تهدف التربية الجنسية للاطفال إلى تأسيس ثقافة جنسية سليمة لدى الطفل عبر تقديم معلومات صحيحة إليه تتناسب مع مرحلته العمرية، من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة تسمح له بالتعرف إلى أعضاء جسمه التناسلية، الأمر الذي يعزز من تطوره النفسي واحترامه لذاته والآخرين وحمايته من الاستغلال.
أهمية الثقافة الجنسية للاطفال
يؤكد الدكتور أحمد ضرورة إدراك الطفل خصوصية المنطقة الحساسة، ما يعني أنه من غير المسموح رؤية أي شخص لهذه المنطقة أو لمسها أو سؤال الطفل عنها، مع ذلك يمكن للوالدين سؤال الطفل للاطمئنان فقط.
ويخطئ الوالدين عند إرهاب الطفل أو تخويفه من استكشاف الأعضاء التناسلية أو لمسها، ولا بد من توعيته بأهمية خصوصية هذه المنطقة بأسلوب سليم يسمح له بالحفاظ عليها.
ويؤدي إدراك الطفل لخصوصية المنطقة الحساسة بأسلوب صحيح على إلى سؤال والديه عما يدور في ذهنه دون تخوف أو قلق، وهو أمر في غاية الأهمية لأنه يحد من تلقي الطفل معلومات غير صحيحة من رفاقه أو خارج نطاق والديه.
في نهاية الفيديو ينصح الدكتور أحمد بإضافة مقرر التربية الجنسية للاطفال إلى البرامج الدراسية من أجل توعية الأطفال بالمفهوم الصحيح لخصوصية المناطق الحساسة.
مبادئ التربية الجنسية للاطفال
لا يقتصر دور الوالدين على تعريف الطفل بأسماء الأعضاء التناسلية، لكن يمتد الأمر ليشمل بعض المعلومات عن:
- اختلاف الجنسين.
- مرحلة البلوغ.
- كيفية العناية بنظافة المناطق الحساسة.
- أساسيات العلاقة العاطفية والجنسية داخل إطار الزواج.
- بعض المفاهيم المتعلقة بالإنجاب.
بالطبع يختلف مدى تعمق الوالدين في سرد هذه المبادئ وفقًا لسن الطفل واستيعابه، وتسهم هذه التربية في حماية الطفل من الاستغلال أو التحرش عبر إدراك خصوصية جسده ومناطقه الحساسة، ما يجعل فتح حوار صادق وهادئ مع الطفل أمرًا سهلًا، وذلك باتباع بعض الخطوات:
- اكتشاف ما يعرفه الطفل بالفعل عن الجنس والإنجاب، من خلال توجيه بعض الأسئلة للطفل، مثل من أين يأتي الأطفال؟
- تصحيح أي معلومات خاطئة متعلقة بالموضوع، وإعطاء الطفل الحقائق في صورة تناسب لمرحلته العمرية.
- تعزيز التواصل مع الطفل من خلال التحدث معه عن أفكاره ومشاعره المتعلقة بالثقافة الجنسية.
كيفية التحدث عن الجنس مع الأطفال
يسهم اختيار كيفية التحدث مع الطفل في زيادة إدراكه للحقائق واستيعابها بصورة أفضل، وفيما يلي بعض الخطوات التي تؤدي إلى تواصل أفضل مع الطفل:
- شرح المعلومات في مستوى عقلية الطفل، على أن يكون هذا الشرح موجزًا ومشوقًا. على سبيل المثال لا الحصر قد يهتم الطفل البالغ من العمر 6 سنوات بمعرفة أن حجم البويضة صغير جدًا، في حين أنه لا يهتم بتفاصيل عملية التبويض.
- استخدام الأسماء الصحيحة لأجزاء الجسم المختلفة، مثل الرحم بدلًا من المعدة أو البطن، وهو أمر يعزز من تواصل الطفل مع الوالدين بوضوح في حال واجهته مشكلة.
- الاعتراف بجهل معلومة ما أمر طبيعي، ولا يحتاج الطفل من والديه الإلمام بكل المعلومات، إلا أنه يحتاج إلى الشعور بالأمان في أثناء التحدث معهم وسؤالهم في أي وقت عن أي شيء.
- الاستعداد المسبق لهذه المرحلة يحد من اضطراب الوالدين وشعورهما بالحرج في أثناء التحدث مع أطفالهم عن الثقافة الجنسية، بل يفضل أخذ زمام المبادرة وبدء الحديث مع الطفل.
- إذا كانت الأم هي الشخص المتحدث مع الطفل في كل ما يتعلق بهذا الموضوع فمن الأفضل أن يشارك الأب في النقاش وتقديم المعلومات، الأمر الذي يعزز شعور الطفل بالراحة والأمان.
ما السن المناسب للبدء في عملية التربية الجنسية للاطفال؟
كلما بدأ تعريف الطفل بأساسيات الثقافة الجنسية مبكرًا كان ذلك أفضل لكل من الطفل ووالديه، وفيما يلي مزيد من التفاصيل:
- تبدأ مرحلة الفضول والتساؤلات حول أعضاء الجسم المختلفة بداية من سن العامين، لذلك يفضل أن يكون الوالدين على استعداد للإجابة عن هذه التساؤلات المختلفة.
- يمكن للوالدين مساعدة الطفل على التعرف إلى جسده وأسماء بعض أجزاء الجسم في أثناء الاستحمام أو ارتداء الثياب. يناسب ذلك الطفل من سن العامين إلى 3 أعوام.
- في المرحلة العمرية بين 4 و5 سنوات قد يزداد فضول الطفل ليسأل، من أين أتيت؟ يمكن توضيح أن الطفل ينمو في مكان داخل جسم الأم يسمى الرحم، ويُفَضَّل البدء في تقديم مفاهيم أساسية عن خصوصية المناطق الحساسة، وإدراك ما هو مناسب وغير مناسب من الآخرين.
- في المرحلة من 6 إلى 8 سنوات قد يواجه الآباء والأمهات أسئلة من نوع "كيف دخل الطفل الرحم؟". هنا يمكن إعطاء معلومة واضحة بسيطة أنه بعد الزواج ينمو طفل في الرحم نتيجة لتلاقي بويضة صغيرة من الأم مع بذرة صغيرة من الأب.
- يُفَضَّل التحدث مع الطفل قبل بلوغه عن سن البلوغ وعلاماته وكيف يتغير الجسم، وهو أمر يناسب الأطفال بعد سن الثامنة.
كيف تحمي الطفل من التحرش الجنسي؟
تُساور مخاوف عدة الوالدين من تعرض أطفالهم إلى التحرش أو الاستغلال الجنسي، وأولى خطوات حماية الطفل تثقيفه جنسيًا بصورة تتوافق مع سنه وإدراكه -كما ذكرنا سابقًا-، وتوجد بعض الأمور التي قد تحد من تعرض الطفل إلى الاستغلال الجنسي، مثل:
- تجنب العنف المنزلي سواء بين الوالدين أو مع الطفل، يؤثر هذا الأمر سلبًا في احترام الطفل لذاته، ما يجعله فريسة سهلة المنال للشخص المعتدي.
- تجنب ترك الطفل بمفرده فترات طويلة مع أشخاص آخرين، ومراقبته بصورة شبه دائمة لحمايته وخاصة في السنوات الأولى من عمره، فقد أثبتت بعض الدراسات أن نحو 90% من الاعتداءات الجنسية يرتكبها أشخاص يثق بهم الطفل أو في نطاق الأصدقاء والأقارب.
- الحد من استعمال الأجهزة الحديثة المتصلة بالإنترنت أو إنشاء حساب للطفل على مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك لحمايته من التواصل مع أشخاص غير موثوقين.
- عدم إجبار الطفل على تلقي القبلات أو العناق من أي شخص ما لم يرغب في ذلك.
- محاولة خلق علاقة مميزة بين الطفل ووالديه، وإعطاء مساحة آمنة له للتعبير عما بداخله، والاستماع له دون تكذيب أو ترهيب.
تسهم هذه الخطوات البسيطة في حماية الطفل من تعرضه للاستغلال الجنسي من خلال دعمه نفسيًا ومعرفيًا، فقد يقع الطفل ضحية التحرش والاعتداء الجنسي نتيجة عدم إدراكه لهذه الحقائق، أو تخوفه من التواصل مع والديه نتيجة لتجاهله أو تعنيفه.
إن التربية الجنسية للاطفال تعزز فهمهم لأنفسهم وللآخرين، وكيفية تكوين علاقات صحية، والتزام السلوكيات المناسبة في المواقف المختلفة، وتهدف هذه التربية بصورة أساسية إلى إشباع فضول الأطفال وتجنب لجوئهم إلى أشخاص غير مؤهلين للبحث عن إجابات.
تعرفوا إلى كل ما يهم عن التربية الجنسية للاطفال من خلال
مشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة عبر منصتنا المتميزة،
منصة ميديكازون المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضًا
- حجم العضو الذكرى عند الاطفال
- حجم الخصيتين الطبيعي للاطفال
- كيف نبدأ بتعديل سلوك الطفل جنسيًا