تُعد جراحات السمنة من أهم الحلول الطبية الحديثة لمواجهة الوزن الزائد ومضاعفاته الخطيرة، ومن بين هذه الجراحات برزت عملية تحويل المسار المصغر كأحد أكثر العمليات فعالية وانتشارًا في السنوات الأخيرة؛ نظرًا إلى قدرتها على تحقيق نتائج مبهرة في إنقاص الوزن وعلاج العديد من الأمراض المصاحبة للسمنة.
وفي هذا المقال، يوضح لنا الدكتور سمير زهدي -دكتوراه جراحات السمنة والمناظير والجراحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس- بالتفصيل كل ما يتعلق بعملية تحويل المسار المصغر؛ لمساعدتك على فهم العملية واتخاذ القرار المناسب بشأنها.
ما هو تحويل المسار المصغر؟
يشرح دكتور سمير زهدي أن عملية تحويل المسار المصغر تعتمد على فكرتين أساسيتين:
- تصغير حجم المعدة: يستأصل الجراح جزء كبير من المعدة، ويُترك جيب صغير فقط ليستقبل الطعام، ولا يتسع هذا الجيب إلا لكمية محدودة من الأكل؛ مما يساعد المريض على تقليل كميات الطعام التي يتناولها يوميًا.
- تجاوز جزء من الأمعاء: بعد تكوين الجيب، يوصل الجراح الجيب مباشرة بالأمعاء الدقيقة على بعد ما يقارب مترين من بدايتها (الاثني عشر) وبما أن طول الأمعاء الكلي عند الإنسان حوالي ستة أمتار في المتوسط (قد يكون أكثر أو أقل قليلًا حسب الفرد)، فإن الأكل بعد العملية يسير في حوالي أربعة أمتار فقط بدلًا من ستة وبالتالي يساعد في هذا تقليل امتصاص الطعام والسعرات الحرارية.
بهذه الخطوات، تحقق العملية هدفين؛ هما تقليل كمية الطعام مع تقليل امتصاصه، وهو ما يجعلها أكثر فعالية في إنقاص الوزن مقارنة بعملية التكميم.
الفرق بين عملية التكميم وتحويل المسار المصغر
من المهم عند التفكير في جراحات السمنة أن نفهم الفروق الجوهرية بين التكميم وتحويل المسار المصغر، وفيما يلي شرح دكتور سمير زهدي لأبرز الاختلافات:
تقوم بالأساس على تقليل حجم المعدة فقط، ويستأصل الجراح جزء كبير منها ويترك أنبوب طويل ضيق ليستقبل الطعام، وبما أن الأكل يمر بعد ذلك في كامل الأمعاء الدقيقة، فإن الامتصاص يظل طبيعيًا دون أي تغيير.
لذلك يكون تأثير العملية معتمدًا بالدرجة الأولى على تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض، وهو ما يؤدي إلى نزول الوزن على نحو جيد عند الالتزام بالنظام الغذائي الصحي بعد العملية.
يصنع فيها الجراح جيبًا صغيرًا من المعدة ويوصله مباشرة بالأمعاء بعد تجاوز نحو مترين من بدايتها وبذلك يسلك الطعام مسارًا أقصر داخل الأمعاء فلا يمر إلا في أربعة أمتار بدلًا من ستة وبالتالي يقل الامتصاص بجانب تقليل كمية الطعام، مما يضاعف من فعالية العملية في إنقاص الوزن.
هذه الميزة تمنح تحويل المسار المصغر تفوقًا واضحًا في علاج الأمراض المصاحبة للسمنة، خصوصًا مرض السكري من النوع الثاني، لأنها تنجح في تحسين مستوى السكر.
وهنا يوضح د. سمير زهدي أن المريض لا بد أن يضع في اعتباره مميزات وعيوب عملية تحويل المسار، فهي تمنحه فقدان وزن أسرع وتحسنًا واضحًا في مرض السكري من النوع الثاني، لكنها في المقابل تلزمه بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية مدى الحياة للحفاظ على صحته.
فعالية تحويل المسار المصغر في علاج السكري
من أبرز ما شدد عليه دكتور سمير زهدي أن تحويل المسار المصغر ليس مجرد عملية لإنقاص الوزن، بل هو أيضًا علاج فعال لمرض السكري من النوع الثاني، فقد أثبتت الدراسات والخبرة العملية أن نسبة كبيرة من مرضى السكري يشفون أو تتحسن حالتهم جذريًا بعد إجراء العملية.
ولذلك يوضح الدكتور أن العملية خيارًا مفضلًا لمرضى السمنة المصابين بالسكري، لأنها تعالج مشكلتين في وقت واحد وهما الوزن الزائد والتحكم في مستوى السكر بالدم.
أسلوب الحياة بعد عملية تحويل المسار المصغر
يوضح دكتور سمير زهدي أن نجاح العملية وعدم حدوث أضرار تحويل المسار المصغر يعتمد على التزام المريض بأسلوب حياة صحي، ويحتاج المريض بعد العملية إلى:
- الالتزام بتناول وجبات صحية ومتوازنة بكميات صغيرة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- المواظبة على تناول الفيتامينات والمكملات الموصوفة.
ويؤكد الدكتور أن العملية ليست مجرد حل جراحي مؤقت، بل هي وسيلة لإجبار المريض على تبني نمط حياة أفضل وأكثر انضباطًا، وهو ما ينعكس إيجابيًا على صحته العامة.
وأخيرًا يطرح دكتور سمير زهدي مقارنة واقعية أمام المريض:
- إذا اختار التكميم، قد يظل بحاجة إلى أدوية السكر وأدوية الأعصاب لسنوات طويلة، مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات.
- إذا اختار تحويل المسار المصغر، فسوف يحتاج إلى فيتامينات فقط مدى الحياة، لكن في المقابل سيتخلص من مشاكل السكر والسمنة ومضاعفاتهما.
ويشىر إلى أن الخيار الأكثر منطقية وأمانًا على المدى الطويل هو إجراء عملية تحويل المسار المصغر مع الالتزام بالفيتامينات.
المكملات والفيتامينات بعد عملية تحويل المسار المصغر
واحدة من أهم النقاط التي شدد عليها دكتور سمير زهدي هي أن مريض تحويل المسار المصغر يحتاج إلى تناول المكملات الغذائية مدى الحياة؛ والسبب هو أن الامتصاص يقل بعد العملية، وبالتالي قد لا يحصل الجسم على كل احتياجاته من الطعام وحده.
لكن الدكتور يؤكد أن هذه المكملات ليست علاجًا لمرض، وإنما تعويض طبيعي مشابه لما يفعله الرياضيون عند تناولهم لمكملات البروتين أو الفيتامينات، بمعنى آخر تناول هذه الفيتامينات ليس أمرًا غير طبيعي، بل هو جزء أساسي من الحفاظ على الصحة بعد العملية.
ويضيف: "الأمر هنا اختيار بين أن تعيش مع أدوية السكر وأدوية الأعصاب ومضاعفات المرض طوال العمر، أو أن تكتفي بمكملات بسيطة تعوض الجسم عن النقص الناتج عن تقليل الامتصاص، بالتأكيد الخيار الأفضل هو المكملات"
ويختم الدكتور سمير زهدي -دكتوراه جراحات السمنة و المناظير والجراحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس- حديثه بالتأكيد على أن عملية تحويل المسار المصغر ليست مجرد جراحة، وإنما بداية لأسلوب حياة جديد يعتمد على الانضباط والوعي الصحي، وهو ما يجعل نتائجها تدوم وتغير حياة المريض بالكامل. لحجز موعد مع الطبيب يمكنك مراسلتنا الآن.
ميديكازون هي منصة طبية رائدة في مصر والوطن العربي، تضم مجموعة من أفضل الأطباء المتخصصين في مختلف التخصصات. نحن دائمًا في خدمتكم لتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصاتنا الاجتماعية، مع ضمان تقديم إجابات دقيقة وموثوقة من قبل فريق من الأطباء الخبراء.
اقراء المزيد عن : ماهي عملية التكميم وكيف تُجرى
كيفية التخلص من السمنة
افضل العمليات لانقاص الوزن