قد تحدث بعض المضاعفات غير المرغوبة بعد إجراء جراحة التكميم المعدي، مثل التسريب بعد التكميم. خلال هذا الفيديو يوضح
الدكتور أحمد حاتم -استشاري جراحة المناظير والسمنة- الوسائل المستخدمة للحد من حدوث التسريب بعد التكميم المعدي.
التدابير الجراحية للوقاية من التسريب بعد تكميم المعدة
يشير الدكتور أحمد إلى أن التسريب بعد التكميم أمر نادر الحدوث، فجميع العمليات الجراحية تعتمد على الاستئصال والخياطة، لذا يتعامل الجراح مع
عملية تكميم المعدة بنفس الحرص الذي يتعامل به مع جراحات إزالة أورام المعدة، وقد تطورت تقنية العملية من تدبيس المعدة فقط إلى خياطتها، أو إضافة غراء طبي، للحد من احتمالية التسريب بعد التدبيس.
ما التسريب بعد التكميم المعدي؟
ينتج التسريب من حدوث ثقب أو تمزق في خط تدبيس المعدة، وهو من المضاعفات الخطيرة التي قد تصيب نحو 1 إلى 3% من الحالات.
تستدعي هذه المشكلة التدخل الجراحي العاجل للحد من المخاطر الصحية التي قد تسببها الأحماض المعدية في تجويف البطن، مثل الالتهابات، وقد يؤدي إهمال تشخيصها وعلاجها إلى الوفاة.
أنواع التسريب بعد التكميم المعدي
يصنف الأطباء التسريب بعد عملية تكميم المعدة إلى 3 أنواع حسب وقت ظهوره:
- التسريب المبكر: يظهر هذا النوع بين اليوم الأول إلى الثالث بعد جراحة التكميم.
- التسريب المتوسط: يعاني المريض أعراض التسريب بين اليوم الرابع واليوم السابع بعد العملية.
- التسريب المتأخر: يظهر بعد اليوم الثامن من عملية تكميم المعدة.
قد ينتج التسريب بعد التكميم المعدي من خطأ فني في أثناء إجراء الجراحة، أو من عوامل مرتبطة بالمريض، مثل سوء التغذية، أو التدخين، أو تليف الكبد، أو الفشل الكلوي، أو الإصابة بالسكري.
أعراض التسريب بعد التكميم
قد تختلف أعراض التسرب المعدي من شخص إلى آخر، وغالبًا ما تتضمن أعراض التسريب بعد التكميم ما يلي:
- معاناة الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم).
- تسارع نبضات القلب (أعلى من 120 نبضة في الدقيقة).
- الشعور بضيق التنفس.
- معاناة آلام البطن المستمرة.
- الشعور بآلام في الصدر و/أو الكتف.
- معاناة الدوخة والغثيان
- الشعور بالمرض والقلق.
تشخيص حدوث التسريب بعد التكميم
يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للتحقق من حدوث التسريب، مثل:
- الأشعة السينية.
- الأشعة المقطعية.
- الأشعة بالصبغة.
- المنظار الاستكشافي للبطن.
- عدد كريات الدم البيضاء عبر إجراء صورة دم كاملة.
- نسبة البروتين التفاعلي "CRP"، بروتين ينتجه الكبد وجود التهابات في الجسم.
المضاعفات الصحية الناجمة عن التسريب بعد عملية التكميم
قد يؤدي عدم اكتشاف
تسريب المعدة -بالتالي إهمال علاجه- إلى تفاقم بعض المشكلات الصحية، منها:
- معاناة قرحة المعدة
- التهاب الصفاق (عدوى تصيب طبقة الأنسجة الرقيقة المبطنة لتجويف البطن والأعضاء الداخلية)
- تسمم الدم.
- فشل عمل الأعضاء الداخلية للجسم.
- الوفاة.
الوقاية من التسريب بعد التكميم المعدي
تقع مسؤولية الوقاية من التسرب على عاتق الجراح الذي أجرى العملية، مع ذلك ينصح الأطباء مرضاهم باتخاذ بعض التدابير البسيطة لتجنب التسريب، مثل:
- الحصول على قسط كاف من الراحة في خلال الأسابيع الأولى من الجراحة.
- تجنب الأنشطة العنيفة.
- تجنب صعود الدرج ونزوله.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
- تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
- اتباع نظام غذائي مناسب بعد الجراحة وفق توجيهات استشاري التغذية المختص.
- مراجعة الطبيب المعالج بصورة دورية.
- تجنب تناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات التي قد تسبب القرحة.
- الإقلاع عن التدخين.
علاج تسريب المعدة بعد التكميم
عند الكشف عن وجود تسرب
بعد عملية تكميم المعدة، يجري الطبيب المعالج جراحة طارئة تتضمن تحديد موقع الثقب وإغلاقه، ثم فحص الأنسجة والأعضاء الداخلية لإصلاح التلف الناتج من تسريب محتويات المعدة داخل تجويف البطن.
وقد تتضمن الخطط العلاجية إجراءات إضافية، مثل:
- الأدوية: استخدام المضادات الحيوية عبر الإمداد الوريدي، وبعض المسكنات، ومضادات الحموضة.
- تصريف السوائل المتراكمة داخل تجويف البطن عبر استخدام إبرة طبية مخصصة.
التعافي بعد علاج تسريب المعدة
يعتمد تعافي المريض على شدة التسريب وطريقة العلاج المستخدمة، وقد يستغرق الأمر ما بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر.
ويوصي الطبيب ببقاء المريض تحت الملاحظة الطبية حتى تمام التعافي، إضافة إلى متابعة النظام الغذائي من خلال استشاري تغذية مختص.
ينبغي استشارة الطبيب المختص فور معاناة أعراض التسرب بعد عملية التكميم، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يسهم في الحد من الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة قد تودي بحياة المريض -لا قدر الله ذلك-.
إقرأ أيضاً