تمثل مُضاعفات عمليات السمنة عقبة في طريق الراغبين في الخضوع لها للتخلص من أوزانهم الزائدة خوفًا من أن تتعرض حياتهم إلى الخطر.
في المقال التالي نسرد ما تحدث عنه
الدكتور احمد بدران -استشاري جراحات السمنة والمناظير المتطورة- عن تسريب المعدة موضحين أسبابه.
ما هي أسباب تسريب المعدة
يبدأ الدكتور أحمد بدران حديثه مشيرًا إلى عمليات السمنة التي يعتمد إجرائها على استئصال جزء من المعدة.
تُجرى تلك الجراحات عن طريق استخدام الدباسات الإلكترونية من أجل تدبيس الجزء المراد الاحتفاظ به من المعدة وفصل الجزء المراد استئصاله منها في آن واحد.
قد تترك الدباسات بعض المسافات البينية بين كل تدبيسة وأخرى، يتراوح حجمها من 1 إلى 2 مم، وفي حال عدم التئامها، تتسرب العصارة الهاضمة من خلالها إلى تجويف البطن.
لماذا لا تلتئم أنسجة معدة بعض الخاضعين للجراحة؟
عادةً ما تلتئم أنسجة المرضى الخاضعين لجراحات السمنة التي تعتمد على قص جزء من المعدة في غضون أسابيع قليلة من الإجراء، إلا أن بعض المرضى يعانون مشكلة عدم التئام الجروح، وذلك لعدة أسباب، أشهرها: تناول بعض الأدوية التي تؤثر في قدرة الجسم على التئام الجروح ومنها: الكورتيزون.
لذا يُصبح أولئك المرضى أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات جراحات السمنة، ومنها: الإصابة بالالتهاب وعدوى الجرح، وكذلك مخاطر التسريب.
هل التسريب مميت؟
على مدار سنوات انتشرت فكرة التسريب كونها أحد المُضاعفات المميتة لجراحات السمنة، إلا أن التطور التكنولوجي أحدث فارقًا في إمكانية علاج تسريب المعدة والتخلص من المخاطر المُصاحبة له على حياة المريض.
الطرق الطبية المتاحة لعلاج تسريب المعدة
مثلما شهدت جراحات السمنة تطورًا ملحوظًا في التقنيات الطبية المُستخدمة في إجرائها، مكّن التطور التكنولوجي الأطباء من التعامل مع مُضاعفات الجراحة وخاصة التسريب بسهولة وأمان.
الآن يُمكِن حل مشكلة التسريب عن طريق المنظار الفموي الذي يُمَكّن الطبيب من تشخيص الإصابة في مرحلة مبكرة، والتعامل معها من خلال تركيب دعامات أو كلبسات طبية تعمل على إغلاق الجزء غير الملتئم من الأنسجة لمنع التسريب.
يُنهي الدكتور أحمد بدران حديثه بالتأكيد على توافر وسائل طبية متعددة تُمكن الأطباء من التخلص من مخاطر ومُضاعفات عمليات السمنة بسهولة ويسر، وعليه لا ينبغي أن تُصبح تلك المُضاعفات عقبة تمنع مرضى السمنة عن الخضوع للجراحة والاستمتاع بفوائدها المتعددة.
فوائد الخضوع لجراحات السمنة
على الرغم من المخاطر والمُضاعفات المحتملة لعمليات السمنة إلا أن نسبة المُقبلين على الخضوع لها تزداد يومًا بعد يوم، وذلك لما تُحققه تلك الجراحات من نتائج فعالة في خسارة الوزن والسيطرة على العديد من الأمراض المزمنة المُصاحبة للسمنة.
من خلال الخضوع لعمليات السمنة التي تعتمد على قص جزء من المعدة، والالتزام بالنظام الغذائي الخاص بها ستتمكن من خسارة ما يتراوح من %40 إلى 70% من وزنك الزائد خلال السنة الأولى من الجراحة، وستتخلص من المخاطر المرتبطة بالسمنة مثل: مخاطر ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري المزمن.
بالإضافة إلى ما سبق، ستستعيد ثقتك بنفسك بعد الجراحة، وستشعر براحة نفسية أكبر بفضل التخلص من الدهون المتراكمة في الجسم.