تنشأ العيوب الخلقية في جدار البطن لدى الجنين من ضعف العضلات المحيطة بتجويف البطن، الأمر الذي يؤدي إلى خروج الأمعاء عبر فتحة في البطن خلال مرحلة الحمل. في هذا الفيديو يستعرض الأستاذ
الدكتور محمد فتحي -استشاري
جراحة الأطفال- أهمية التدخل الطبي العاجل في علاج فتق جدار البطن للأطفال حديثي الولادة.
فتق جدار البطن لدى حديثي الولادة
يوضح الدكتور محمد أن الطفل حديث الولادة قد يعاني عيبًا خلقيًا في عضلات البطن، الأمر الذي يؤدي إلى خروج الأمعاء خارج التجويف البطني، وقد لا يكتشف طبيب النساء هذه المشكلة في أثناء مرحلة الحمل. تستدعي هذه المشكلة الصحية تدخلًا جراحيًا عاجلًا على أيدي جراح أطفال مختص.
وأشار الدكتور محمد في نهاية الفيديو إلى وجود بعض العوامل التي تزيد احتمالية إصابة الجنين بتشوه أمعائه، منها
تأخر الإنجاب عند الأم، أو في بعض حالات
الحقن المجهري.
فيما يلي نسرد لكم أنواع العيوب الخلقية في عضلات البطن لدى حديثي الولادة، مع توضيح كيفية تشخيصها وعلاجها.
أنواع فتق عضلات البطن الخلقية في حديثي الولادة
تؤدي ولادة طفل يعاني عيبًا خلقيًا في جدار البطن إلى خروج أعضاء الجهاز الهضمي عبر هذا الفتق. تتطور هذه المشكلة خلال مرحلة نمو الجنين داخل رحم الأم، ويمكن تصنيف فتق جدار البطن الخلقي إلى نوعين رئيسين:
الفتق السري
يُعرف باسم القيلة السرية، فيه تبرز الأمعاء والأعضاء الداخلية لتجويف البطن من خلال فتحة في منتصف جدار بطن الطفل، ويكون مُغَطَّى بكيس رقيق (غشاء البطن).
غالبًا ما يصاحب هذه المشكلة معاناة الطفل عيوب خلقية، مثل
أمراض القلب والرئتين، أو أحد المتلازمات الوراثية مثل متلازمة داون، ومتلازمة بيكويث ويديمان (اضطراب خلقي يسبب تضخم لسان الطفل، وارتفاع نسبة الإنسولين مع انخفاض في نسبة السكر في الدم). تؤثر هذه الحالة في نحو طفلين من بين كل 10000 مولود.
الفتق البطني
فتق مرتبط بانزلاق جزء من الأمعاء خارج تجويف البطن من خلال عيب خلقي في عضلات البطن (غالبًا ما يوجد على يمين السرة). في هذه المشكلة لا يوجد غشاء بطني يحمي الأمعاء من الظروف الخارجية.
لا ترتبط هذه المشكلة الصحية بوجود أي عيوب خلقية أو متلازمات وراثية، وتؤثر هذه الحالة في نحو 2 إلى 6 أطفال حديثي الولادة من بين كل 10000 مولود.
تشخيص العيوب الخلقية في جدار البطن
غالبًا ما يشخص الطبيب أي عيوب خلقية في عضلات بطن الجنين خلال مرحلة الحمل، خاصة بين الأسبوع العاشر والرابع عشر من الحمل (الثلث الثاني من الحمل)، وتتضمن الفحوصات التشخيصية لهذه العيوب الخلقية ما يلي:
- اختبارات الدم للأم: يطلب الطبيب إجراء فحص ألفا فيتوبروتين "AFP"، الذي يشير ارتفاع مستواه في الدم إلى احتمالية وجود فتق في عضلات البطن للجنين.
- الموجات فوق الصوتية: يمكن للطبيب تشخيص العيوب الخلقية في عضلات بطن الجنين قبل الولادة من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية.
في حال لم يتمكن الطبيب من تشخيص حالة الجنين في أثناء مرحلة الحمل، تظهر اعراض فتق جدار البطن واضحة بعد ولادة الطفل مباشرة.
أسباب فتق جدار البطن عند حديثي الولادة
تسهم العوامل الوراثية والبيئية في وجود هذا العيب الخلقي خلال نمو الجنين وتطوره داخل رحم الأم، وقد يؤدي صغر سن الأم (أقل من 20 عامًا) إلى معاناة الطفل الفتق البطني، ويسهم التدخين أو تناول بعض الأدوية في أثناء الحمل (مثل الأدوية القابضة للأوعية الدموية) إلى إصابة الطفل بهذا العيب الخلقي.
علاج فتق عضلات البطن الخلقية
يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة عاجلة خلال الأيام الأولى من ولادة الطفل بهدف إعادة الأمعاء إلى موضعها الطبيعي، وغلق الفتحة الموجود في عضلات البطن.
وبعد الانتهاء من الجراحة يتكاتف فريق طبي مكون من طبيب أطفال حديثي ولادة، وجراح الأطفال، وأخصائي
أمراض الجهاز الهضمي، وأخصائي التغذية، من أجل مراقبة تطور كفاءة الجهاز الهضمي وتأهيل أمعاء الطفل إلى العمل بصورة طبيعية.
قد يصف الطبيب بعض أنواع العلاج الأخرى بعد إجراء الجراحة، مثل المضادات الحيوية لمنع العدوى، ويوصي بحصول الطفل على بعض العناصر الغذائية لتعويض الفقد الذي ينتج من مشكلات الهضم وضعف امتصاص العناصر الغذائية.
يسهم اكتشاف وجود عيوب خلقية في جدار بطن الجنين قبل الولادة في استعداد الطبيب وطاقمه إلى استقبال الطفل بمكان مُجهز للحد من حدوث أي مضاعفات صحية قد تضر بصحته، وذلك لحين خضوعه للجراحة اللازمة لتصحيح موضع الأمعاء وغلق الفتق الموجود في عضلات البطن.
إقرأ أيضًا