يعد التهاب الأذن الوسطى من أكثر أنواع العدوى شيوعًا بين الرضع والأطفال، وعادة ما يحدث بعد الإصابة بعدوى تنفسية، مثل نزلات البرد، ويعتمد علاج هذه المشكلة على شدة الأعراض وعمر الطفل المصاب.
خلال هذا المقال يوضح الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة- أهم اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع.
لماذا تنتشر التهابات الأذن الوسطى بين الرضع؟
يوضح الدكتور أحمد أن التهابات الأذن الوسطى من المشكلات الصحية الشائعة بين الأطفال، مشيرًا إلى أن واحدًا من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يزور طبيب الأنف والأذن والحنجرة مرة واحدة على الأقل كل أربعة أشهر بسبب هذا الالتهاب، ويرجع ارتفاع هذه النسبة إلى الطبيعة التشريحية لقناة استاكيوس عند الأطفال، والتعرض المتكرر لنزلات البرد والعدوى التنفسية وهو ما سنوضحه بالتفصيل في السطور التالية.
اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع
يؤكد الدكتور أحمد أن التهابات الأذن الوسطى غالبًا ما تحدث بعد الإصابة بنزلات البرد أو احتقان الأنف، وذلك نتيجة انسداد قناة استاكيوس (وهي القناة المسؤولة عن تهوية الأذن وتصريف السوائل منها).
ويؤدي انسداد هذه القناة إلى تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، ما يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفيروسات، وبالتالي يُعد هذا من أبرز اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع والأطفال، وتزداد احتمالية الإصابة عند الأطفال بسبب عدة عوامل، من أهمها:
- الطبيعة التشريحية لقناة استاكيوس عند الأطفال، إذ أنها تكون قصيرة ومتسعة وأكثر استقامة عند الأطفال مقارنة بالبالغين، ما يُسهّل انتقال العدوى من الأنف إلى الأذن الوسطى.
- الرضاعة غير الطبيعية، وخاصةً عند إرضاع الطفل وهو مستلقٍ على ظهره، إذ يمكن أن يتسرب الحليب إلى قناة استاكيوس، ما يزيد من خطر حدوث الالتهاب.
- التعرض المتكرر لنزلات البرد، وهو أمر شائع في مرحلة الطفولة، ويزيد من فرص انسداد قناة استاكيوس وتكرار التهابات الأذن.
علامات التهاب الأذن عند الرضع والأطفال
يشير الدكتور أحمد إلى أن أعراض التهاب الأذن الوسطى تختلف باختلاف عمر الطفل، إذ يصعب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين التعبير عن الألم، لذا يجب على الوالدين الانتباه لبعض العلامات التي قد تدل على وجود التهاب، مثل:
- فرك الأذن أو شدها باستمرار.
- الميل بالرأس إلى أحد الجانبين.
- البكاء المستمر دون سبب واضح
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- الإصابة بالإسهال في بعض الحالات.
على الجانب الآخر، يمكن للأطفال الأكبر سنًا -بين عامين وخمسة أعوام- التعبير عن شعورهم بألم في الأذن، وأيضًا قد يلاحظ الوالدين أو المعلمين بعض العلامات الأخرى، مثل:
- ضعف الاستجابة عند مناداته.
- قلة التركيز أو الشرود الذهني.
- تأثر الأداء الدراسي نتيجة ضعف السمع المؤقت.
- ارتفاع درجة الحرارة لمدة أكثر من 4 إلى 5 أيام دون تحسن رغم العلاج.
أهمية الفحص المبكر لتشخيص التهابات الأذن الوسطى
يوضح الدكتور أحمد أن بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة تدل على وجود التهاب في الأذن الوسطى، لذا من المهم إجراء فحص دوري لدى طبيب الأنف والأذن المختص حتى في حال عدم وجود شكوى مباشرة من الطفل، ففي بعض الحالات قد تتراكم السوائل أو الصديد خلف طبلة الأذن دون أن يشعر الطفل بمشكلة ما، ما قد يؤدي إلى فقدان السمع تدريجيًا.
كيفية الوقاية من مضاعفات التهابات الأذن الوسطى عند الأطفال
ينصح الدكتور أحمد بضرورة التوجه الفوري للطبيب المختص في بعض الحالات التي تضمن ظهور بعض العلامات، مثل:
- استمرار ارتفاع درجة حرارة الطفل لأكثر من 4 أيام دون استجابة للعلاج وخافضات الحرارة.
- بكاء الطفل بصورة مستمرة دون سبب واضح.
- عدم استجابة الطفل للأصوات، أو ملاحظة تأخر في التفاعل مع محيطه.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد السمنودي عن اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- الخطط العلاجية المتبعة في مثل هذه الحالات.
علاج التهاب الأذن الوسطى عند الرضع
الكشف عن اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع يساعد على اتباع خطة علاجية مناسبة لحالة الطفل وعمره، وشدة الأعراض المصاحبة للمشكلة، وفيما يلي أبرز الطرق العلاجية المتبعة في مثل هذه الحالات:
المراقبة والانتظار
في الحالات البسيطة، وخاصة لدى الرضع الذين تتجاوز أعمارهم 6 أشهر، قد يُوصي الطبيب بالانتظار بضعة أيام مع مراقبة حالة الطفل، إذ يمكن أن يتحسن التهاب الأذن تلقائيًا دون الحاجة إلى استخدام مضاد حيوي.
استخدام المضادات الحيوية
أما إذا استمرت الأعراض أو كانت شديدة، مثل ارتفاع درجة الحرارة، أو خروج إفرازات من الأذن فيلجأ الطبيب إلى وصف مضاد حيوي مناسب، وتُحدد الجرعة تبعًا لعمر الطفل ووزنه.
مسكنات الألم وخافضات الحرارة
قد يصف الطبيب مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، للتخفيف من الألم وخفض درجة الحرارة، مع ضرورة الالتزام بالجرعات الموصى بها من قبل الطبيب.
المتابعة بعد العلاج
من المهم مراجعة الطبيب مرة أخرى بعد انتهاء فترة العلاج للتأكد من شفاء الطفل بصورة كاملة، والتحقق من عدم وجود أي سوائل خلف طبلة الأذن قد تؤثر على السمع.
يُعد التهاب الأذن الوسطى من الحالات الشائعة التي تصيب الرضع والأطفال في سنواتهم الأولى، ويساعد فهم الأسباب والعلامات المبكرة على سرعة التوجه للطبيب المختص، وتشخيص الحالة بدقة للحصول على العلاج المناسب وتجنب أي مضاعفات صحية.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- اسباب الطنين في الأذن
- تسوس عظام الأذن
- علاج ارتشاح الماء خلف طبلة الاذن