قد تؤثر الغدة الكظرية، وهي غدة صغيرة متربعة فوق الكليتين، في صحة الجسم وتوازنه، فهي تؤدي دورًا فعالًا في تنظيم عملياته الحيوية، تتمثل إحداها في ضبط مستوى ضغط الدم، فما العلاقة بين الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم؟
في هذا الفيديو تستعرض الدكتور هبة حبيب -استشاري الأمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء في
مركز "إن تايم كلينك"- العلاقة بين هرمونات الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم.
تعرّف إلى الرابط بين الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم
وضحت الدكتور هبة أن أهم وظائف الغدة الكظرية تتمثل في إفراز عدد من الهرمونات المسؤولة عن ضبط مستوى ضغط الدم، وهي هرمونات:
- الكورتيزول (الكورتيزون): إن نمو ورم في الغدة الكظرية يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، ما يسبب زيادة الوزن، والإصابة بمرض السكر، كذلك ارتفاع ضغط الدم.
- الألدوستيرون: ارتفاع مستوى هرمون الألدوستيرون قد يؤدي إلى معاناة المريض ارتفاع ضغط الدم، رغم تناوله أنواع عدة من الأدوية الخافضة للضغط.
- الأدرينالين: ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين قد يسبب معاناة المريض تسارع ضربات القلب، والتعرق المفرط، وارتفاع ضغط الدم الشديد، الأمر الذي قد يستدعي توجه المريض إلى المستشفى لتجنب مضاعفات هذا الارتفاع.
وأنهت الدكتور هبة الفيديو موضحة أن الطبيب المعالج هو المسؤول عن تشخيص ارتفاع ضغط الدم الحاد -خاصة في سن الشباب- من خلال طلب إجراء بعض أنواع الفحوصات، التي تسهم في تحديد خطة علاجية ناجحة.
فيما يلي، نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- بعض المعلومات الإضافية المهمة عن الغدة الكظرية وهرموناتها، ونستفيض في شرح العلاقة بين اضطربات الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم، مع ذكر أهم خطوات علاج هذا الارتفاع.
ما هي الغده الكظريه؟
الغدة الكظرية (فوق الكلوية) من الغدد الصماء المسؤولة عن إفراز بعض الهرمونات في مجرى الدم مباشرة. تُسهم هذه الهرمونات في تنظيم بعض العمليات الحيوية داخل الجسم، مثل التمثيل الغذائي، والاستجابة المناعية، وضبط مستوى ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب.
فيما يلي، نستعرض دور كل هرمون في تنظيم عمليات الجسم الحيوية:
أولًا: الكورتيزول
هرمون الكورتيزول يؤدي عددًا من الأدوار الهامة، منها:
- تنظيم عملية الأيض لكل من البروتينات والدهون والكربوهيدرات.
- الحد من الالتهابات.
- الحفاظ على نسبة السكر في الدم.
- التعامل بشكل مثالي في حالات الطوارئ، مثل التوتر والخوف.
ثانيًا: الألدوستيرون
يُسهم هرمون الألدوستيرون في الحفاظ على مستوى الصوديوم في الجسم، والتخلص من البوتاسيوم.
ثالثًا: الأدرينالين والنور-أدرينالين (إبينفرين ونور-إبينفرين)
يتمثل دور هذين الهرمونين في دعم الجسم في أثناء تعرضه إلى التوتر، والإرهاق الجسدي والعاطفي، عن طريق:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- زيادة تدفق الدم إلى العضلات والدماغ.
- ارتخاء العضلات الملساء في مجرى التنفس، بالتالي زيادة معدل التنفس.
- انقباض الأوعية الدموية.
أمراض الغدة الكظرية المؤثرة في ضغط الدم
تؤثر إصابة الغدة الكظرية ببعض الأمراض في كم الهرمونات التي تفرزها سواء بالزيادة أو النقصان، وكما ذكرنا، توجد علاقة وثيقة بين معدل إفراز هرمونات الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم، وفيما يلي نوضح بعضًا من هذه الأمراض:
- متلازمة كوشينغ، التي تسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، فيرتفع ضغط الدم.
- متلازمة كون، وهي حالة مرتبطة بفرط إنتاج هرمون الألدوستيرون، ما يزيد ضغط الدم بدوره.
- ورم القواتم، وهو ورم ينمو في منتصف الغدة الكظرية، وقد يكون حميدًا أو خبيثًا. في الحالتين، يؤدي نمو هذا الورم إلى زيادة إنتاج الأدرينالين والنور-أدرينالين، ما يرفع ضغط الدم.
- أورام الغدة النخامية، وهي أورام حميدة تسبب اضطراب إفراز هرمونات الغدة الكظرية سواء بالزيادة أو النقصان، الأمر الذي يؤثر أيضًا في ضغط الدم الطبيعي.
من ناحية أخرى، قد تؤدي بعض أمراض الغدة الكظرية إلى خفض ضغط الدم عن معدله الطبيعي، مثل:
- مرض أديسون، وهو مرض يؤدي إلى الحد من إفراز هرموني الكورتيزول و/أو الألدوستيرون.
- قصور الغدة الكظرية الناتج عن استخدام الهرمونات المصنعة، مثل الستيرويدات المعروفة باسم "أدوية الكورتيزون".
- تضخم الغدة فوق الكلوية الخِلْقي، وهي حالة تؤدي إلى نقص الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة، ما قد يسبب انخفاض ضغط الدم.
- وفي حالة ثالثة، قد تنمو أورام حميدة داخل الغدة الكظرية، الأمر الذي يؤثر في قدرتها على إفراز الهرمونات بالسلب أو الإيجاب، ما يعني احتمالية ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
أعراض الإصابة بأمراض الغدة الكظرية
بناء على وجود علاقة مباشرة بين زيادة إفراز هرمونات الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم، من الضروري أن نتعرف إلى أهم أعراض الإصابة بما قد تعانيه هذه الغدة من أمراض.
وتختلف تلك الأعراض باختلاف نوع المرض وتأثيره في قدرة الغدة على إفراز الهرمونات، وبيانها فيما يلي:
أولًا: أعراض أمراض الغدة الكظرية التي تسبب ارتفاع هرمون الكورتيزول
- معاناة السمنة، خاصة في الجزء العلوي من الجسم دون الساقين والذراعين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالسكر.
- سهولة الإصابة بالكدمات.
ثانيًا: أعراض أمراض الغدة الكظرية التي تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون
- ارتفاع ضغط الدم.
- التشنجات العضلية.
- الشعور بالضعف العام.
- آلام العضلات.
ثالثًا: أعراض أمراض الغدة الكظرية التي تسبب ارتفاع هرمون الأدرينالين
- ارتفاع ضغط الدم.
- الصداع الشديد.
- الشعور بالدوار خاصة عند الوقوف.
- فرط التعرق.
- تسارع نبضات القلب.
علاج ارتفاع ضغط الدم الناتج عن اضطرابات الغدة فوق الكلوية
في حال معاناة ارتفاع ضغط الدم، يطلب الطبيب إجراء المريض عدد من التحاليل المعملية، من أجل مساعدته -أي الطبيب- على تحديد سبب هذا الارتفاع.
وفي حال التأكد من وجود علاقة بين وجود اضطراب في الغدة الكظرية وارتفاع ضغط الدم، يلجأ الطبيب إلى واحد من الحلول العلاجية التالية:
- جراحة استئصال أورام الغدة الكظرية، أو أورام الغدة النخامية.
- الأدوية الهادفة إلى الحد من إنتاج الهرمونات المفرط.
ارتفاع ضغط الدم مرض خطير متعدد الأسباب، ويؤدي إهمال علاجه إلى مجابهة أعراض خطيرة، لذا ينبغي لمرضى ارتفاع ضغط الدم سرعة التوجه إلى الأطباء المتخصصين من أجل تشخيص الحالة بدقة، ووصف الخطة العلاجية المناسبة.
ومن الضروري أيضًا أن نلتزم -جميعًا- بنمط حياة صحي خالي من التدخين وفرط تناول المنبهات، إلى جانب الحفاظ على وزن مناسب، وهي عوامل تساعد -في الأخير- على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم بوجه عام.
اطلعوا على مزيد من مقاطع الفيديو المتعلقة بأمراض الباطنة والغدد الصماء وارتفاع ضغط الدم عبر تصفح منصة ميديكازون الطبية المرئية، منصة الأطباء الأولى في مصر والوطن العربي.
اقرا ايضًا