اسباب عدم الانتصاب النفسي؟
كما ذكرنا، يؤثر التوتر والضغط العصبي في قدرة الرجل الجنسية، الأمر الذي يمنع استجابته العصبية المتعلقة بتحقيق الانتصاب. ويكمن دور هذه الاستجابة العصبية في تعزيز تدفق الدم داخل القضيب من خلال اتساع مجرى الدم.
فيما يلي نذكر أهم الاسباب النفسية لضعف الانتصاب:
التوتر والقلق
يؤدي الشعور بالتوتر أو القلق إلى تعطيل الإشارات العصبية التي يرسلها الدماغ إلى العضو الذكري للحصول على انتصاب طبيعي في أثناء العلاقة الزوجية، وقد وجد الباحثون أن 37% من الرجال الذين لديهم ضعف الانتصاب النفسي يعانون اضطرابات القلق.
الاكتئاب
قد تسبب أدوية الاكتئاب آثارًا جانبية غير مرغوبة مثل ضعف الانتصاب. في هذه الحالة قد يصف الطبيب مضادات اكتئاب مختلفة أو بعض
المنشطات الجنسية مثل الفياجرا، وقد أثبتت دراسات عدة أن نحو 65% من مرضى ضعف الانتصاب يعانون الاكتئاب وانعدام الرغبة في التواصل مع الآخرين.
المشكلات العاطفية
تفاقم المشكلات العاطفية بين الزوجين، مثل الصراع المستمر وضعف التواصل، أمور تؤدي إلى بناء حواجز نفسية بينهما، الأمر الذي يسبب النفور من العلاقة الزوجية، كذلك ضعف الانتصاب الجنسي لدى الرجل.
ضعف الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات
قد يسهم الشعور بالدونية أو عدم تقدير الذات، إلى جانب الخجل، في التأثير سلبًا في عملية الانتصاب، ومن أهم الأسباب المؤدية لهذا الشعور ما يلي:
- اعتقاد الرجل أنه يفتقد إلى الصفات الجسدية الجذابة.
- مواجهة أزمات مادية أو مهنية تسهم في فقدان الثقة بالنفس.
- معاناة ضعف الانتصاب في مرات سابقة.
التخوف من أداء العلاقة الزوجية
قد يتخوف بعض الرجال من أداء العلاقة الجنسية بكفاءة، الأمر الذي يسهم في دخولهم حيز القلق، الذي قد يبدأ بظهور بعض العلامات مثل التعرق وتسارع ضربات القلب والتنفس المفرط.
ويسهم القلق من الأداء الجنسي في معاناة ما بين 9% و25% من الرجال ضعفًا جنسيًا نفسي المنشأ.
الشعور بالذنب
شعور الرجل بالذنب تجاه زوجته نتيجة أسباب عدة، مثل الخيانة أو ضعف الارتباط العاطفي بها، أو عدم القدرة على إرضائها في العلاقة الزوجية سابقًا، قد يؤثر سلبًا في الانتصاب الطبيعي للرجل.
الاضطرابات العقلية
تسهم الإصابة ببعض الأمراض العقلية مثل الذهان والفصام في معاناة نحو 80% من الرجال ضعف الانتصاب النفسي.
التعرض للصدمات
قد تؤدي الاعتداءات الجسدية والجنسية إلى مشكلات صحية ونفسية طويلة المدى، الأمر الذي يؤثر سلبًا في الأداء الجنسي للرجل.
تشخيص ضعف الانتصاب النفسي
في البداية يجمع الطبيب المعلومات عن الأدوية التي يتناولها المريض، ويتعرف إلى الأعراض التي يعانيها، ومن ثم يتحقق من عدم وجود أي أسباب عضوية تؤدي إلى ضعف الانتصاب عبر إجراء بعض الفحوصات الطبية، التي تشمل:
اختبارات الدم
اختبارات معملية يمكن من خلالها تحديد وجود أي مشكلات تتعلق بالعوامل التي قد تؤثر في ضعف الرجل جنسيًا، مثل:
- وظائف القلب.
- سكر الدم.
- فقر الدم.
- مستوى الدهون في الدم.
- مستوى هرمون تستوستيرون.
- نشاط الغدة الدرقية.
الفحص الجسدي
يُقيم الطبيب حالة المريض عبر فحص معدل ضربات القلب، وسلامة كل من القضيب والخصيتين والبروستاتا.
بعد التحقق من سلامة المريض جسديًا يحوله طبيب الذكورة المختص إلى الطب النفسي لتقييم وضعه، وتحديد السبب النفسي الكامن وراء هذا الضعف الجنسي، بالتالي تلقي الرعاية اللازمة وتخطي هذه الأزمة.
علاج العجز الجنسي النفسي
تساعد بعض الخطط العلاجية في علاج الضعف الجنسي الناتج عن عوامل نفسية، من أهمها على سبيل المثال لا الحصر:
العلاج النفسي
يتضمن هذا النوع من العلاج زيارة أخصائيي العلاج النفسي لمناقشة المشكلة، وتطوير أفكار متوازنة لدى المريض عن نفسه وعلاقاته وأدائه الجنسي، وقد يكون هذا العلاج فرديًا. في بعض الأحيان قد يحيل الأخصائي النفسي الحالة إلى طبيب نفسي لوصف بعض الأدوية، كما هو الحال عند الإصابة بالاكتئاب.
الاستشارات الزوجية
تسهم زيارة استشاري العلاقات الزوجية في الحد من تفاقم العوامل النفسية المؤدية إلى ضعف الانتصاب، عبر تقديم النصح اللازم لكلا الزوجين وتعزيز التواصل بينهما، مع اقتراح بعض العلاجات الجنسية لتطبيقها في المنزل.
الأدوية
قد يصف الطبيب أحد المنشطات الجنسية بالتزامن مع أنواع العلاج النفسي الأخرى، مثل:
- سيلدنافيل.
- فاردنيل.
- تادالافيل.
- أفانافيل.
وقد يستبدل الطبيب بعض الأدوية المستخدمة في علاج حالات الصحة العقلية التي قد تؤثر في جودة الانتصاب.
أسئلة شائعة عن ضعف الانتصاب النفسي
هل الانتصاب الصباحي ينفي الضعف الجنسي؟
ينفي الانتصاب الصباحي إصابة الرجل بضعف جنسي عضوي، لكنها لا تنفي إصابته بالضعف الجنسي النفسي.
كيف يمكن الوقاية من ضعف الانتصاب النفسي؟
يمكن الحد من الأسباب التي تؤدي إلى الضعف الجنسي النفسي عبر اتباع نمط حياة صحي من خلال:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول طعام صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب العوامل التي تزيد حدة التوتر والقلق.
- ممارسة تمارين التنفس واليوغا.
- تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
في نهاية المقال، ننصح كل الشباب والرجال سواء المتزوجين أو غير المتزوجين ممن يعانون ضعف الانتصاب أو أي من المشكلات الجنسية بضرورة استشارة طبيب الذكورة والعقم المختص لتشخيص السبب الحقيقي الكامن وراء هذه المشكلات، وذلك من أجل الحصول على العلاج المناسب.
إقرا أيضًا