يصيب مرض هيرشسبرونغ مولود واحد من بين كل 5000 طفل حديث الولادة، وهو أكثر شيوعًا لدى الذكور منه عند الإناث، بمعدل 3 ذكور إلى أنثى واحدة، ويؤدي هذا المرض إلى تراكم البراز داخل القولون وإحداث عديد من المضاعفات الصحية.
تضخم القولون الخلقي
تعود تسمية مرض تضخم القولون الخلقي في الأطفال باسم "هيرشسبرونغ" إلى مكتشفه هيرالد هيرشسبرونغ، ويسبب هذا المرض خللًا في الحركة الدودية للأمعاء (الحركة الدودية تعني تتابع انقباض جدران الأمعاء وانبساطها من أجل سهولة تحرك الطعام داخلها).
ينتج مرض هيرشسبرونغ عن ضعف الأعصاب المسؤولة عن الانبساط في جزء من القولون، ما يعني انقباض هذا الجزء باستمرار، ما يؤدي إلى تراكم إفرازات الأمعاء والعصارة المعوية والبراز، ويسبب هذا التراكم تضخمًا خلقيًا في الجزء السليم من القولون.
ومن أهم علامات تضخم القولون الخلقي للأطفال -وفقًا للدكتور محمد- ما يلي:
- تراكم عقي البطن (أول براز بعد الولادة، وهو ذو لون أخضر داكن أو أسود).
- انتفاخ شديد في البطن.
- التبرز كل 4 أيام إلى 10 أيام.
- ارتفاع درجة الحرارة والإسهال الشديد والجفاف، نتيجة تخمر البراز المتراكم، الأمر الذي يستدعي حجز الطفل وخضوعه لغسيل القولون.
يمكن تشخيص الطفل من خلال إجراء بعض الفحوصات، أهمها:
- الأشعة العادية (أشعة إكس).
- أشعة الصبغة.
- أخذ عينة من المستقيم لفحصها ميكروسكوبيًا.
وفي حال عدم وجود الأعصاب المسؤولة عن الانبساط في عضلات القولون في العينة، يتدخل الطبيب جراحيًا لإزالة الجزء المصاب، والوصل بين الجزء السليم وفتحة الشرج مباشرة.
فيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- بعض المعلومات الهامة عن مرض هيرشسبرونغ وأعراضه وعلاجه.
ما مرض هيرشسبرونغ؟
يصيب هذا المرض النادر الطفل حديث الولادة عندما يحدث خللًا في التطور الطبيعي لبعض الخلايا العصبية بالأمعاء، ما يزيد صعوبة حركة الطعام المهضوم داخل هذا الجزء، ويؤخر خروج البراز، فيعاني الطفل الإمساك فترة طويلة، وقد يُصاب بعدوى التهاب الأمعاء والقولون التي تسبب الحمى والألم والإسهال.
اعراض تضخم القولون الخلقي عند الأطفال
غالبًا ما تلاحظ أم الطفل المُصاب وجود مشكلة بعد الولادة بفترة وجيزة تتمثل في عدم قدرة الطفل على إخراج أول براز منذ الولادة وحتى مرور 48 ساعة، يتبعها معاناة الطفل بعض الأعراض، منها:
- انتفاخ المعدة.
- القيء (سائل أخضر أو أصفر).
- الإمساك.
- الحمى.
- الإسهال.
وإذا أهملت الأم استشارة الطبيب المختص في وقت مبكر، فقد يزداد الأمر سوءًا وتزداد معاناة الإمساك الشديد، مع ظهور بعض الأعراض الإضافية، مثل:
- فقدان الشهية.
- القيء وآلام المعدة.
- تأخر النمو.
- البراز المائي.
- انتفاخ البطن.
- فقدان الوزن.
تشخيص مرض هيرشسبرونغ
يمكن للطبيب المختص تشخيص الحالة عبر عدة فحوصات، تتضمن:
- الفحص الجسدي: يفحص الطبيب مستقيم الطفل للتأكد من وجود تشوهات خلقية.
- الأشعة: يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية لإظهار انسداد الأمعاء وانتفاخها.
- الأشعة بالصبغة: يتضمن الإجراء استخدام حقنة شرجية تحوي صبغة الباريوم، ثم يُجرى الفحص بالأشعة للحصول على تفاصيل دقيقة.
- جهاز المانوميتري: جهاز يقيس تغيرات الضغط وحركة العضلات في فتحة الشرج والمستقيم (قياس القولون بقسطرة تشبه البالون).
- الخزعة: تُؤخذ عينة صغيرة من المستقيم يتم فحصها في أحد المعامل الطبية للكشف عن وجود الخلايا العصبية المسؤولة عن حركة الأمعاء.
أسباب تضخم القولون الخلقي عند الأطفال
ترجع أسباب الإصابة بـ "مرض هيرشسبرونغ" إلى طفرات جينية ناتجة من عوامل وراثية، وتزيد احتمالية إصابة الطفل بهذا المرض إذا عاناه أحد الوالدين أو الإخوة سابقًا، كما تزيد فرص الإصابة به لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
علاج تضخم القولون الخلقي عند الأطفال
قد يلجأ الطبيب إلى بعض أنواع العلاج المؤقت قبل إجراء الاستئصال الجراحي للأمعاء المصابة، ويسمح هذا العلاج للطفل بتناول الطعام واستعادة وظيفة الأمعاء مؤقتًا قبل الجراحة، من أهم هذه الوسائل العلاجية:
- غسيل القولون: يُدخِل الطبيب قسطرة عبر فتحة الشرج لتنظيف المستقيم والأمعاء بمحلول ملحي للتخلص من البراز المتراكم.
- جراحة "كولوستومي" (فتحة البطن): في هذا الإجراء يربط الجراح جزء من الأمعاء بسطح البطن من خلال فتحة جراحية تسمى "فغر البطن"، ويوضع في هذه الفتحة كيس يسمح بجمع البراز داخله.
وتُعَد الجراحة الحل الوحيد والأمثل لعلاج مرض هيرشسبرونج، وغالبًا ما تهدف الجراحة إلى إزالة الجزء المصاب من الأمعاء الغليظة وسحب الجزء السليم من الأمعاء وربطه بفتحة الشرج، وقد يجري الطبيب هذه الجراحة بالمنظار أو تقليديًا.
مضاعفات ما بعد الجراحة
غالبًا ما يتحسن الأطفال الذين خضعوا للإجراء الجراحي، مع ذلك قد تتفاقم بعض المضاعفات الصحية، مثل:
- سلس البراز.
- الإمساك.
- التهاب الأمعاء، الذي تشمل أعراضه: نزف المستقيم، والإسهال، والحمى، والقيء، وانتفاخ البطن.
- تسرب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن، وتتطلب هذه الحالة التدخل الطبي العاجل.
- انسداد الأمعاء مرة أخرى.
في حال معاناة الطفل أي أعراض مشابهة لـ "مرض هيرشسبرونغ"، ينبغي للأهل سرعة التوجه إلى الطبيب المختص للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، لأن تأخير العلاج قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة على صحة الطفل.
إقرأ أيضًا