يبدأ سن البلوغ عادةً عند الذكور في المرحلة العمرية ما بين 10 إلى 15 عامًا، فهل تأخر البلوغ عند الشباب يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية؟
هذا ما يُجيب عنه
الدكتور عمرو المليجي - استشاري الذكورة بطب القصر العيني وزميل جامعة "أيوا" الأمريكية- خلال الفيديو.
ما هو سن البلوغ؟
يعرف
سن البلوغ بأنه السن الذي ينمو فيه الجسم لينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، ويُصاحب هذه المرحلة ظهور مجموعة من التغيرات الجسدية والبيولوجية، ويبدأ سن البلوغ عند البنات في المرحلة العمرية ما بين 8 إلى 14 عامًا، بينما يبدأ في الذكور ما بين 11- 15 عامًا.
ما سبب تأخر البلوغ عند الشباب؟
يُقسم الدكتور عمرو المليجي أسباب تأخر البلوغ عند الشباب إلى مجموعتين، هما:
- أسباب طبيعية
قد يتأخر سن البلوغ نتيجة لتأثير العامل الوراثي، فقد يتأخر البلوغ نتيجة خلل جيني متوارث عبر الأجيال في العائلة الواحدة أو الانحدار من جنس مُعين يتميز بتأخر سن البلوغ.
وفي هذه الحالة تُظهر الفحوصات أن نسبة هرمونات الذكورة في الدم طبيعية ومعدل إنتاج الحيوانات المنوية طبيعي، وبذلك لا تستدعي الحالة القلق وغالبًا لا يتعرض الشاب إلى الإصابة بمشاكل في الخصوبة بعد البلوغ.
- أسباب مرضية
قد ينتج تأخر البلوغ عند الشباب عن أسباب مرضية تؤدي إلى نقص في إنتاج الهرمونات التي تُحفز إنتاج الخصيتين في اليوم لهرمونات الذكورة، وتعرف هذه الحالة باسم (Hypogonadotropic hypogonadism).
ونُضيف إلى ما ذكره الدكتور المليجي الأسباب المرضية التي تؤدي إلى اضطراب الهرمونات الجنسية، وتتضمن الآتي:
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل داء السكري وأمراض الكلى والكبد والربو.
- أمراض سوء التغذية.
- خلل في وظائف الغدة الدرقية.
- خلل في الغدة النخامية.
- متلازمة كلاينفلتر الناتجة عن خلل في الكروموسومات.
كيفية تشخيص تأخر البلوغ عند الشباب
- أكد الدكتور عمرو على ضرورة التشخيص المبكر للمرض من أجل تحديد سبب تأخر البلوغ عند الشباب، وتَجنُب الإصابة بالعقم في سن الزواج.
- إضافةً إلى ما ذكره الدكتور عمرو عن أهمية تشخيص تأخر البلوغ لدى الشباب، نذكر الطرق التشخيصية التالية:
- معرفة التاريخ العائلي للشاب.
- الفحص السريري.
- تصوير العظام بالأشعة السينية، خاصةً عظام اليد والرسغ لتحديد مقدار نمو الطفل وزيادة الطول بعد البلوغ.
- تحليل صورة دم كاملة وقياس نسبة هرمونات الغدة الدرقية وهرمونات الذكورة وهرمونات الغدة النخامية في الدم.
طرق علاج تأخر البلوغ عند الشباب
نعود إلى حديث الدكتور عمرو المليجي ليطمئن الآباء، قائلاً: أن تأخر البلوغ نتيجة نقص إنتاج الهرمونات المحفزة للخصية يمكن علاجه من خلال التعويض الهرموني، وبذلك تكون فرصة الشاب في إنتاج الحيوانات المنوية والإنجاب عالية.
ويحدد الطبيب المعالج أنواع وجرعات الهرمونات التي يحتاجها المريض حسب عمره ورغبته في الإنجاب من عدمها -إذا كان بسن الزواج-، وغالبًا يحتاج المريض إلى التعويض الهرموني مدى الحياة لأنها حالة مزمنة.
ينهي الدكتور عمرو المليجي حديثه بالتأكيد على أهمية الإسراع بتشخيص وعلاج حالة تأخر البلوغ عند الشباب، إذ كلما تأخر تلقي العلاج كلما تأخرت استجابة الجسم للتعويض الهرموني.
علامات تأخر البلوغ عند الذكور
هناك بعض العلامات التي تدل على تأخر البلوغ عند الذكور ومنها ما يلي:
- عدم ظهور شعر اللحية والشارب.
- انعدام الشعر في منطقة العانة وتحت الإبط.
- عدم زيادة حجم الأعضاء التناسلية.
- عدم تغير الصوت الطفولي إلى الصوت الخشن.
- عدم زيادة طول الجسم، وبطء معدل نموه.
وفي حال ظهور إحدى تلك العلامات أو بعضها ينبغي التوجه بالشاب إلى دكتور هرمونات ذكورة أو طبيب الذكورة المختص من أجل الخضوع للفحوصات وإجراء التحاليل اللازمة لتشخيص سبب المشكلة والعمل على علاجها.
هل يؤثر تأخر البلوغ في حالة الشاب النفسيّة؟
أثبتت الإحصائيات العالمية أن
تأخر البلوغ -الناتج عن نقص هرمون الذكورة- يقترن بالتقلبات المزاجيّة الحادة والضغط النفسي الذي قد يتطور ليصل إلى الاكتئاب، إلى جانب اقترانه بالرغبة في التسلط على المُحيطين، والانعزال عن المجتمع تجنبًا للتنمر والمضايقات.
كذلك يفقد الشاب -الذي يعاني تأخر البلوغ- ثقته بنفسه وينعدم تقديره لذاته، وينعكس سوء حالته النفسية، وتظهر آثار ما يواجهه من نوبات اكتئابية على كافة جوانب حياته بما يشمل الجانبين الاجتماعي والأكاديمي (الدراسي)، فبالإضافة إلى انعزال الشاب عن أقاربه وأصدقائه، عادةً ما يتدهور مستواه الدراسي بسبب فقدانه للشغف بالدراسة والمذاكرة.
لذلك ينبغي للأهل تقديم الدعم النفسي للشاب طوال رحلة علاجه تحت إشراف أفضل دكتور هرمونات ذكورة قدر المستطاع، من أجل تحجيم الآثار النفسية الناتجة من تأخر البلوغ، ولا بأس في استشارة الاختصاصي النفسي -إذا لزم الأمر- خلال فترة العلاج.
بعض النصائح لدعم الشاب عند تأخر البلوغ
ينبغي دعم الشاب الذي يعاني من تأخر البلوغ نفسيًا وعدم مقارنته بأقرانه، حتى يتجاوز هذه المرحلة دون أن يتأثر نفسياً، و يجب على الوالدين التحدث مع ابنهم بشأن علامات البلوغ بطريقة مبسطة وطمأنته -في حال تأخرها- إلى أن كل الأمور سوف تكون على ما يرام، والتأكيد على أن سن البلوغ يختلف من شخص لآخر وبالتالي لا داعي للقلق من تأخره.
كذلك ينبغي التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الشاب وتشجيعه باستمرار وتجنب توجيه النقد له أو بعض العبارات المحبطة، لكي يستعيد ثقته بنفسه ويتجاوز هذه المرحلة دون التأثر نفسياً، كما يمكن اصطحاب الابن إلى استشاري نفسي -إذا لزم الأمر- للتحدث معه ودعمه نفسيًا.
يجب توعية الشاب أيضاً إلى أهمية التغذية الصحية السليمة في هذه المرحلة، فيجب أن يتناول غذاء غني بالبروتينات والخضراوات والفواكه الطازجة ويُقلل من الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للتمتع بصحة جيدة وتجنب الإصابة بأمراض سوء التغذية والتي تعد أحد الأسباب الشائعة لتأخير سن البلوغ.