تعود اسباب تاخر الانجاب إلى مجموعة من العوامل التي قد تتعلق بكلا الزوجين أو أحدهما، فيؤثر عدد الحيوانات المنوية وجودتها في قدرة الزوج على الإنجاب، كما أن معاناة الزوجة بعض الأمراض، مثل
بطانة الرحم المهاجرة، أو ضعف التبويض قد يؤدي إلى تأخر الحمل.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور حسام العطار -أخصائي
علاج تأخر الإنجاب والحقن المجهري بمركز جنين- تأثير سلوكيات الزوجين في الخصوبة واحتمالية حدوث الحمل.
تأثير نمط الحياة المتبع على الخصوبة
يوضح الدكتور حسام أن نمط الحياة المتبع من أهم اسباب تاخر الانجاب عند الرجال، فالتدخين يؤثر في جودة الحيوانات المنوية، خاصة لدى الرجال الذين يعانون مشكلات تأخر الإنجاب، ويؤدي تحسين نمط الحياة بصورة عامة إلى زيادة فرص الحمل الطبيعي لدى الزوجة.
ويؤكد الدكتور حسام وجود اختلافات فردية من شخص إلى آخر، فقد يكون التدخين واحدًا من أهم اسباب تاخر الانجاب عند شخص ما، وقد لا يؤثر بتاتًا في القدرة الإنجابية لدى آخر.
في نهاية الفيديو، يشير الدكتور حسام إلى عوامل إضافية قد تؤدي إلى
تأخر الحمل والإنجاب، منها:
- تناول كميات كبيرة من الكافيين.
- التوتر والقلق لدى الزوجين.
ما اسباب تاخر الانجاب؟
يشير مصطلح "تأخر الحمل والإنجاب" إلى الحالة التي لا يحدث فيها الحمل بعد مرور 12 شهرًا من العلاقة الزوجية المنتظمة. تنتج هذه المشكلة من معاناة أحد الزوجين أو كليهما مشكلات صحية تؤثر سلبًا في قدرتهما الإنجابية، مثل:
انسداد قنوات فالوب
تمنع التصاقات قنوات فالوب وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة، ما يعيق عملية التخصيب وحدوث الحمل، وقد تنتج هذه الالتصاقات أو الانسداد من معاناة بطانة الرحم المهاجرة، أو الإصابة بالعدوى وبعض الأمراض الجنسية.
تشوهات الرحم
تؤدي تشوهات جدار الرحم الناتجة من نمو الأورام الحميدة (الليفية) إلى صعوبة استقرار الجنين في
بطانة الرحم، أيضًا قد تسبب الأنسجة الندبية الناتجة من جراحات سابقة في البطن والحوض إلى منع التصاق البويضة بجدار الرحم.
الاضطرابات الهرمونية
يؤدي خلل التوازن الهرموني في جسم الزوجة إلى حدوث اضطرابات في دورة الإباضة وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا وبصورة مباشرة في حدوث الحمل. من أمثلة هذه الاضطرابات
متلازمة تكيس المبايض.
وقد يؤدي اضطراب الغدد الصماء إلى اختلال توازن الهرمونات التناسلية، مثل سرطان الغدة النخامية.
عقم الرجل
وجدت الدراسات العلمية أن أكثر من نحو 30% من حالات تأخر الإنجاب تعود إلى مشكلات صحية في قدرة الرجل الإنجابية، مثل:
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية وجودتها نتيجة الإصابة بالسكر أو ممارسة بعض العادات الصحية الخاطئة مثل شراهة التدخين.
- انسداد الأنابيب المنوية بسبب الإصابات أو الالتهابات، ما يعيق خروج السائل المنوي في أثناء القذف.
- اضطراب الهرمونات الناتج من مشكلات الغدة النخامية المنظمة لإفراز الهرمونات التناسلية مثل هرمون "تستوستيرون".
- أمراض الخصيتين التي تؤثر سلبًا في إنتاج الحيوانات المنوية، مثل دوالي الخصية.
ويمكن الكشف عن معظم اسباب تاخر الانجاب من خلال استشارة الطبيب المختص الذي يوصي بإجراء بعض التحاليل الطبية اللازمة.
التحاليل الطبية اللازمة للكشف عن اسباب تاخر الانجاب
يطلب الطبيب المختص إجراء بعض الاختبارات للكشف عن المشكلة الصحية بدقة، بالتالي تحديد الخطة العلاجية المناسبة لكل زوجين. من أهم هذه التحاليل والفحوصات ما يلي:
فحص السائل المنوى للرجل
يمثل هذا الفحص المرحلة الأولى في رحلة التحقق من جودة الحيوانات المنوية وحركتها وعددها. يستدعي إجراء هذا التحليل امتناع الرجل عن العلاقة الزوجية أو الاستمناء مدة لا تقل عن 3 أيام قبل جمع العينة.
تحاليل مستويات الهرمونات
يطلب الطبيب خضوع الزوجين أو أحدهما لبعض اختبارات الدم لتقييم مستويات الهرمونات:
- اختبار "FSH": اختبار يقيم كفاءة المبيضين في إنتاج البويضات للزوجة، ويحدد وظيفة الخصيتين في إنتاج أعداد كافية من الحيوانات المنوية.
- اختبار "Estradiol": يقيم من خلاله الطبيب وظيفة المبيض وجودة البويضات المنتجة.
- تحليل "LH": يتمكن الطبيب من خلال هذا الاختبار تحديد موعد التبويض للزوجة والكشف عن وجود مشكلات صحية مثل متلازمة تكيس المبايض، أيضًا تكشف مستويات هذا الهرمون عن وجود مشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية.
- تحليل "برولاكتين": زيادة هذا الهرمون تؤدي إلى تأخر الحمل لدى الزوجة وانخفاض الدافع الجنسي وضعف الانتصاب لدى الزوج.
- تحليل هرمون "اندروجين": يتحقق به الطبيب من وجود مشكلات صحية تؤثر على الإنجاب مثل تكيسات المبيضين، ويؤدي نقصه لدى الزوج إلى ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية.
- تحليل "AMH": تحليل خاص بالزوجة فقط، يتمكن الطبيب من خلاله التحقق من احتياطي عدد البويضات الموجودة في المبيضين.
- اختبار "بروجسترون": تزداد مستويات هذا الهرمون قبل بداية الدورة الشهرية مباشرة، لذا يتحقق من خلاله الطبيب من استمرارية عملية التبويض.
الأشعات والمنظار
غالبًا ما يطلب الطبيب خضوع الزوجة لفحص الأشعة بأنواعها المختلفة لتشخيص الحالة بدقة والكشف عن اسباب تاخر الانجاب، مثل:
- الموجات فوق الصوتية: يتأكد الطبيب عبر إجرائها من معاناة بعض المشكلات الصحية، مثل بطانة الرحم المهاجرة، والأورام الليفية الحميدة، وانسداد قنوات فالوب والتصاقاتها.
- أشعة الصبغة: يلجأ الأطباء لهذا النوع من الأشعة للكشف عن انسداد قنوات فالوب.
- منظار البطن الرحمي: إجراء جراحي طفيف للكشف عن المشكلات الصحية في الرحم وقنوات فالوب (تصوير المشكلات المرضية من خلال الكاميرا المثبتة في رأس المنظار).
ختامًا، نؤكد أن اسباب تاخر الانجاب متعددة ومعقدة وتتطلب فحوصات دقيقة لمعرفة السبب الحقيقي الكامن خلف المشكلة، الأمر الذي يسمح ببناء خطة علاجية تناسب كل حالة على حدة.
وننصح كل الأزواج والزوجات ممن يعانون تأخر الإنجاب بسرعة استشارة الأطباء المختصين، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يسهمان في تحسين فرص الحمل والإنجاب.
إقرأ أيضاً