يلجأ الأطباء إلى إجراء فحص الأجنة المجمدة قبل زراعتها داخل الرحم بهدف الحد من حالات الإجهاض المتكررة الناتجة من إصابة الأجنة بتشوهات وراثية. خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور محمود الشافعي -أستاذ أمراض النساء والولادة- أحد تقنيات فحص الأجنة المجمدة قبل نقلها إلى الرحم.
تقنية "Single Gene" لفحص الأجنة المجمدة
يشير الدكتور محمود إلى وجود تقنية تُستخدم للكشف عن أمراض معينة مرتبطة بجين واحد فقط، تُعرف باسم "Single Gene"، وتستدعي هذه التقنية فحص 10 أجنة من الطراز الأول (أجنة اليوم الخامس).
ويطلب الطبيب فحص هذا العدد من الأجنة لأن التقنية ذات تكلفة مرتفعة، وهي تستدعي تجميد الأجنة بصورة فردية (كل جنين في أنبوب منفصل) قبل نقل العينات إلى إنجلترا وفحصها. يستغرق هذا الإجراء نحو 3 أسابيع للحصول على نتائج.
ما فحص الأجنة؟
فحص الأجنة يتضمن مجموعة من التقنيات المتطورة التي تهدف إلى التحقق من سلامة كروموسومات الأجنة المخصبة الناتجة من الحقن المجهري أو التلقيح الاصطناعي، ما يسهم في التخلص من الأجنة ذات التشوهات الوراثية، وزرع الأجنة السليمة داخل الرحم.
أهمية فحص الأجنة المجمدة
يوصي الطبيب بإجراء هذه فحص الأجنة المجمدة لدى بعض الحالات التي تتضمن ما يلي:
- الأمهات اللاتي تخطت أعمارهن الـ35.
- إصابة أحد الزوجين بأمراض وراثية، أو وجود طفرات جينية سابقة في العائلة، مثل متلازمة داون.
- معاناة الإجهاض المتكرر.
- الفشل المتكرر في محاولات التلقيح الاصطناعي.
أنواع فحصوصات الأجنة المجمدة
تخضع الأجنة المخصبة الناتجة من عملية التلقيح الاصطناعي لاستئصال عدد قليل من خلاياها، ثم إجراء اختبارات عدة داخل مركز الوراثة، من أبرزها:
اختبار الكروموسوم (تسلسل الجيل التالي)
يهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن عدد الكروموسومات داخل الجنين، ما يسهم في اختيار الأجنة السليمة، فالأجنة السليمة تحوي داخلها 23 زوجًا من الكروموسومات التي تحمل الجينات.
إن وجود خلل في هذا العدد يشير إلى احتمالية تطور طفل يعاني مشكلات صحية، مثل متلازمة داون.
اختبار المادة الوراثية (الجينات)
تقنية متطورة تهدف إلى اختبار الجنين جينيًا للكشف عن وجود اضطراب جيني واحد، وهدفه استبعاد الأجنة التي قد تعاني مشكلات جينية تسبب أي من الأمراض التالية:
- مرض هنتنغتون (مرض ينتج من تحلل الخلايا العصبية في الدماغ ويؤثر سلبًا في صحة الشخص العقلية وحركته).
- التليف الكيسي (مرض وراثي يؤدي إلى تلف الرئتين والجهاز الهضمي وبعض أعضاء الجسم الأخرى).
- ثالاسيميا (اضطراب وراثي يؤدي إلى نقص إنتاج الهيموجلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين والغذاء).
هل يمكن إجراء اختبار فحص الأجنة لاختيار نوع الجنين؟
يمكن تحديد نوع الجنين من خلال هذه الاختبارات، إلا أنه لا يُنْصَح طبيًا بتحديد نوع الجنين ما لم توجد ضرورة طبية لذلك الأمر، منها معاناة الاضطرابات الجينية التي تؤثر في جنس واحد فقط من الأجنة، مثل الهيموفيليا، والضمور العضلي.
هل فحص الأجنة المجمدة يؤثر في سلامتها؟
عادة لا يسبب فحص الجنين أي مشكلات تتعلق بسلامته، لكن -في حالات نادرة- قد يسبب أخذ خزعة من خلايا الجنين ضررًا يمنع نموه بصورة طبيعية عند نقله إلى الرحم.
متى يتم فحص الأجنة المجمدة قبل زرعها داخل الرحم؟
ينصح الأطباء بإجراء هذه الفحوصات قبل شهر على الأقل من عملية نقل الأجنة، ويتضمن الإجراء تذويب الأجنة وأخذ خزعة لفحصها، ثم إعادة تجميدها انتظارًا لنتائج الفحص التي قد تستغرق أسبوع أو أكثر.
بعد اكتمال التحضير لعملية الحقن المجهري وظهور النتائج وتحديد الأجنة السليمة، يزرع الطبيب المختص الجنين داخل رحم الأم، ويوصي باتباع بعض النصائح مدة أسبوعين على الأقل قبل الخضوع لاختبار الحمل، ومن أهم هذه النصائح:
- التمدد على الظهر لمدة يوم بعد انتهاء الحقن المجهري.
- تحسين الدورة الدموية داخل الرحم من خلال المشي.
- تجنب الأنشطة المجهدة مثل رياضة الجري أو ركوب الدراجة.
- تجنب ممارسة العلاقة الزوجية في أول أسبوعين من الإجراء.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
فحص الأجنة المجمدة من التقنيات الحديثة المتطورة الأساسية لضمان الحصول على أجنة سليمة خالية من التشوهات الوراثية، الأمر الذي يزيد فرص نجاح الحمل، ويحد من خطر الإجهاض المتكرر.
لمزيد من المعلومات الطبية عن تقنيات الحقن المجهري و اختبارات فحص الأجنة قبل نقلها إلى الرحم، يمكنكم مشاهدة مقاطع الفيديو الطبي المنشورة عبر منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة في مصر والعالم العربي التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً
- نسبة نجاح الاجنة المجمدة
- الامساك بعد ترجيع الاجنة
- خطوات ترجيع الاجنة المجمدة