قد تظهر بعض العلامات مثل التورم والألم والتصلب في مفاصل اليدين أو القدمين أو الأصابع مدة طويلة دون اكتشاف السبب، ومن الأسباب المحتملة لظهور هذه الأعراض الإصابة بـ مرض الروماتويد، أو ما يسمى بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
يوضح هذا الفيديو كل من أعراض الروماتويد وأسبابه، التي يستعرضها الدكتور أمين عبد الحميد، استشاري أمراض المفاصل والعمود الفقري والروماتيزم في
مركز إن تايم كلينك.
ما مرض الروماتويد؟
يجيب الدكتور أمين عن هذا السؤال موضحًا أن الروماتويد مرض مناعي يؤدي إلى هجوم جهاز المناعة على أنسجة المفاصل، وقد يتطور الأمر ليصل إلى تضرر الأوعية الدموية والرئة والعين والفم والحلق، ما يسبب مضاعفات صحية خطيرة، مثل التهاب الغشاء البلوري للرئة.
وغالبا ما يسبب هذا الالتهاب ثلاثة أعراض رئيسية في المفاصل، هم:
- التورم.
- سخونة المفصل.
- عدم القدرة على تحريك المفصل.
ولتأكيد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، لا بد أن تستمر الأعراض مدة 6 أسابيع على الأقل، إضافة إلى معاناة المريض صعوبة تحريك المفصل المصاب بعد الاستيقاظ خلال مدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة كاملة.
وتظهر أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي -طبقًا للدكتور أمين- في جانبي الجسم، كأن تعانيها الركبتين معًا، ويشعر المريض بانتقال ألم الروماتويد من المفاصل الصغيرة إلى الأكبر حجمًا، فيشعر المريض بالألم في مفاصل اليدين أولًا، ثم الرسغين، ثم المرفقين والكتفين.
وأنهى الدكتور أمين الفيديو موضحًا أن مرض الروماتويد يؤدي إلى ظهور بعض المضاعفات الصحية، منها تَكَوُن عُقَد تحت المرفقين أو بين أصابع اليدين والقدمين، ما يسبب تشوهات الأصابع. ومن المضاعفات المحتملة -أيضًا- تضرر الأوعية الدموية والرئتين والعينين.
أسباب مرض الروماتويد في العظام
يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى إطلاق الجسم بعض المواد الكيميائية التي تهاجم خلاياه بشراسة.
ويؤدي هذا المرض إلى التهاب الأنسجة المُبَطِنة للمفصل وتورمها، وهي الأنسجة المسؤولة عن تكوين السائل الذي يسهم في تحريك المفاصل بمرونة وسلاسة، بالتالي تؤدي الإصابة بالمرض إلى صعوبة تحريك المفاصل، وشعور المريض بآلام شديدة.
إن السبب الحقيقي لهذا الخلل المناعي غير معروف إلى الآن، ويرجح الأطباء أن سبب حدوثه هو وجود جينات معينة لدى هؤلاء الأشخاص تحفزها عوامل خارجية، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الإجهاد الجسدي والنفسي. ويمكننا القول أن الإصابة بالروماتويد تنتج من عوامل وراثية، وعوامل بيئية.
أهم اعراض الروماتويد في الجسم
تظهر الأعراض المبكرة لالتهاب المفاصل الروماتويدي في شكل ألم وتصلب بسيط بالمفاصل، ثم يتطور الوضع ليصل إلى:
- ألم وتورم وتصلب شديد في المفاصل يستمر مدة 6 أسابيع أو أكثر.
- احمرار المفصل، والشعور بدفء الجزء المصاب.
- تصلب المفاصل في الصباح الذي يدوم مدة نصف ساعة أو أكثر.
- ظهور الألم في مفاصل الجسم الصغيرة أولًا، مثل الأصابع والمعصمين، ثم انتشارها إلى المفاصل الأكبر حجمًا.
- معاناة الألم في نفس المفصل الموجود في جانبي الجسم.
إضافة إلى ما سبق، قد يعاني المرضى مجموعة إضافية من الأعراض، تتضمن:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- التعب والإرهاق.
- فقدان الشهية.
- التعرق.
- فقدان الوزن.
- جفاف العين.
- ألم الصدر.
المضاعفات الصحية للروماتويد
يسبب إهمال تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي وعلاجه مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان، من أهمها:
- متلازمة النفق الرسغي، الناتجة من تضخم أنسجة المفصل بما يضغط على العصب المسؤول عن الحركة والإحساس، فيشعر المريض بالألم والخدر في الجزء المصاب من اليد.
- انتشار الالتهاب إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين والأوعية الدموية والعينين والفم والحلق، والقلب والأغشية المحيطة به.
- عدم اتباع خطة علاجية مبكرة لمرض الروماتويد يؤدي إلى تلف وظيفي دائم في المفاصل والعظام والأوتار المحيطة بهم.
- خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- تَحَرُك الفقرات العلوية من العمود الفقري التي تضغط على الحبل الشوكي، وهي مشكلة نادرة تستدعي سرعة التوجه إلى الطبيب المختص لتفادي أي أضرار دائمة قد يعانيها النخاع الشوكي.
كيفية علاج التهاب المفاصل الروماتويدي
يهدف الطبيب في علاج الروماتويد إلى الحد من الالتهاب، وتخفيف الألم، ومنع تلف المفاصل أو إبطاء وتيرته، إضافة إلى تسهيل حركة المريض قدر الإمكان. ويمكن تصنيف أنواع العلاج إلى:
العلاج الدوائي
يشمل العلاج الدوائي لـ مرض الروماتويد:
- الأدوية المضادة للروماتويد، التي تسهم في الحد من تأثير جهاز المناعة السلبي في صحة الغضاريف والعظام والأوتار، مثل "ميثوتركسات" و"سلفاسلازين".
- المركبات الكيميائية التي تحد من تحفيز جهاز المناعة ضد المفاصل.
- المسكنات، لتخفيف الشعور بالألم.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لكنها لا تستخدم مع المرضى الذي يعانون مشكلات في المعدة.
- أدوية منشطة (ستيرويدية) لتخفيف الألم والتصلب والالتهابات، وغالبًا ما يصف الطبيب هذه الأدوية لفترات قصيرة من الزمن.
العلاج الطبيعي
قد ينصح الطبيب بمراجعة أخصائي العلاج الطبيعي لتحسين قوة العضلات والمفاصل وزيادة مرونتها، من خلال ممارسة بعض التمارين الرياضية المخصصة، أو من خلال وسائل التحفيز الكهربي للأعصاب.
الجراحة
لا يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي إلا في حال كان الألم غير محتمل، أو من أجل علاج بعض المضاعفات التي سببها المرض، مثل:
- جراحة النفق الرسغي لتقليل الضغط على عصب اليد.
- تحرير بعض الأوتار في الأصابع، للحد من الانحناءات والتشوهات.
- إزالة بعض الأنسجة الملتهبة في المفاصل.
- جراحة استبدال المفصل المتضرر كليًا أو جزئيًا
أسئلة شائعة عن مرض الروماتويد
هل يمكن الشفاء التام من مرض الروماتويد؟
لا يوجد شفاء تام من التهاب المفاصل الروماتويدي لأنه من الأمراض المناعية المزمنة، مع ذلك فإن اتباع خطة علاجية دقيقة يسهم في الحد من أضرار المرض وأعراضه المزعجة.
هل الروماتويد يظهر فجأة؟
غالبًا ما تظهر أعراض الروماتويد تدريجيًا في غضون بضعة أسابيع، لكن في بعض الحالات قد تظهر الأعراض وتتطور خلال أيام قليلة.
مرض الروماتويد مرض مناعي ليس له أسباب محددة لكنه يتسم بأعراض واضحة، لذا ننصح دائما بطلب الاستشارة الطبية من الأطباء المتخصصين لتشخيص الحالة بدقة، وتوجيه المريض إلى خطة علاجية مناسبة لحالته، لتجنب أي مضاعفات صحية خطيرة.
تعرّفوا إلى أهم المعلومات عن صحة العظام والمفاصل من خلال متابعة مقاطع الفيديو الموجودة في
منصة ميديكازون- الطبية المرئية، منصة الأطباء الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضًا
- ما الفرق بين الروماتيزم والتهاب المفاصل؟
- أضرار أمراض الروماتيزم على أجهزة الجسم
- هل عمليات المفاصل ناجحة؟