قالوا في الآثر "في الحركة بركة" لكن لم يصارحونا أن الإفراط في الحركة يسبب ألمًا! ونحن هنا لا نقصد الإجهاد والإنهاك البدني التابعين للحركة بالتأكيد، بل تضرر أنسجة القدمين الداخلية ونمو الزوائد العظمية.
وتُشكل الزوائد العظمية واحدة من أبرز المشكلات التي يواجهها الأشخاص مفرطي الحركة ممن تكثر مهامهم اليومية، وهي نتوءات تتكوّن في عظمة الكعب.
ونظرًا أن الزوائد العظمية ليست أنسجة طبيعية، فهي تُشكل ضررًا على القدمين وقد تُعيق حركة المُصابين بها، لذا أفرد الدكتور أحمد مختار ممدوح فيديو اليوم للحديث عن أضرار الزوائد العظمية وكيفية التخلص منها.
أسباب الزوائد العظمية في القدم
تظهر الزوائد العظمية في القدم لعدة أسباب جميعها متعلقة بالنشاط البدني ونمط الحياة، وهي:
- الاستخدام المفرط للقدم.
- الوقوف لساعات طويلة.
- الإجهاد البدني المستمر.
وتتعدد أشكال الزوائد ما بين شوكة عظمية:
- خلفية، وهي زائدة عظمية تنمو بالقرب من عرقوب القدم.
- سفلية، وتنمو في مشط القدم.
وحديثنا اليوم يختص بالشوكة العظمية الخلفية، وذلك لأن تنمو في مكان حساس بالقرب من وتر أكيلس، الداعم الأساسي للقدم في أثناء الحركة.
تأثير الزوائد العظمية (الشوكة الخلفية) في وتر أكيلس
وتر أكيلس هو المسؤول عن ربط عظمة كعب القدم (العرقوب) بالساق، وله دور كبير في حفظ شكل القدم وتيسير الحركة.
عندما تنمو الزوائد العظمية من عظمة العرقوب أو بالقرب منها، تحتك مع وتر أكيلس، ويزداد الأمر بمرور الوقت مسببًا تمزقًا في الوتر المكون في الأصل من أنسجة ضامة لا تتحمل الاحتكاك الدائم بالعظام، خاصة إن كانت حادة وبارزة مثل الشوكة الخلفية.
وفي صدد الحديث عن أضرار الشوكة العظمية وتأثيرها السلبي في صحة وتر أكيلس ذكر الدكتور أحمد ممدوح ما يلي.
تبدأ الزوائد العظمية في الضغط على وتر أكيلس مع كل حركة للمريض، فتسبب له آلامًا طفيفة في البداية، تزداد وتيرة حدتها مع نمو الزائدة العظمية، ويمكن التخلص من كل ذلك بسهولة عبر التدخل المحدود بالمنظار واستئصال الزائدة العظمية.
وفي حال أهمل المُصاب استشارة الطبيب وتجاهل الخضوع للإجراء الجراحي المناسب يبدأ وتر أكيلس في التآكل بفعل الضغط المستمر عليه، ما يؤدي إلى تمزقه كليًا أو جزئيًا وهو ما يستدعي إجراء جراحة مفتوحة بهدف:
- التخلص من الزوائد العظمية.
- تركيب خطاف طبي لإعادة وصل أطراف الوتر الممزق.
كما سيحتاج المُصاب إلى الخضوع لعدة جلسات من العلاج الطبيعي لإعادة تأهيل الوتر للحركة بعد الجراحة.
وتجنبًا لكل ذلك أنهى الدكتور أحمد مختار حديثه بنصيحة هامة للمُصابين بالزوائد العظمية وهي ضرورة استشارة الطبيب وتحديد الموعد المناسب لإجراء الجراحة التنظيرية بدلًا من تطور الحالة وحاجتها إلى الجراحة المفتوحة والعلاج الطبيعي فيما بعد.
وبعد الانتهاء من سرد التفاصيل الطبية التي وضحها الدكتور أحمد في الفيديو، ننتقل معكم في مقالنا اليوم إلى ذكر خطوات الجراحة ومدة التعافي بعدها.
خطوات علاج الزوائد العظمية في القدم جراحيًا
يسهل التخلص من الزوائد العظمية عبر التدخل المحدود بالمنظار على النحو التالي:
- التخدير الكلي للمريض لحمايته من الشعور بالألم.
- صُنع شقين إلى ثلاثة شقوق جراحية صغيرة للغاية بالقرب من عظمة العرقوب.
- إدخال المنظار والأدوات الطبية اللازمة إلى مكان الشوكة العظمية.
- كحت واستئصال الزوائد تدريجيًا حتى الوصول إلى أنسجة العظام الطبيعية.
- خياطة الشقوق الجراحية باستخدام الخيوط الطبية.
- وضع الضمادات.
لا يحتاج المُصابون إلى البقاء في المستشفى بعد الجراحة، ويمكنهم العودة إلى المنزل نفس اليوم بعد زوال تأثير المخدر.
وبعد الجراحة يمكن للمريض الحركة دون الضغط على القدم، ويمكنه الاستعانة بالعكاز لمساعدته في ذلك حتى التئام الجروح.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن الزوائد العظمية وأثرها في صحة الفرد وكيفية التخلص منها بالوسائل الطبية الحديثة.
اهتم بوزنك لتحافظ على صحة عظامك
زيادة الوزن والسمنة من الأمراض المؤثرة بشدة في صحة عظام ومفاصل الجسم، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة أشهرها خشونة الركبة، كما أنها قد تتسبب في نمو النتوءات العظمية في كعب القدم، لذا لتستمتع بصحة عظامك خاصة مع تقدمك بالعمر عليك بمراقبة وزنك وخسارة الكيلوجرامات الزائدة.
هل ترغب في معرفة باقي أمراض العظام الشائعة في الزمن الحالي؟ تعرف إليها وإلى مزيد من المعلومات الطبية الموثوقة عن صحة العظام والمفاصل بتصفح تخصص طب وجراحة العظام بمنصة ميديكازون الطبية، أول منصة عربية تهدف إلى نشر الوعي الطبي بين أبناء الوطن العربي.
قد يهمك ايضًا