الصحة الجنسية أهم الجوانب الحيوية في حياة الرجل؛ إذ تؤثر مباشرة في جودة حياته وعلاقته الزوجية، ومن أبرز المشكلات الجنسية التي يختلف حولها الكثيرون مدة القذف الطبيعية، ومشكلة سرعة القذف وكيفية علاجها.
في هذا المقال، سنتناول مفهوم مدة القذف الطبيعي، والعوامل المؤثرة فيها، والفرق بين الطبيعي والمرضي، وكيفية التعامل مع القذف غير المنتظم.
ما المقصود بمصطلح "مدة القذف الطبيعي"؟
يُشير مصطلح "مدة القذف الطبيعي" إلى الفترة الزمنية بين بدء الإيلاج المهبلي وحدوث القذف لدى الرجل، وتختلف من رجل لآخر، ولا توجد قيمة ثابتة تنطبق على جميع الرجال، إلا أن بعض الدراسات الطبية وضعت متوسطًا تقريبيًا للمدة الطبيعية للقذف بناءًا على آلاف الحالات المختلفة.
ما هي المدة الطبيعية للقذف؟
حسب الجمعية الدولية للطب الجنسي، فإن متوسط المدة الطبيعية لحدوث القذف بعد الإيلاج تتراوح ما بين 4 إلى 8 دقائق، في حين تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن الزمن قد ينقص إلي 7 أو 3 حتى دقائق، وفي بعض الحالات يمكن أن يصل إلى عشر دقائق أو أكثر.
المدة التي تقل عن دقيقة واحدة من بداية الإيلاج حتى القذف تُصنّف غالبًا على أنها "قذف مبكر" أو "سرعة قذف"، بينما القذف الذي يستغرق أكثر من 15-20 دقيقة قد يُعتبر قذفًا متأخرًا، وعادة ما يكون للأمر تأثيرًا سلبيًا على العلاقة.
ما العوامل التي تؤثر في مدة القذف الطبيعي؟
هناك عدة عوامل تؤثر في مدة القذف الطبيعي فتزيده أو تُنقصه، بعضها نفسية والأخرى عضوية، ومنها:
- السن: مع التقدم في العمر قد تطول أو تقصر مدة القذف وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الجسم بمرور الزمن.
- الخبرة الجنسية: قد يعاني المراهقون أو الرجال قليلي الخبرة من سرعة القذف خاصة من يمارسون العادة السرية بكثرة، بينما تزداد القدرة على التحكم مع بلوغهم وتقدمهم في العمر.
- العوامل النفسية: التوتر والقلق وكذلك الخوف من الفشل في الأداء يُشكل ضغطًا نفسيًا قد يتسبب في سرعة القذف في النهاية.
- مستوى الإثارة الجنسية: الإثارة الزائدة قد تؤدي إلى قذف سريع، بينما الإثارة المعتدلة قد تساعد في إطالة المدة.
- الأمراض العضوية: مثل التهابات البروستاتا أو الأعصاب أو اضطراب مستوى الهرمونات جميعها قد تؤثر في زمن القذف.
- استخدام بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية الضغط فمنها ما يؤثر في طبيعة القذف للرجل سواء بتأخير القذف أو زيادة سرعته عن الطبيعي.
- مشاهدة الأفلام الإباحية: مشاكل الأفلام الإباحية على الصحة الجنسية عديدة وكما أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين مشاهدة الأفلام الإباحية والضعف الجنسي
متى يُعد القذف غير طبيعي؟
من المهم التمييز بين التفاوت الطبيعي في مدة القذف، وبين الاضطرابات الجنسية التي تستدعي التدخل الطبي، والتي عادة ما تكون أعراضها على النحو التالي:
- حدوث القذف دائمًا أو غالبًا خلال أقل من دقيقة بعد الإيلاج.
- فقدان القدرة على التحكم في القذف وتأخيره حتى الوصول إلى النشوة الجنسبة في معظم اللقاءات الحميمية.
- عدم إتمام العلاقة بسبب تأخر القذف أو عدم الوصول إليه.
تأثير سرعة أو تأخر القذف على العلاقة الزوجية
تؤثر سرعة القذف بالسلب على رضا الطرفين، خاصة إذا لم تتمكن الزوجة من الوصول إلى النشوة الجنسية، وقد يسبب ذلك مشاكل في التواصل أو يؤدي إلى تراجع الرغبة الجنسية لدى أحد الطرفين.
من ناحية أخرى، القذف المتأخر قد يؤدي إلى شعور بالإحباط أو الملل لدى الزوجين، كما يمكن أن يسبب ألمًا أو انزعاجًا جسديًا للمرأة نتيجة إطالة مدة العلاقة الجنسية.
هل يمكن التحكم في مدة القذف الطبيعي؟
لحسن الحظ فقط توفرت العديد من التقنيات والتمارين التي يمكن أن تُساعد في التحكم في القذف، من أهمها:
- السحب والتوقف: وهي طريقة تعتمد على التوقف المؤقت عند الشعور باقتراب القذف، ثم الاستمرار لاحقًا.
- تمرين (كيجل) لتقوية عضلات الحوض: وهي مجموعة من التمارين التي تقوّي عضلات التحكم في القذف وتساعد في إطالة مدة القذف للوصول إلى المدة الطبيعية.
- استخدام الواقي الذكري: إذ يقلل الإحساس في القضيب مما يساعد في تأخير القذف.
- المراهم المخدّرة الموضعية: تُستخدم لتقليل الإحساس في العضو الذكري.
- العلاج النفسي أو السلوكي: في حال وجود أسباب نفسية تؤثر على الأداء يمكن استشارة طبيب متخصص والتواصل معه لتعلم كيفية التعامل مع الضغوط دون أن تؤثر على الحياة الجنسية.
- أدوية بوصفة طبية: مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين (SSRIs)، والتي تؤخر القذف لدى بعض الرجال.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كان القذف السريع أو المتأخر يتكرر باستمرار ويؤثر في طبيعة العلاقة الزوجية، يُنصح بمراجعة طبيب مختص في أمراض الذكورة أو الطب الجنسي لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد سبب المشكلة -عضوي كان أو نفسي-، ومن ثم وضع خطة العلاج المناسبة.
في الختام، من المهم أن تُبنى العلاقة الحميمة على التواصل، والتفاهم، والتقبل المتبادل، لأن الصحة الجنسية لا تُقاس بالدقائق فقط، بل بنوعية العلاقة ورضا الطرفين، لذا لا داع للقلق، كما أن التقنيات الحديثة أتاحت علاجات مختلفة من شأنها مساعدتك على تخطي القذف المختلفة.
تعرف إلى مزيد من المعلومات الطبية عن أسباب سرعة القذف وكيفية علاجه من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي
إقرأ المزيد
- اضرار المنشط الجنسي: ما هي؟ وكيف نحمي أنفسنا منها؟
- ما هو التسرب الوريدي؟ وما الوسائل الطبية المتاحة لعلاجه؟
- انخفاض هرمون التستوستيرون