في حياتنا اليومية، تكثر العادات التي نمارسها دون وعي كافي بمدى مخاطرها وأضرارها على صحتنا، من بينها عادة تنظيف الأذن باستخدام السلاكة الطبية "سلاكة الودان".
ورغم أن عادة استخدام سلاكة الودان تبدو حميدة في ذاتها -إذ يمارسها الكثيرون من باب الحفاظ على نظافة الأذن-، إلا أن الإفراط في تكرارها قد يسبب مشاكل في السمع، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بثقب في طبلة الأذن!
في هذا المقال، يشرح لنا دكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، كلية طب الأزهر- مخاطر الإفراط في استخدام سلاكة الودان وتأثيرها في صحة الأذن.
ما هي طبلة الأذن؟ وما أهميتها؟
طبلة الأذن غشاء رقيق جدًا يفصل بين الأذن الخارجية والوسطى، ورغم بساطتها إلا أن لها وظائف أساسية وحيوية تتمثل فيما يلي:
- نقل الصوت: تهتز طبلة الأذن مع الموجات الصوتية وتنقلها إلى العظيمات الصغيرة داخل الأذن الوسطى، ما يساعد على سماع الأصوات بوضوح.
- الحماية: تعمل طبلة الأذن كحاجز يمنع دخول الماء والأتربة والميكروبات إلى الأذن الوسطى.
- التوازن السمعي: أي ثقب أو خرم يؤدي إلى ضعف في السمع وقد يُسبب التهابات متكررة.
ويؤكد دكتور أحمد السمنودي أن كثيرًا من المرضى لا يدركون خطورة وجود ثقب في طبلة الأذن إلا عند فحص الأذن بالمنظار ورؤية الخرم بأنفسهم، هذه اللحظة تجعل المريض أكثر وعيًا بحالته والتزامًا بالعلاج، وحينها يُدرك أن مشكلته ليست بسيطة وتحتاج إلى متابعة دقيقة.
خطورة الإفراط في استخدام سلاكة الودان
من أبرز النقاط التي ركّز عليها دكتور أحمد السمنودي التحذير من الإفراط في استخدام سلاكة الودان (أعواد تنظيف الأذن) وأوضح أن هذه العادة الشائعة تُعد من أخطر ما يمكن فعله، لأنها تؤدي إلى مشاكل متعددة:
إزالة طبقة الحماية الطبيعية
شمع الأذن ليس شيئًا ضارًا، بل هو إفراز طبيعي رباني يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا، ويعمل كطبقة حماية، واستخدام سلاكة الودان بكثرة يؤدي إلى إزالة هذه الطبقة المهمة.
دفع الشمع إلى الداخل
بدلًا من إخراج الشمع، غالبًا ما تدفعه السلاكة إلى داخل القناة السمعية، حتى يصل إلى طبلة الأذن ويسبب انسدادًا وضعفًا في السمع.
إصابة طبلة الأذن أو العظيمات
كثير من الحالات التي شاهدها الطبيب كانت نتيجة استخدام سلاكة الودان أو أجسام صلبة أخرى مثل المفاتيح أو البنسة ولا يتوقف الخطر عند ثقب الطبلة فقط، بل قد يمتد إلى تكسير العظيمات الثلاثة الموجودة في الأذن الوسطى، ما يؤدي إلى فقدان سمع شديد يصل أحيانًا إلى أكثر من 60%.
وفي هذه الحالة، لا يحتاج المريض فقط إلى عملية ترقيع طبلة الأذن، بل أيضًا إلى عملية بناء عظميات الأذن الوسطى، وهي عملية كبرى ودقيقة ومعقدة للغاية.
أسباب خرم طبلة الأذن الأخرى
أوضح دكتور أحمد السمنودي أن هناك عدة أسباب رئيسية تؤدي إلى حدوث ثقب في طبلة الأذن، من أبرزها:
- الالتهابات المزمنة: تكرار التهابات الأذن الوسطى مع وجود إفرازات مستمرة يضعف جدار الطبلة ويجعلها أكثر عرضة للثقب.
- التعرض لإصابة مباشرة: مثل خبطة قوية على الأذن أو حتى انفجار قريب منها (الألعاب النارية أو الضوضاء العالية المفاجئة).
- استخدام أدوات خاطئة: إدخال أجسام صلبة إلى الأذن مثل سلاكة الودان أو المفاتيح أو البنسة، وهو سبب شائع جدًا يؤدي ليس فقط لثقب الطبلة بل أحيانًا لكسر العظيمات الصغيرة المسؤولة عن السمع كما ذكرنا سلفًا.
- تغيّر مفاجئ في الضغط: مثل الغوص أو السفر بالطائرة أحيانًا، خاصة إذا كان المريض يعاني من مشاكل في قناة استاكيوس.
هل يلتئم خرم طبلة الأذن من تلقاء نفسه؟
بعد الفحص الأولي، غالبًا ما يُطلب من المريض منع دخول المياه للأذن تمامًا، وفي بعض الحالات يلتئم الثقب تلقائيًا خلال أسابيع، لكن إذا لم يحدث التئام خلال 3 شهور يبدأ الطبيب في تجهيز المريض لعملية ترقيع طبلة الأذن.
دور الفحوصات في تحديد علاج ثقب طبلة الأذن
من الخطوات المهمة قبل العملية إجراء اختبار مقياس سمع لتحديد درجة الفقد السمعي، وأحيانًا لا يشعر المريض بضعف السمع لأن الأذن الأخرى تعمل بشكل طبيعي، لكن عند القياس تظهر درجات فقد تتراوح ما بين 20 و40 درجة أو أكثر، وهنا يتضح للمريض أهمية العلاج الجراحي.
عملية ترقيع طبلة الأذن
وصف دكتور أحمد السمنودي عملية ترقيع طبلة الأذن بأنها عملية روتينية ناجحة، تجرى باستخدام الميكروسكوب الجراحي، وتشمل خطوات العملية:
- أخذ رقعة صغيرة من غشاء عضلة خلف الأذن (العضلة الصدغية).
- رفع جدار القناة السمعية والوصول إلى الطبلة.
- وضع الرقعة مكان الخرم لتعمل كبديل طبيعي.
العملية بسيطة وتستغرق من 30 إلى 45 دقيقة، وتُجرى تحت تأثير التخدير الكلي بدون ألم، وغالبًا يغادر المريض المستشفى في نفس اليوم، مع تعليمات صارمة بعدم تعرض الأذن للمياه.
نسب النجاح والتعافي
أكد دكتور أحمد السمنودي أن نسب نجاح عملية ترقيع طبلة الأذن تتجاوز 95%، وهي نسبة مرتفعة، وتعيد العملية السمع بصورة ملحوظة وتحمي المريض من المضاعفات ويكون التعافي سريع، وأكد على أهمية المتابعة الطبية خلال الأسابيع الأولى للتأكد من ثبات الرقعة والتحامها.
العوامل المؤثرة في نجاح العملية
توجد مجموعة من العوامل التي قد تؤثر في سرعة ونسبة نجاح عملية ترقيع طبلة الأذن، ومن أبرزها:
- العمر: كلما كان المريض أصغر سنًا، كان الالتئام أسرع وأفضل.
- الأمراض المزمنة: مثل مرض السكر، قد يحد من سرعة الالتئام، لكنه لا يمنع نجاح العملية.
- الالتزام بالتعليمات: منع دخول المياه، استخدام الأدوية بانتظام، والمواظبة على المتابعة الطبية كلها عناصر أساسية لضمان نجاح العملية.
وفي ختام حديثه، يؤكد دكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، كلية طب الأزهر- أن خرم طبلة الأذن مشكلة يمكن علاجها بسهولة إذا شُخّصت مبكرًا، وأن عملية ترقيع الطبلة إجراء آمن وناجح يعيد للمريض سمعه الطبيعي. ولحجز موعد مع الدكتور احمد السمنودي.
ميديكازون تعد المنصة الطبية الأكبر في مصر والوطن العربي، وتضم مجموعة من نخبة الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. يسعدنا استقبال استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، مع وعد بتقديم إجابات موثوقة ودقيقة تراجع بعناية من قِبل أطبائنا المتخصصين.
إقرأ أيضاً
- متى ينبغي استئصال لحمية الانف عند الاطفال؟
- ما هو تسوس عظام الأذن؟ وما خطورته؟
- اضرار بخاخات الانف ومضاعفات الإفراط في استخدامها