معرفة سبب التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال من الأمور التي تشغل بال الوالدين، وخاصةً مع تكرار شكوى طفلهم من آلام الأذن أو ضعف سمع الأصوات المحيطة به، وتُعد هذه الالتهابات من المشكلات الشائعة التي تصيب الأطفال في مراحل عمرية مختلفة، وقد تتعدد أسبابها بين عوامل وراثية وأخرى بيئية أو صحية.
خلال هذا المقال يوضح الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة- ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى وما أسبابها.
ما سبب التهاب الاذن الوسطى لدى الأطفال؟
يوضح الدكتور أحمد أن التهاب الأذن الوسطى يرجع إلى عدة عوامل، أهمها:
العوامل الوراثية
يشير الدكتور أحمد إلى أن سبب التهاب الاذن الوسطى يرتبط عادة بوجود مشكلات في قناة استاكيوس (القناة المسؤولة عن توازن الضغط بين الأذن الوسطى والجو الخارجي)، ومن أبرز العوامل الوراثية التي تؤثر في وظيفة هذه القناة وجود عيوب خلقية في سقف الحلق، مثل:
- شق سقف الحلق الكامل الذي يمتد حتى الشفة الأرنبية.
- شق سقف الحلق الداخلي غير الظاهر.
- الشق الخفي في سقف الحلق، وهو من العيوب غير الملحوظة.
جميع هذه الحالات تؤدي إلى خلل في عمل قناة استاكيوس، ما يجعل الطفل عرضة للإصابة بالتهابات متكررة في الأذن الوسطى، وقد يتطور الأمر إلى تجمع سوائل من الجسم خلف طبلة الأذن، ثم ثقب في الطبلة إذا لم تُعالج المشكلة في الوقت المناسب.
العوامل البيئية
يؤكد الدكتور أحمد أن البيئة تلعب دورًا مهمًا في تكرار التهابات الأذن الوسطى، وخاصةً إذا تواجد الأطفال في مناطق مزدحمة سكانيًا، ويرجع ذلك إلى:
- زيادة فرص انتقال العدوى بين الأطفال نتيجة الكثافة السكانية والاحتكاك المباشر في المدارس والمواصلات والمحال التجارية.
- تكرار الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا، إذ يعد التهاب الأذن الوسطى هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال.
وبالتالي العوامل البيئية تؤثر مباشرة في الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى لدى الأطفال، إذ أن البيئة الأقل ازدحامًا تحد من فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي التي قد تمتد لتصيب قناة استاكيوس والأذن الوسطى.
ما أسباب تكرار التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال؟
يؤكد الدكتور أحمد أن سبب التهاب الاذن الوسطى قد يعود إلى مشكلات مزمنة غير معالجة بصورة صحيحة، مثل:
- الحساسية الأنفية، التي قد تسبب انسدادًا في قناة استاكيوس والتهابات متكررة إذا لم تُعالج بصورة مناسبة.
- زيادة حجم اللحمية خلف الأنف نتيجة تعرض الطفل لأدوار برد متكررة، ويؤدي ذلك إلى الضغط على فتحة قناة استاكيوس، ما يعيق تصريف الإفرازات بصورة
- طبيعية، وبالتالي تكرار التهابات الأذن الوسطى.
ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن اعراض تعب الاذن الوسطى قد لا تكون ملحوظة من قِبل الوالدين، وخاصة في بدايتها، وقد يكون المعلم في المدرسة هو أول من يلاحظ وجود مشكلة لدى الطفل، وذلك من خلال ظهور بعض العلامات، مثل:
- التراجع المفاجئ في مستوى الطفل الدراسي بعد أن كان متفوقًا.
- فقدان التركيز والانتباه داخل الفصل.
- عدم تفاعل الطفل كالمعتاد مع معلمه وزملائه.
ويرجع ذلك إلى أن أعراض التهاب الأذن الوسطى هي أعراض خفية، فيمكن أن يصاب الطفل بألم خلال الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى من الالتهاب، ثم يختفي الألم، ولكن تبقى السوائل المرتشحة خلف طبلة الأذن.
يؤدي ذلك إلى ضعف سمع الطفل الذي تتمثل أبرز علاماته في اقتراب الطفل من مصدر الصوت بصورة مبالغة أو زيادة مستوى صوت التلفاز أو الهاتف المحمول عن المستوى الطبيعي، إضافة إلى ضعف استجابته للأصوات المحيطة.
دور الفحص الطبي في تشخيص سبب التهاب الاذن الوسطى
يوضح الدكتور أحمد أن تشخيص التهاب الأذن الوسطى يتم من خلال فحص الأذن باستخدام المنظار؛ لتحديد ما إن كان هناك التهاب حاد حصل مؤخرًا، أو التهاب مزمن نتج عنه تجمع سوائل خلف طبلة الأذن.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد السمنودي عن سبب التهاب الاذن الوسطى لدى الأطفال، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- الوسائل العلاجية المستخدمة للتخلص من هذه المشكلة.
علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
بعد توضيح ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال وتحديد وسائل تشخيص سبب التهاب الاذن الوسطى، ينبغي وضع خطة علاجية مناسبة لكل طفل تبعًا لعمره، وحالته الصحية، وتتمثل أبرز الخطط العلاجية المتبعة ما يلي:
المراقبة الطبية
عادة ما يوصي الطبيب المعالج في الحالات البسيطة بمراقبة حالة الطفل بضعة أيام دون اتخاذ إجراء علاجي، وخاصة لدى الرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم 6 أشهر، فقد ينتهي التهاب الأذن تلقائيًا دون استخدام الأدوية.
المضادات الحيوية
يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية في بعض الحالات التي يستمر فيها ارتفاع درجة الحرارة، أو تخرج فيها إفرازات من الأذن، وتُحدد الجرعة وفقًا لوزن الطفل وعمره.
مسكنات الألم وخافضات الحرارة
قد تُستخدم بعض المسكنات، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، للحد من الألم وخفض درجة الحرارة، وينبغي الالتزام بالجرعات الموصى بها من قبل الطبيب المختص.
المتابعة بعد العلاج
من الضروري مراجعة الطبيب بانتظام بعد انتهاء فترة العلاج وذلك للتحقق من شفاء الطفل بصورة كاملة، والتأكد من عدم وجود أي سوائل متراكمة خلف طبلة الأذن.
ختامًا…
قد يرتبط تكرار التهابات الأذن الوسطى لدى الأطفال من عوامل وراثية، أو عوامل بيئية، وقد تلعب بعض المشكلات الصحية دورًا في تفاقم هذه المشكلة، لذا ينبغي ملاحظة أي مؤشرات قد تدل على وجود التهاب في الأذن الوسطى، والتوجه إلى إلى الطبيب المختص لتشخيصها وعلاجها بصورة دقيقة.
اكتشفوا مزيد من المعلومات عن سبب التهاب الاذن الوسطى من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة التي مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- اعراض لحمية الأنف
- عمليات اللوز للاطفال
- تسوس عظام الأذن