انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات الحقن المجهري لتكون بارقة أمل للأزواج المحرومين من نعمة الإنجاب، فهل تنجح في كل الحالات؟!
توضح
الدكتورة إيمان الجندي -استشاري علاج العقم، وأستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الزقازيق، والحاصلة على دكتوراة
علاج العقم من جامعة ماسترخت في هولندا- بالتفصيل من خلال الفيديو شروط نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
ما هي شروط نجاح الحقن المجهري؟
توضح الدكتورة إيمان من خلال شرح مفصل شروط نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب مؤكدةً أن تحقيقها ليس بالأمر السهل، إذ يعتمد على عدة معايير طبقًا لقوانين العلم والممارسة العملية والتوصيات العالمية، والتي تشمل الحمل التراكمي وتحقيق أعلى درجة أمان للأم والجنين وجودة المعمل الذي تجرى فيه العملية والتكلفة الإجمالية للعملية، وسوف نشرح هذه المعايير بالتفصيل في السطور القادمة.
أولًا: معيار الحمل التراكمي
تقول الدكتورة إيمان أن الهدف الأساسي لأي زوجين من عمليات الحقن المجهري هو حدوث الحمل وولادة طفل سليم، فقد كان المعيار الحقيقي لنجاح الحقن المجهري قديمًا هو حدوث الحمل عن طريق
تنشيط التبويض ثم شفط البويضات وإخصابها
بحيوان منوي من الزوج، ثم نقل الأجنة المتكونة إلى الرحم بعد مدة تتراوح ما بين يومين إلى 5 أيام، وهذا يسمى بالحمل الطازج.
أما الآن، أصبح الحمل التراكمي هو المعيار الحقيقي لنجاح الحقن المجهري حيث يضع الطبيب خطة دقيقة لتنشيط التبويض لإنتاج مجموعة من البويضات ذات جودة عالية، وبالتالي تكوين عدد من الأجنة ذات جودة عالية، ثم يزرع هذه الأجنة داخل الرحم بإحدى الطريقتين الآتيتين:
- نقل أحد الأجنة الطازجة ذات الجودة العالية إلى الرحم ثم تجميد باقي الأجنة، حيث يمكن الاحتفاظ بها عدة سنوات لاستخدامها مرةً أخرى، وفي حالة فشل حدوث الحمل يعاد زرع هذه الأجنة المجمدة مرةً أخرى بعد تحضير بطانة الرحم لاستقبال الأجنة الجديدة.
- في حالة رفض الرحم للأجنة الطازجة المزروعة يتم تجميد جميع الأجنة -تجرى مثل هذه التقنية في أمريكا وأوروبا- ثم ينقل واحد أو اثنين منها للرحم في كل مرة، وتكرر هذه المحاولة عدة مرات حتى تنجح إحداها ويحدث الحمل، وهذا ما يعرف بالحمل التراكمي، وهو أهم شروط نجاح الحقن المجهري.
ملحوظة
تؤكد الدكتورة إيمان على أهمية اختيار طبيب ذو خبرة كبيرة ومهارة عالية في مجال الحقن المجهري لكي ينجح في الحصول على أفضل البويضات من المبيض، بالإضافة إلى كفاءة المعمل للحصول على أفضل الأجنة لنجاح الحمل التراكمي.
ثانيًا: تحقيق الأمان للأم والجنين
تشير الدكتورة إيمان إلى أن تحقيق شرط الأمان يعني تجنب الوقوع في أي مشاكل تؤثر على صحة الأم أو الجنين، إذ يؤدي رفض استجابة الرحم للأجنة المزروعة إلى مشاكل صحية كثيرة للأم، قد تصل إلى الحجز في الرعاية المركزة أو تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، مما يعني فشل محاولة الحقن المجهري. كذلك ينبغي تحقيق شرط الأمان بالنسبة للجنين، فقديمًا كان ينقل من 3- 4 أجنة في المرة الواحدة لزرعها في الرحم، ولكن أثبتت الأبحاث الحديثة أن الحمل في 3 أجنة في المرة الواحدة قد يؤدي إلى تعرض الأم لخطر الولادة المبكرة أو انفجار كيس السائل الأمنيوسي (كيس الحمل) المحيط بالجنين، كذلك قد يؤثر على مستوى ذكاء الأطفال وهذا يعد ضد معايير الأمان وضد شروط نجاح الحقن المجهري.
ثالثًا: جودة المركز
تؤكد الدكتورة إيمان على أهمية أن يكون المركز الذي سوف تجرى به عملية الحقن المجهري مركز مختص ويطبق معايير الجودة في كافة الإجراءات، لأنها أحد الأركان الأساسية لنجاح الحقن المجهري، مثال لذلك توفير المعمل كافة الاحتياطات اللازمة لنجاح إخصاب أكبر عدد من البويضات وتكوين أجنة على قدر عالي من الجودة، كذلك توفير تقنية الفحص الوراثي للأجنة لأهميتها في حالات إصابة أحد أفراد العائلة بواحد من الأمراض الوراثية.
رابعًا: تكلفة العملية
تشير الدكتورة إيمان إلى أهمية التخلي عن إجراء بعض الخطوات أو الإجراءات التي لم يثبت جدواها في رفع نسب نجاح عملية الحقن المجهري، من أجل تخفيض التكلفة الإجمالية للعملية، ومثال لتلك الإجراءات الآتي: المنظار الرحمي قبل أول محاولة للحقن المجهري.
- عمل فحص وراثي لكل الحالات، حيث ينبغي أن يقتصر إجراؤه على حالات معينة مثل، انتشار الأمراض الوراثية في العائلة.
- اختبار ERA test) Endometrial Receptivity Array)، وهو فحص جيني لعينة من بطانة الرحم قبل زرع الأجنة.
- تضيف الدكتورة إيمان أنه ينبغي توجيه التكاليف المادية إلى بعض الإجراءات التي ثبت جدواها لنجاح العملية، مثل توفير البيئات (الميديا) المناسبة لزراعة الأجنة ونموها.
تنهي الدكتورة إيمان الجندي -استشاري علاج العقم، وأستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الزقازيق، والحاصلة على دكتوراة علاج العقم من جامعة ماسترخت في هولندا- حديثها عن شروط نجاح الحقن المجهري ملخصةً لها في 3 نقاط هامة تشمل الحمل التراكمي وتحقيق الأمان للجميع وتخفيض التكاليف المادية.
لا تدعي الزمن يسرق حلم الأمومة لا تترددي في الخضوع لعملية الحقن المجهري، فعمر المرأة أح أهم عوامل نجاح الحقن المجهري، إذ تزيد فرص النجاح في السيدات اللاتي تقل أعمارهن عن 35 عامًا. لمزيد من المعلومات الطبية، زوروا منصتنا الطبية "ميديكازون" لمشاهدة المزيد من الفيديوهات المصورة بكافة المجالات الطبية.إقرا أيضًا
ماذا أفعل بعد فشل الحقن المجهري؟