يولد نحو طفل واحد من بين كل 250 إلى 300 طفل مصابًا بالإحليل البولي السفلي، لذلك تعد هذه الحالة ثاني أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا بعد الخصية المعلقة، وهي حالة صحية نجد فيها فتحة التبول في موضع مختلف عن موضعها الطبيعي، وغالبًا ما يصاحب الإحليل البولي السفلي مشكلات صحية قد تؤثر في الأداء الوظيفي للتبول والجنس مستقبلًا.
عملية تصحيح مجرى البول للاطفال
مجرى البول هو الأنبوبة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، والإحليل البولي هو فتحة التبول التي يكون موضعها الطبيعي في مقدمة رأس القضيب.
وفي حال ولادة طفل يعاني وجود فتحة التبول في موضع مختلف عند مقدمة رأس القضيب، يشخصه الأطباء بمشكلة الإحليل البولي السفلي، وتختلف درجات الإحليل السفلي وفقًا لاختلاف موضع فتحة البول:
- فتحة البول أسفل رأس القضيب.
- فتحة البول في بداية العضو الذكري، أو في منتصفه، أو في نهايته.
- فتحة البول في منتصف كيس الصفن.
- فتحة البول خلف كيس الصفن (بين الكيس وفتحة الشرج).
يشير الدكتور محمد إلى أن معاناة الاحليل البولي السفلي غالبًا ما يصاحبها انحناء العضو الذكري وتغير شكل رأسه، وهي حالة معروفة باسم "الرأس المجنحة".
مما سبق نتبين أن علاج الاحليل السفلي يستدعي خضوع الطفل لجراحة دقيقة على أيدي جراح الأطفال المختص من أجل تصحيح جوانب عدة:
- إطالة مجرى البول، وتصحيح مكان فتحة الإحليل.
- تعديل انحناء العضو الذكري لتجنب قصور الأداء الجنسي مستقبلًا.
- إجراء جراحة الطهارة للطفل.
- تصحيح رأس القضيب من الشكل المجنح إلى الشكل المخروطي الطبيعي.
وفي نهاية الفيديو يؤكد الدكتور محمد أن علامات نجاح عملية الإحليل السفلي تكمن في الحفاظ على كل من شكل القضيب الجمالي وأدائه الوظيفي.
فيما يلي نوضح لكم كيفية علاج الاحليل السفلي تفصيلًا، وأسباب معاناة هذه المشكلة، إضافة إلى المضاعفات الصحية التي قد تصاحب الجراحة.
أسباب الإصابة بالإحليل البولي السفلي
لا يوجد سبب محدد لولادة طفل يعاني من
الإحليل السفلي، رغم ذلك توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:
العوامل الجينية
قد تزيد فرص الإصابة بالإحليل السفلي لدى طفل عانى والده أو أخوه من نفس الحالة الصحية.
العوامل البيئية
قد يؤدي التعرض إلى بعض المواد الكيميائية والملوثات إلى الإصابة بـ الإحليل السفلي.
عوامل مرتبطة بـ "الأم"
قد تؤدي بعض العوامل المتعلقة بالأم إلى معاناة الطفل مشكلة الإحليل السفلي، منها:
- معاناة السمنة، ما يعني زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30.
- تخطي عمر الـ 35 قبل حدوث الحمل.
- استخدام بعض الأدوية الخاصة بزيادة الخصوبة، مثل هرمون "بروجسترون".
- استخدام أي علاج هرموني قبل الحمل أو خلاله.
- التدخين في أثناء الحمل.
علاج الاحليل السفلي جراحيًا
يجري الطبيب جراحة تصحيح مجرى البول (عملية الإحليل السفلي) عبر مرحلة واحدة أو مرحلتين وفقًا لدرجة التشوه، وموضع فتحة البول، ومدى انحناء القضيب وموضعه، ففي بعض الحالات النادرة قد يتكون كيس الصفن فوق القضيب.
في أثناء علاج الاحليل السفلي جراحيًا، يزيل الطبيب جزء من جلد القلفة (الجلد الذي يغطي رأس القضيب في حالة عدم ختان الطفل)، من أجل استكمال مسار أنبوب مجرى البول، ودعمه بقسطرة (دعامة أنبوبية مصنوعة من السيليكون أو المطاط) حتى تمام التئام المجرى.
وتشمل الجراحة 4 خطوات أساسية:
- إطالة مجرى البول وصولًا إلى رأس القضيب، ما يسمح للطفل بالتبول طبيعيًا.
- إعادة بناء رأس القضيب لاستيعاب فتحة التبول الجديدة.
- تقويم أي انحناءات في القضيب، ما يسهم في جودة الأداء الجنسي مستقبلًا.
- إغلاق الجروح الموجودة في القضيب أو كيس الصفن عبر غرز قابلة للذوبان (خلال أسبوعين).
المضاعفات الصحية لعلاج الاحليل السفلي
قد يصاحب أي إجراء جراحي بعض المضاعفات الصحية، مثل:
- مشكلات التخدير ومخاطره.
- زيادة فرص الإصابة بالعدوى.
- الإصابة بالورم الدموي (التكتل الدموي).
- معاناة التورم والكدمات.
- ظهور الندوب الجراحية.
- تغير الشعور أو ضعف الإحساس في منطقة الجراحة.
وقد يسبب جراحة علاج الاحليل السفلي مشكلات أخرى أكثر تعقيدًا، مثل:
- تكون ناسور جلدي يصل إلى مجرى البول ويسبب تسربه، وقد يعاني الطفل هذا الناسور بعد أشهر أو سنوات من نجاح الجراحة.
- ضيق مجرى البول نتيجة ندوب الجراحة، ما يؤثر سلبًا في تدفق البول، بالتالي يزيد الضغط على الكليتين والمثانة والبروستاتا والخصيتين.
- انتفاخ جزء من المجرى البولي بما يؤدي إلى تجمع البول داخله.
- تكرار انحناء القضيب بعد الجراحة.
جميع هذه المضاعفات الصحية قد تسبب معاناة المريض بعض الأعراض، مثل:
- معاناة الألم عند التبول.
- ظهور كتل صلبة على العضو الذكري.
- الشعور بعدم الارتياح في أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
- الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
يُمكن التغلب على هذه المضاعفات عبر اختيار الجراح المختص في إجراء جراحات الأطفال، وصاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال.
أسئلة شائعة عن علاج الاحليل السفلي
كم تستغرق عملية الإحليل السفلي؟
تستغرق جراحة تصحيح وضع مجرى البول (عملية الإحليل السفلي) نحو الساعتين إلى أربع ساعات.
متى يمكن علاج الاحليل السفلي جراحيًا؟
عند ولادة طفل يعاني الإحليل السفلي، يوصي الطبيب بخضوعه للجراحة خلال الفترة ما بين عمر 6 أشهر وعامين.
ما المدة اللازمة للشفاء بعد جراحة الإحليل السفلي؟
يختلف الوقت اللازم لشفاء كل طفل تبعًا لدرجة تشوه الإحليل، مع ذلك قد يختفي التورم وتزول الكدمات بعد مرور نحو أسبوعين، ويتعافى معظم الأطفال تمامًا بعد مرور نحو 6 أسابيع، وينصح الطبيب الآباء والأمهات بمنع أطفالهم الخاضعين للجراحة من السباحة واللعب في الرمال أو الطين، للوقاية من الإصابة بالعدوى.
هل يؤثر الإحليل السفلي في الإنجاب؟
في حال إهمال علاج الإحليل السفلي قد يواجه المريض صعوبة في الإنجاب نظرًا لانحراف فتحة القضيب عن موضعها الطبيعي، بالتالي يُصعُب وصول الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم بعد العلاقة الحميمية، خاصة في حال معاناة درجات التشوه المتقدمة.
من ناحية أخرى قد يصاحب الإحليل السفلي انحناء العضو الذكري، ما يؤثر سلبًا في ممارسة العلاقة الزوجية.
إن فحص الطفل بعد ولادته مباشرة فحصًا شاملًا عن طريق طبيب الأطفال المختص أمر ضروري لتأكيد خلوه من أي أمراض، أو لتشخيص ما قد يعانيه من تشوهات مبكرًا لعلاجها والتخلص مما يصاحبها من مضاعفات لاحقة.
هل تريد معرفة مزيد من المعلومات عن أمراض المسالك البولية وجراحات الأعضاء التناسلية؟ شاهد مقاطع الفيديو الطبي المتوفرة في منصتنا ميديكازون، منصة المحتوى الطبي المرئي الأولى في الوطن العربي.
قد يهمك ايضًا