الشعور بالصداع وآلام الرأس من الأعراض التي تُصيب معظمنا باستمرار، والتي عادة ما يتعامل معها المُصاب باستخدام المسكنات؛ للحد من الألم وممارسة الأنشطة اليومية المختلفة، إلا أن بعض أنواع آلام الرأس أسبابها غير مقتصرة على الصداع التقليدي، بل ترجع إلى مشكلة أكثر خطورة، مثل أورام المخ، فما هي أعراض أورام المخ؟ وكيف نستدل عليها؟
وللإجابة نستعرض في هذا المقال ما أوضحه الدكتور أحمد زهران -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- والدكتور شادي سامي -استشاري ومدرس طب المخ والأعصاب جامعة عين شمس- حول الأعراض الرئيسية التي قد تنبه المريض وأسرته إلى وجود ورم بالمخ.
ما هي أعراض ورم المخ؟
بدأ الدكتور أحمد زهران حديثه بالتأكيد على أن أولى الأعراض التي تدفع المريض لزيارة العيادة هو الصداع، لكنه أوضح أن صداع أورام المخ مختلف عن الصداع العادي، فهو غالبًا:
- يزداد تدريجيًا بمرور الوقت.
- يكون أشد في الصباح الباكر.
- قد يصاحبه قيء غير مبرر.
وأضاف أن هذا الصداع ناتج عن ارتفاع ضغط المخ بسبب وجود كتلة تعيق حركة السائل الدماغي وأكد أن هذا الصداع يجب ألا يُستهان به، خاصة إذا كان متكررًا أو لا يستجيب للمسكنات.
وافق الدكتور شادي سامي على ذلك وأضاف أن كثيرًا من المرضى يتأخرون في طلب المساعدة الطبية؛ ظنًا أن الصداع ناتج عن الإرهاق أو ضعف النظر، لكنه شدّد على أن "الصداع الجديد أو المختلف عن الصداع المعتاد" هو جرس إنذار لا بد من التوقف عنده.
أعراض ورم المخ الموضعية
أوضح الدكتور زهران أن المخ ليس عضوًا واحدًا يؤدي وظيفة واحدة، بل يتكون من مناطق متخصصة:
- منطقة الحركة.
- منطقة الإبصار.
- الفص الأمامي المسؤول عن السلوك والشخصية.
وأشار إلى أن وجود ورم في أي من هذه المناطق يؤدي إلى أعراض موضعية تختلف حسب مكان الورم:
- في منطقة الحركة، يؤدي إلى ضعف أو شلل في اليد أو الرجل.
- في منطقة الإبصار، يسبب فقدان جزء من مجال الرؤية أو زغللة.
- في الفص الأمامي (المنطقة المسؤولة عن الطباع والسلوكيات) يؤدي إلى تغيرات واضحة في السلوك، مثل العصبية المفرطة أو التصرفات غير اللائقة.
وأوضح الدكتور شادي سامي أن بعض المرضى في هذه الحالات يذهبون أولًا إلى طبيب نفسي، لأن الأسرة تلاحظ تغيرات في الأخلاق والشخصية، ويظنونها مشكلة نفسية وبالتالي فإن التعاون بين التخصصات مهم جدًا، فالطبيب النفسي قد يفسر الأعراض كضغط نفسي فقط، بينما السبب الحقيقي وجود ورم في الفص الأمامي، لذلك لا بد من الفحص العصبي الشامل قبل الحكم بأن المشكلة نفسية بحتة.
اضطراب كهرباء المخ من أهم أعراض ورم المخ
في صدد سرد ما هي أعراض أورام المخ، انتقل الدكتور أحمد زهران للحديث عن عرض آخر شائع وهو التشنجات، وأوضح أن أي ورم في المخ قد يسبب استثارة في قشرة المخ، مما يؤدي إلى اضطراب كهرباء المخ وهنا تحدث نوبات كهرباء المخ أو الصرع.
لكنه شدد على أن شكل نوبة الصرع ليست كلها عنيفة كما يظن الناس أو كما نراها في الأفلام، بل تتمثل أعراض الصرع في:
- رعشة بسيطة في اليد أو الوجه.
- نوبة توهان قصيرة.
- سرحان مفاجئ عند الأطفال في المدارس.
وأضاف أن المريض نفسه قد لا يتذكر ما حدث له في أثناء النوبة، وغالبًا ما يصف الأهل الموقف للطبيب أنه سقوط المريض فجأة وتشنجات ونزول لعاب من الفم أو فقدان السيطرة على البول.
أيد الدكتور شادي سامي هذا الكلام، ووضح أن التشخيص يعتمد بدرجة كبيرة على وصف الأهل، لأن المريض لا يكون واعيًا في أثناء النوبة وأكد أن هذه النوبات ليست تمثيلًا أو تظاهرًا كما يظن البعض، بل علامات مرضية تستدعي الانتباه والفحص.
قاعدة طبية هامة للتعامل مع أمراض المخ وأعراضها
أشار الدكتور زهران إلى قاعدة أساسية في جراحة المخ والأعصاب وهي أن أي مريض بالغ تحدث له نوبة صرع لأول مرة في حياته يجب أن يجري رنين مغناطيسي بالصبغة على المخ؛ لاستبعاد وجود ورم، وأوضح أن كثيرًا من حالات الصرع لا يكون سببها ورم، لكن استبعاد الورم أمر ضروري قبل بدء أي علاج طويل المدى.
وأضاف الدكتور شادي سامي أن بعض الحالات تأتي في البداية على شكل نوبات سرحان فقط، مما يجعل الأهل يظنون أن الطفل شارد وتركيزه قليل، بينما هي في الحقيقة نوبات كهرباء مخية تستوجب فحصًا دقيقًا.
أهمية التشخيص المبكر في منع أعراض أورام المخ من التفاقم
اختتم الدكتور شادي سامي الحوار بالتأكيد على أن التشخيص المبكر هو السلاح الأقوى ضد أورام المخ، فإذا لاحظ المريض أو أسرته أعراضًا متكررة وغير معتادة، فيجب التوجه فورًا إلى طبيب المخ والأعصاب وإجراء الفحوصات اللازمة.
وفي ختام حديثهما، اتفقا الدكتور أحمد زهران والدكتور شادي سامي على أن أورام المخ ليست سهلة التشخيص، لأن أعراضها قد تتشابه مع أمراض أخرى أبسط.
وفي النهاية، يبقى التشخيص المبكر هو المفتاح، فبعد معرفة ما هي أعراض ورم المخ يجب عدم إهمال الأعراض المقلقة، واللجوء فورًا للطبيب المختص للاطمئنان.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- والدكتور شادي سامي -استشاري ومدرس طب المخ والأعصاب جامعة عين شمس- حول أعراض ورم المخ ونوضح نحن -فريق ميديكازون- معلومات عن طرق التشخيص وأهمية التشخيص المبكر.
طرق تشخيص أورام المخ
بعد أن يتساءل المريض أو أسرته ما هي أعراض ورم المخ، تأتي الخطوة التالية وهي طرق التشخيص للتأكد من السبب الحقيقي وراء الأعراض، فالتشخيص لا يعتمد على الأعراض وحدها، بل يحتاج إلى فحوص دقيقة، أهمها:
- الرنين المغناطيسي: وهو الوسيلة الأكثر دقة لتحديد وجود الورم من عدمه، وكذلك مكانه وحجمه، ويُظهر تفاصيل دقيقة عن أنسجة المخ.
- الأشعة المقطعية: تُستخدم خاصة في الحالات الطارئة للكشف السريع عن أي كتلة أو نزيف.
- رسم المخ: يساعد على تقييم اضطراب كهرباء المخ وتحديد ما إذا كانت النوبات أو التشنجات مرتبطة بالصرع أو بأورام المخ.
- الخزعة: في بعض الحالات يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الورم لتحديد نوعه (حميد أو خبيث) ووضع خطة العلاج المناسبة.
إن التشخيص السليم يبدأ بالكشف الطبي، ويُستكمل بالأشعة والتحاليل للوصول إلى صورة واضحة ونهائية.
مضاعفات إهمال أعراض ورم المخ
بعد أن عرفنا ما هي أعراض ورم المخ، من الضروري إدراك أن تجاهل الأعراض أو الاكتفاء بالمسكنات قد يحمل عواقب وخيمة، فالمريض الذي يتأخر في طلب المساعدة الطبية قد يفقد فرصة التدخل المبكر، مما يؤدي إلى مضاعفات يصعب السيطرة عليها، منها:
- فقدان البصر الدائم إذا ضغط الورم على العصب البصري.
- شلل نصفي أو ضعف حركي إذا كان الورم في منطقة مسؤولة عن الحركة.
- نوبات صرع متكررة وغير مسيطر عليها بسبب اضطراب كهرباء المخ.
وفي بعض الحالات، ارتفاع ضغط المخ بشكل حاد قد يهدد حياة المريض إذا لم يُعالج سريعًا. إن إهمال الأعراض لا يعني فقط استمرارها، بل قد يقود إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
ميديكازون هي منصة طبية رائدة في مصر والوطن العربي، تضم مجموعة من أفضل الأطباء المتخصصين في مختلف التخصصات. نحن دائمًا في خدمتكم لتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصاتنا الاجتماعية، مع ضمان تقديم إجابات دقيقة وموثوقة من قبل فريق من الأطباء الخبراء.