المياه الزرقاء من أكثر أمراض العيون التي تُشكل خطورة على النظر، ليس لأنها مؤلمة أو واضحة الأعراض، بل لأنها غالبًا تتطور في صمت لسنوات بدون أن يشعر بها المريض، ولأنها من الأمراض التي قد تؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم إذا لم تُكتشف مبكرًا، كان من المهم أن نسلط الضوء عليها.
في هذا المقال، يوضح لنا الدكتور أحمد فؤاد -استشاري المياه الزرقاء في مركز نور الحياة للعيون- أعراض المياه الزرقاء وما هي المياه الزرقاء في العين.
ما هي المياه الزرقاء في العين؟
يشرح الدكتور أحمد فؤاد أن المياه الزرقاء في العين ليست مجرد زيادة في ضغط العين، بل هي مرض مزمن يؤثر في العصب البصري المسؤول عن نقل الصورة من العين إلى المخ ومع استمرار الضغط، ولو بشكل تدريجي، يتأثر العصب وتبدأ الخلايا العصبية في التراجع، ما يسبب فقدان تدريجي في القدرة على الرؤية.
فقدان الرؤية يحدث تدريجيًا
ويؤكد الدكتور أحمد فؤاد أن فقدان النظر لا يحدث فجأة في أغلب الحالات، بل يتطور ببطء ولا يلاحظه المريض في البداية، فحدة النظر قد تظل طبيعية جدًا وقد يرى المريض 6/6 في لوحة الكشف، بينما يضيق مجال الرؤية بمرور الوقت وهنا يظهر الخطر الحقيقي وهو أن المريض قد يظن أن نظره ممتاز، لكنه في الواقع يفقد الرؤية الجانبية تدريجيًا من غير ما يشعر.
أعراض المياه الزرقاء
بحسب كلام الدكتور أحمد فؤاد، فإن أعراض المياه الزرقاء في مراحلها المبكرة تكاد تكون منعدمة وهذا هو السبب الرئيسي وراء صعوبة اكتشافها في وقت مبكر، فالمرضى غالبًا ما يكتشفون إصابتهم بالصدفة أثناء الكشف على نظارة أو عند الشكوى من أعراض بسيطة مثل زغللة أو حساسية، لكن عند الفحص يتضح أن العصب البصري متأثر بالفعل، فالأعراض لا تظهر بوضوح إلا في المراحل المتأخرة، وتشمل أعراض وجود مياه زرقاء في العين ما يلي:
- تضييق مجال الرؤية ويشعر المريض كأنه ينظر من خلال أنبوبة أو منظار ضيق.
- الاصطدام بأشياء جانبية لأن المريض لا يراها ضمن مجال رؤيته.
- فقدان شبه كامل لمجال الرؤية الجانبية في الحالات الشديدة جدًا مع بقاء الرؤية الأمامية واضحة نسبيًا.
أما الصداع أو آلام العين التي يربطها بعض الناس بالمرض، فيوضح الدكتور أحمد فؤاد أنها ليست من العلامات المعتادة ومعظم مرضى المياه الزرقاء لا يعانون أي ألم، لكن عندما يصل الضغط داخل العين إلى أرقام مرتفعة جدًا، يمكن أن يشعر المريض بألم حاد أو يحدث فقدان مفاجئ للرؤية خلال أيام قليلة.
لماذا يُسمى العدو الصامت؟
يشدد الدكتور أحمد فؤاد على أن المياه الزرقاء لا تؤثر في البداية على حدة الإبصار، بل على مجال الرؤية ولذلك قد يظن المريض أن نظره طبيعي تمامًا، بينما هو في الواقع يفقد جزءًا بعد الآخر من قدرته على الرؤية المحيطية، ولذلك هذا المرض مخادعًا، ويكتشف متأخرًا في أغلب الأحيان ولهذا السبب تحديدًا يُطلق عليه الأطباء اسم "العدو الصامت".
من الأكثر عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء؟
بحسب ما أوضح الدكتور أحمد فؤاد، هناك فئات يجب أن تكون أكثر حرصًا على إجراء الفحوصات الدورية:
- الأشخاص فوق سن الأربعين لأن احتمال الإصابة يزداد مع التقدم في العمر.
- من لديهم تاريخ عائلي سواء من الأقارب من الدرجة الأولى (الأب والأم والإخوة) أو حتى الدرجة الثانية (الجد والجدة والعم والخال) لذلك، وجود إصابة في العائلة يستدعي الفحص المبكر حتى لو كان الشخص أصغر من 40 عامًا.
أهمية الفحص المبكر
يرى الدكتور أحمد فؤاد أن الفحص المبكر هو السلاح الأقوى لمواجهة المياه الزرقاء، ورغم أن نسبة الإصابة قد تكون صغيرة في المجتمع، إلا أن إجراء الكشف المبكر يظل بالغ الأهمية، فإذا فحصنا ألف شخص ولم يُكتشف سوى حالة واحدة، فهذا يعني أننا أنقذنا مريضًا من فقدان النظر الكامل.
إن فقدان البصر الناتج عن المياه الزرقاء لا يمكن تعويضه، لكن الاكتشاف المبكر والعلاج المناسب يساعدان في إبطاء تطور المرض والحفاظ على ما تبقى من الرؤية.
وفي نهاية كلامه ينصح الدكتور أحمد فؤاد كل شخص تجاوز الأربعين عامًا، أو لديه تاريخ عائلي مع المرض، بإجراء فحص دوري على ضغط العين والعصب البصري، فالتشخيص المبكر يمكن أن يكون الفارق بين حياة طبيعية وبين فقدان البصر الدائم.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور أحمد فؤاد -استشاري المياه الزرقاء في مركز نور الحياة للعيون- ونقدم نحن - فريق ميديكازون - عن طرق علاج المياه الزرقاء.
طرق علاج المياه الزرقاء
إن علاج المياه الزرقاء يختلف حسب حالة المريض ودرجة تأثر العصب البصري، لكنه يظل هدفه الأساسي التحكم في ضغط العين ومنع تدهور النظر وتشمل طرق العلاج:
- القطرات الطبية: وهي الخط الأول للعلاج، وتعمل على تقليل ضغط العين إما بتقليل إفراز السائل أو بزيادة تصريفه.
- الليزر: يُستخدم في بعض الحالات لتحسين تصريف السوائل داخل العين.
- الجراحة: عندما لا تكفي القطرات أو الليزر، يلجأ الطبيب لإجراء عمليات تساعد على خفض ضغط العين مثل إنشاء قنوات جديدة لتصريف السائل أو زرع صمامات دقيقة للحفاظ على الضغط في مستواه الطبيعي.
ورغم أن العلاجات لا تعيد النظر المفقود، إلا أن الاكتشاف المبكر والالتزام بالعلاج يوقف تقدم المرض والحفاظ على ما تبقى من الرؤية. وفي الختام، تظل المياه الزرقاء من أخطر أمراض العيون لأنها تتطور في صمت وبدون أعراض واضحة في بدايتها. ولحجز موعد مع أطباء مركز نور الحياة للعيون.
ميديكازون هي أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من كبار الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. نسعد بتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، ونتعهد بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة تراجع من قِبل أطبائنا المتخصصين.
إقرأ أيضاً
- عدسات العيون الملوثة "اللينسز"... خطر يهدد صحة الإبصار
- ما اعراض الماء الابيض في العين عند الاطفال؟
- ماهي القرنيه المخروطيه؟ وما خطورتها؟