كيف أتعامل مع عيوب الناس؟ هل من المفترض أن أسعى إلى تغييرها بشتى الطرق؟... من الصعب أن يتمكن كل شخص من رؤية الأمر بعين أخيه، لهذا تنشأ الخلافات بين الأفراد وتكثر الصراعات، ويجد البعض مشكلة في التعامل مع عيوب الآخرين، نظرًا لتمسك كل فرد بمعتقداته الشخصية.
لماذا ينبغي تقبل عيوب الآخر؟ أليس من المفترض أن نعمل على تعديل تصرفاته حتى يسمو المجتمع؟ يحدثنا الاخصائي أحمد الهلالي -الاستشاري النفسي والأسري- عن هذا الموضوع، ويعلمنا كيفية التعامل مع عيوب الناس.
هل ينبغي أن أسعى لتعديل صفات من أَُحِب؟
يقول الاخصائي أحمد الهلالي: "إنّ الحب ينشأ من تقبلنا الجانب المظلم (Dark Side) في حياة الآخرين، إذ ينبغي أن يتقبل المرء الصفات الجميلة والسيئة لمحبوبه".
ويعلل الاخصائي أحمد هذا الأمر بأن البشر ليسوا كالثياب يمكن "تفصيلهم" حسب المزاج، ولا تشترط المحبة السعي إلى تغيير سلوك الابن أو الزوجة بما يُسبب إيلامهم وإيذائهم نفسيًا.
بالطبع يمكن للمرء أن يختار من يحب، لكن لا ينبغي السماح لذلك الفرد بإيذاء من يحب -بعد ذلك- نفسيًا بأي طريقة، لهذا فأن شعور الفرد برغبة شديدة في تغيير الآخرين جبرًا، وعدم قدرته على السيطرة على نفسه ما يُسبب أذى من حوله، يستدعيان زيارة مختص نفسي في الحال.
ويختتم الاخصائي أحمد الهلالي -الاستشاري النفسي والأسري- حديثه عن تقبل عيوب الناس متسائلًا: ما الضرر من عدم تقبل عيوب الناس؟
أنا أحبه… فما المشكلة في محاولة تحسين صفاته؟
كما ذكر الاخصائي أحمد: "لا تشترط المحبة جبر الآخرين على تغيير سلوكهم، وإنما تنبع المحبة من تقبل الطرف الآخر بكل ما يحمله من صفات سيئة وجميلة، وهو ما يمنع نشوء الخلافات".
إن الإنسان السوي لا يستمتع بسيطرة الآخرين عليه، فهو يُفَضِل الشعور بالحرية في اختياراته وتصرفاته، لهذا إن شعر بأن أحدهم يحاول فرض سيطرته عليه ويرغب في تغيير سلوكياته وآرائه بالقوة، فهو يبدأ في اتخاذ موقفًا لرفض ما يحدث، وغالبًا ما يكون موقفه عنيفًا.
كيف أتقبل عيوب الآخرين دون إيذائهم؟
حتى تتقبل عيوب الناس عليك باتباع النصائح التالية:
يمكنك في البداية محاولة الشعور بمشاعر الآخرين. افترض أن أحدهم يحاول إجبارك على تصرف ما معتاد على فعله كل صباح، ثم تخيل ردة فعلك على هذا الأمر.
الانتقاد المستمر لا يصلح الأمور، عليك إدراك هذا الأمر جيدًا، وعدم افتراض أن الفرد الآخر يقصد الاستمرار في فعل هذا السلوك ليثير غضبك.
-
التخلص من العيوب ليس سهلًا
تخيل أنك تشرب كل يوم 5 أكواب من القهوة وطلب منك أحدهم التوقف تمامًا عن فعل ذلك، بماذا سوف تشعر في اليوم التالي عندما تمتنع تمامًا؟ سوف تشعر بعدم القدرة على التركيز، كما ستعاني أعراضًا أخرى جسدية، لهذا سوف تعود لشرب القهوة مجددًا.
هذا هو ما يحدث عند محاولة تغيير صفات الشخص الآخر وإجباره على تغيير سلوكياته السيئة بين يوم وليلة، فالتخلص من العيوب ليس أمرًا سهلًا، لهذا قد لا يستجيب الطرف الآخر لانتقاداتك المستمرة، وقد يتغافل عنها أيضًا.
النصيحة في العلن كالفضيحة، لذا توقف عن نُصح الطرف الآخر على مرأى ومسمع من الآخرين، ولا تحكي عن الخلافات بينكم للآخرين.
-
ابحث عن عيوبك وتغافل عن عيوب الناس
لا يخلو أي إنسان من العيوب، لذا حاول الانشغال بإصلاح عيوبك، وتعلم التغافل عن عيوب الآخرين قدر المستطاع.
يُقدم مركز الاخصائي أحمد الهلالي كافة الاستشارات النفسية والأسرية لعيش حياة أفضل، يُمكنكم حجز موعد عبر الاتصال بالأرقام المتاحة في موقعنا.
موقع
ميديكازون أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي تضم نخبة من أكبر وأكفأ الأطباء في الوطن العرب في مختلف التخصصات. يمكن ترك استفسارك في التعليقات وسوف نعمل جاهدين على توفير إجابة علمية سليمة على لسان أطبائنا المميزين.
اقرا ايضاً
1-
الزوجة العنيدة | كيف تتعامل مع الزوجة العنيدة ؟ | الاخصائي النفسي احمد الهلالي
2-
كيف ينشأ الاضطراب النفسي بداخلك دون ان تشعر
3-
اهمية الذهاب للطبيب النفسي