التهاب المفصل العجزي الحرقفي من أكثر الأسباب الخفية لآلام أسفل الظهر والحوض، وغالبًا ما يشخص على أنه شد عضلي أو انزلاق غضروفي، لكن الحقيقة تقول إن هذا المفصل الصغير قد يتحول لمصدر ألم مزمن، إذا لم يُفهم سببه الحقيقي ويعالج بالطرق الصحيحة.
ومن خلال خبرته الطويلة، يوضح لنا الدكتور علاء بلبع -رئيس قطاع العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات- في الفيديو أن نجاح علاج المفصل العجزي الحرقفي لا يعتمد فقط على المسكنات، بل يجب فهم جذور المشكلة وتصحيحها من الأساس.
علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي ليس فقط بالمسكنات!
يقول الدكتور علاء بلبع : "لا يجوز أن نكتفي بتسكين الألم ونتجاهل السبب الحقيقي، فإذا كانت المشكلة ناتجة عن الحوض أو عن وجود فرق في طول الساقين، فلا بد من تصحيح هذا السبب أولاً وإلا سيعود الألم مهما تناول المريض من أدوية."
لذلك علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي يكون على مرحلتين معًا:
- علاج السبب الأساسي والمحرك للمشكلة.
- تسكين الالتهاب والألم لحماية المريض واستعادة الحركة.
خطوات علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي
يوضح الدكتور علاء بلبع ما هو علاج التهاب مفصل العجزي الحرقفي، والذي يحتاج إلى خطة شاملة تعالج السبب الأساسي إلى جانب تخفيف الأعراض، فالعلاج الناجح يبدأ بفهم المشكلة من جذورها.
ومن هنا، قسّم الدكتور طرق العلاج إلى مراحل واضحة، منها:
علاج السبب الجذري للمشكلة
قبل البدء بأي أدوية أو جلسات علاج طبيعي، يؤكد الدكتور علاء بلبع أن أهم خطوة في علاج مفصل العجزي الحرقفي هي تحديد السبب الأساسي للألم ومن ثم كيفية علاجه، وذلك على النحو التالي:
- إذا كان هناك فرق في طول الساقين: يستخدم المريض فرش أو نعال طبية توضع داخل الحذاء، تُعيد توازن الحوض وتمنع ميل العمود الفقري.
- إذا كان الحوض أو العمود الفقري في وضع غير صحيح: يُعالج ذلك من خلال جلسات العلاج الطبيعي التي تتضمن ممارسة تمارين لتقوية العضلات وإعادة استقامة العمود الفقري وتحسين الحركة.
- إذا كانت المشكلة ناتجة عن عادات يومية خاطئة: مثل الوقوف أو الجلوس بوضع مائل لفترات طويلة، فيجب تعديل هذه السلوكيات لتجنب استمرار الضغط على المفصل العجزي الحرقفي.
العلاج الدوائي
يشمل العلاج الدوائي استخدام مضادات الالتهاب والمسكنات تحت إشراف الطبيب لتخفيف الألم.
العلاج الطبيعي والموجات التصادمية
وهي موجات صوتية تُطبق على مكان الألم لتحفيز الدورة الدموية وتكسير التليفات وتحفيز الجسم على الشفاء الطبيعي، وتساعد على تخفيف الألم وتقليل التورم حول المفصل.
قد تسبب الجلسات ألمًا مؤقتًا، وقد يظهر بعض الاحمرار أو الكدمات، لكنها تختفي سريعًا، وفي كثير من الحالات من أول جلسة يشعر المريض بتحسن بنسبة تصل إلى 70–90%.
ويصف الدكتور علاء جلسات الموجات التصادمية بأنها من أكثر الوسائل فعالية وأمانًا، خاصة للمرضى الذين لا يرغبون في التدخل الجراحي.
ويوضح الدكتور علاء بلبع أن دور الموجات التصادمية لا يقتصر فقط على علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي، بل أثبتت فعاليتها في التعامل مع مجموعة واسعة من الحالات الأخرى، ومنها:
- التهاب الفقرات العصعصية (ألم العصعص).
- متلازمة النفق الرسغي (كربل تونل).
- التهاب أوتار الكتف.
- تيبّس العضلات في حالات الشلل النصفي.
- التليف بعد العمليات أو الحروق.
وفي ختام حديثه، يؤكد الدكتور علاء بلبع أن علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي لا ينجح بالمسكنات فقط، بل بتشخيص السبب وعلاجه من جذوره ليستعيد المريض حياته دون ألم.
أسئلة شائعة
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور علاء بلبع -رئيس قطاع العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات- ونوضح نحن -فريق ميديكازون- بعض الأسئلة الشائعة حول خطورة إهمال علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي.
ما هو التهاب المفصل العجزي الحرقفي؟
هو التهاب يحدث في المفصل الذي يربط بين قاعدة العمود الفقري (الفقرات العجزية) وعظام الحوض ويسبب ألمًا في أسفل الظهر والأرداف والحوض، وقد يمتد إلى الفخذين ويزداد مع الحركة والوقوف فترات طويلة أو صعود السلالم.
لماذا يحدث التهاب المفصل العجزي الحرقفي؟
يؤكد الدكتور علاء بلبع أن معظم الحالات التي رآها لم يكن السبب مجرد التهاب عابر، بل نتيجة مشكلة خفية في الجسم، مثل:
- اختلاف طول الساقين: ساق أقصر من الأخرى تجعل الحوض يميل، فينحني العمود الفقري لتعويض هذا الفرق، مما يضغط بشدة على المفصل العجزي الحرقفي.
- وضعية مشي خاطئة، أو انحراف بالحوض.
- إجهاد متكرر، أو حمل أوزان بطريقة خاطئة.
- التهابات مناعية، أو بعد إصابة أو سقوط.
ويروي الدكتور قصة مريضة عربية كانت تعاني ألمًا شديدًا في المفصل، وبعد الفحص اكتشف أن إحدى ساقيها أقصر من الأخرى، مما سبب ميل الحوض والتهاب المفصل، وبمجرد وضع فرش طبي داخل الحذاء لتعديل فرق الطول، اختفى الألم تدريجيًّا وعادت تمشي بصورة طبيعية.
هل المشي يساعد على شفاء المفصل العجزي الحرقفي؟
المشي المعتدل يساعد على تحسين الحركة وتنشيط الدورة الدموية حول المفصل العجزي الحرقفي، مما يدعم عملية التعافي، لكن إذا كان المشي يسبب زيادة في حدة الألم أو كان المفصل ملتهبًا بشدة، فيُفضل الراحة المؤقتة والبدء بعلاج طبي قبل العودة للنشاط تدريجيًا.
كم مدة علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي؟
مدة علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي تختلف حسب شدة الحالة وسببها، في الحالات البسيطة، قد يبدأ التحسن خلال 2 إلى 6 أسابيع مع الراحة والعلاج الدوائي والعلاج الطبيعي، أما الحالات المزمنة أو المرتبطة بخلل في الحوض أو فرق طول الساقين فقد تحتاج 3 أشهر أو أكثر لتحقيق الشفاء الكامل بإذن الله.
ميديكازون هي أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من كبار الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. نسعد بتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، ونتعهد بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة تراجع من قِبل أطبائنا المتخصصين.