تُعد عملية زراعة الاسنان من الحلول الطبية لتعويض الأسنان المفقودة، إذ تجمع بين المظهر الطبيعي والوظيفة الحيوية للأسنان، ما يساعد المريض على استعادة ابتسامته وثقته بنفسه، إلى جانب تحسين قدرته على المضغ والنطق بصورة صحية وسليمة.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد سعيد -استشاري زراعة الأسنان- أحدث التطورات والتقنيات المستخدمة في عملية زراعة الأسنان.
ما هي التقنيات الحديثة المستخدمة في زراعة الأسنان؟
يوضح الدكتور أحمد سعيد أن مجال زراعة الأسنان يشهد تطورًا متسارعًا وهائلًا، لدرجة يصعب على أي طبيب الإلمام الكامل بجميع المستجدات اليومية، وذلك بسبب التقدم المستمر في المواد المستخدمة، والتقنيات، والأجهزة، ووسائل تنفيذ الزراعة.
وقد ظهرت هذه التطورات في طرق أخذ القياسات، فبدأت باستخدام العجينة التقليدية، ثم الماسح الضوئي الذي يعد أكثر دقة وراحة للمريض، ويستخدم لتصوير الزرعات وتحديد موقعها بدقة أعلى، مع ذلك تحتاج هذه الوسيلة إلى إجراء "بروفات" للحصول على دقة بنسبة 100%.
ثم ظهرت تقنية الفوتوجرامتري (Photogrammetry)، والتي تُستخدم حصرًا في زراعة الأسنان، وتتميز هذه التقنية بدقة تصل إلى 100%، ولا تتطلب أي تعديلات أو محاولات إضافية بعد تنفيذها، ما يجعلها ثورة حقيقية في دقة قياسات الزرعات.
وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة تقنية الجراحة الموجهة "Guided Surgery" باستخدام الدليل الجراحي، وهي تقنية تعتمد على تحديد موضع السن مسبقًا من خلال التخطيط على الكمبيوتر، وتُسهم في ضمان غرس الزرعة في مكانها المثالي بدقة متناهية، ما يعزز من كفاءة ونتائج عمليات الزراعة في السنوات الأخيرة.
هل زراعة الأسنان عملية تجميلية أم ضرورة طبية؟
يؤكد الدكتور أحمد أن عملية زراعة الاسنان ليست مجرد إجراء تجميلي، بل هي عملية ضرورية في كثير من الحالات، وتتضمن غرس مسمار من التيتانيوم داخل عظام الفك لتعويض سن مفقود، وهي تستخدم لأغراض تجميلية ووظيفية، إذ تُعيد للمريض القدرة على تناول الطعام والمضغ بصورة طبيعية، إضافة إلى تعزيز المظهر الجمالي، وخاصة عند زراعة الأسنان الأمامية التي تؤثر في مظهر الابتسامة.
هل تقوم الغرسة بوظيفة السن الطبيعي؟
ويُشير الدكتور أحمد إلى أن زراعة الأسنان لا تُعوض فقط السن المفقود، بل تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الأسنان الطبيعية المحيطة، فعند تأخر تعويض السن المفقود، تبدأ الأسنان المجاورة بالتحرك نحو الفراغ، ما يستدعي استخدام تقويم الأسنان قبل الزراعة، وهو ما يمكن تجنبه بزراعة السن في الوقت المناسب.
وفي ختام الفيديو، يُؤكد الدكتور أحمد أن الأسنان المزروعة تؤدي نفس وظيفة الأسنان الطبيعية إلى حد كبير، سواء من حيث الوظيفة أو المظهر الجمالي، ما يجعلها خيارًا فعّالًا وآمنًا لتعويض الأسنان المفقودة.
ما دواعي إجراء غرسات الأسنان؟
تساعد عملية زراعة الأسنان على استعادة صحة الفم والوظائف الحيوية المرتبطة به، فهي تعوض الأسنان المفقودة وتحاكيها من حيث الشكل والوظيفة. ويوصي الأطباء بإجراء هذه العملية في الحالات الآتية:
- فقدان سن واحد أو أكثر نتيجة التسوس الشديد، أو الصدمات، أو أمراض اللثة، لذا تعد زراعة الأسنان حلاً دائمًا يعيد للمريض قدرته على المضغ والتحدث بثقة.
- صعوبة استخدام الأطقم المتحركة نتيجة عدم ثباتها، أو الشعور بعدم الراحة في أثناء استخدامها.
- تآكل عظام الفك تدريجيًا نتيجة فقدان الأسنان لفترة طويلة، وهو ما يؤثر في شكل الوجه ووظائف الفم، إذ تساعد عملية زراعة الاسنان على تحفيز نمو العظم من جديد.
- تحسين المظهر الجمالي والطبيعي للأسنان، ما يمنح المريض ابتسامة متناسقة ويعزز ثقته بنفسه.
طريقه زراعه الاسنان
عملية زراعة الأسنان إجراء جراحي دقيق يهدف إلى استبدال جذور الأسنان المفقودة بدعامات معدنية تُثبت داخل عظام الفك، وتُصنع عادة من التيتانيوم، وتعمل كأساس لتثبيت تيجان أو جسور تحاكي مظهر السن ووظيفته الطبيعية، وتتضمن خطوات زراعة الأسنان ما يلي:
التقييم الطبي والتصوير الإشعاعي
يبدأ التحضير للجراحة بإجراء فحص شامل للفم والأسنان، إلى جانب تصوير ثلاثي الأبعاد بالأشعة المقطعية لتقييم كثافة العظام وجودتها، والتأكد من مدى ملاءمة الفك لإجراء الزراعة.
وضع خطة العلاج
يُحدد الطبيب عدد الغرسات المطلوبة، وأماكنها الدقيقة داخل الفك، ونوع التاج أو الجسر المناسب لكل حالة، وذلك بما يتوافق مع مظهر السن الجمالي ووظيفته.
التحضير للجراحة
تتضمن هذه المرحلة إزالة بقايا الأسنان التالفة أو المتبقية داخل اللثة، وفي بعض الحالات قد يُجري الطبيب تطعيمًا عظميًا لتعويض فقدان العظام الناتج من تأخر الزراعة.
غرس الدعامة المعدنية
يصنع الطبيب شقًا صغيرًا في اللثة للوصول إلى عظم الفك، ثم يُغرس المسمار المعدني بدقة داخل العظم، وينتظر مدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر من أجل التئام العظام مع الغرسة.
تركيب التاج أو الجسر
بعد التئام العظام حول الغرسة، يُثبت الطبيب دعامة صغيرة فوق الغرسة المعدنية، والتي تُصمم خصيصًا لتناسب مظهر الأسنان الطبيعية المجاورة ولونها.
متى تظهر نتائج عملية زراعة الاسنان؟
تعتمد المدة اللازمة لظهور النتائج النهائية لزراعة الأسنان على عوامل عدة، من أبرزها حالة عظام الفك، ونوع التقنية المستخدمة في الزراعة.
ففي الزراعة التقليدية يحتاج المريض إلى فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر بعد غرس الزرعة حتى يحدث الالتحام العظمي الكامل، ويمكن بعدها تثبيت التاج أو الجسر النهائي بصورة دائمة.
على الجانب الآخر في زراعة الأسنان الفورية، عادة ما يثبت الطبيب الأسنان المؤقتة أو الدائمة خلال أيام قليلة فقط من الجراحة، بشرط أن تكون كثافة العظام مناسبة، وعدم وجود التهابات أو أمراض تؤثر في الالتئام.
هل يمكن أن تفشل عملية زراعة الأسنان؟
رغم ارتفاع معدلات نجاح زراعة الأسنان والتي تقدر بأكثر من 95%، وخاصة للمرضى الذين يلتزمون بتعليمات الطبيب المختص، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى فشل الغرسة، وأهمها:
- إهمال العناية بنظافة الفم والأسنان، ما يؤدي لالتهاب الأنسجة المحيطة بالغرسة، ثم فقدان دعم العظم حول الزرعة وفشلها.
- التدخين الذي يضعف الإمداد الدموي الواصل للغرسة، الأمر الذي يؤثر سلبًا في التئام العظام.
- الإصابة بالأمراض المزمنة وإهمال علاجها يسبب ضعف التئام الجروح، ويزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، ما يؤثر في استقرار الغرسة.
- ضعف كثافة العظام، ففي بعض الحالات قد لا تكون عظام الفك كافية أو قوية بما يكفي لدعم الغرسة.
- وجود أخطاء طبية في التخطيط الجراحي أو التقني، مثل اختيار موضع غير مناسب للزراعة، أو استخدام تقنية غير ملائمة لحالة المريض، ما يؤدي إلى عدم ثباتها.
أصبحت عملية زراعة الاسنان حل فعال لاستعادة وظيفة الأسنان ومظهرها الطبيعي، وخاصة بعد استخدام التقنيات الحديثة التي أصبحت أكثر دقة وأمانًا من أي وقت مضى، إذ أن الغرسات قد تدوم لسنوات دون معاناة أي مشكلات صحية.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن شروط زراعة الاسنان في مصر من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- شكل حشو الاسنان الأمامية
- انواع كراون الاسنان
- الأكل بعد تركيب الطربوش