إنّ أسوأ ما يخشاه المرضى من القرنية المخروطية هو ضعف النظر الشديد الذي قد يفضي إلى فقدان البصر في بعض الأحيان، ويحدث ذلك عندما تتدهور حالة العين كثيرًا ويهمل المريض الحصول على العلاج المناسب، فما الحل لمنع هذا الأمر؟
إنه التشخيص المبكر للقرنية المخروطية الذي يجرى في عيادة طبيب العيون، والذي نوافيكم بالمزيد من التفاصيل عنه في المقالة التالية.
متى يُنصح بإجراء التشخيص المبكر للقرنية المخروطية؟
ينصح
الدكتور أشرف سليمان -استشاري جراحات القرنية والمياه البيضاء والزرقاء و
تصحيح عيوب الإبصار بالليزر- خلال حديثه بالخضوع للتشخيص المبكر للقرنية المخروطية عند ملاحظة الأعراض التالية:
- التغيير المستمر للنظارات الطبية: تساعد النظارات الطبية الأفراد على الرؤية جيدًا، لكن البعض قد يلاحظ أنه بحاجة إلى تغيير النظارات بعد فترة من الزمن، وقد تكون تلك إشارة إلى إصابته بالقرنية المخروطية.
- الإصابة بدرجات عالية من الإستجماتزم: الإستجماتزم أو اللا بؤرية هي الرؤية المزدوجة، وتعني رؤية الأجسام مشوّشة، أو رؤية صورة مكررة للأجسام.
- وجود تاريخ وراثي للمرض في العائلة: بعض أمراض العيون تصيب الفرد جرّاء انتقال جينات المرض من الآباء إلى الأبناء.
الطرق التي يعتمد عليها التشخيص المبكر للقرنية المخروطية
أوضح الدكتور أشرف أن التشخيص المبكر للقرنية المخروطية يُجرى عبر فحص يُدعى طبوغرافيا القرنية أو البنتاكام، وهي خريطة بيانية مرسومة توضّح تفاصيل سطح القرنية.
وبنهاية حديث الدكتور أشرف سليمان نتمنى الشفاء العاجل لجميع مرضانا، ونُكمل رسالتنا في توعية مُتابعينا بمرض
القرنية المخروطية.. تابعوا معنا المقال حتى النهاية.
ما هو فحص طبوغرافيا القرنية؟
يُجرى فحص طبوغرافيا القرنية باستخدام جهاز البنتاكام الذي يعمل على تسليط نوع معين من الضوء تجاه السطح الخارجي للقرنية، ويعمل هذا الضوء على رسم تضاريس سطح القرنية بتفصيل شديد حتى تتضح الانحناءات المختلفة الحاصلة فيها.
يساهم هذا الفحص في تحديد الطور الذي وصلت إليه القرنية المخروطية، وتظهر خريطة الفحص ملونة بألوان الطيف:
- اللون الأحمر.
- اللون البرتقالي.
- اللون الأصفر.
- اللون الأخضر.
- اللون الأزرق.
- اللون البنفسجي.
يحمل كل لون من هذه الألوان مدلولًا معينًا، وباستطاعة الطبيب فهم هذه المدلولات المختلفة والأرقام المصاحبة لها ثم معرفة مدى تطور حالة قرنية المريض.
فائدة التشخيص المبكر للقرنية المخروطية
يهدف التشخيص المبكر للقرنية المخروطية إلى تحقيق الأمور التالية:
-
منع تدهور حالة العين وإصابتها بالمضاعفات
تظهر القرنية المخروطية على مراحل متتالية، كالتالي:
- المرحلة الأولى: لا يشعر المريض عادة بأي أعراض في هذه المرحلة المبكّرة من الإصابة.
- المرحلة الثانية: يحتاج المريض إلى تغيير مقاس عدسات النظارات الطبية باستمرار.
- المرحلة الثالثة: عدم تحسّن الرؤية حتى مع ارتداء النظارات الطبية.
عندما يهمل المريض العلاج يزداد تدهور النظر، وينتقل من مرحلة إلى المرحلة التي تليها، حتى يصل إلى أسوء المضاعفات، وهي ترقق القرنية وتورمها والشعور بالألم.. وفقدان البصر الوظيفي، أي الوصول إلى أدنى كفاءة للرؤية، وليس المقصود الإصابة بالعمى التام.
عند اكتشاف القرنية المخروطية في مرحلة مبكرة يصير من الأسهل علاجها بطرق بسيطة، كما نوضح في السطور القادمة:
- في المراحل الأولى: قد يكتفي الطبيب بالنظارة الطبية والعدسات اللاصقة لتحسين الرؤية وعلاج ضعف النظر والاستجماتيزم.
- في المراحل المتوسطة: يوصي الطبيب بالخضوع لعملية تثبيت القرنية بالليزر من أجل منع زيادة تحدّب القرنية.
- في المراحل المتأخرة: يفضل الطبيب في هذه الحالة الخضوع لعملية زراعة حلقات القرنية أو عملية زراعة القرنية -حسب درجة تضرر وترقق القرنية-.
لعلنا لاحظنا التدرج في طرق
علاج القرنية المخروطية، وكيف انتقل الأمر من طرق بسيطة إلى طرق أكثر تعقيدًا، ويرجع السبب في ذلك إلى التشخيص المتأخر للقرنية المخروطية.
لذا من الضروري ألا تهمل عمل الفحوصات الطبية وزيارة طبيب العيون عند ظهور بوادر مرض القرنية المخروطية.