التشوهات الخلقية أولى المخاطر التي يواجهها الأطفال في أثناء تكوينهم بالرحم، منها ما قد يظهر في الفحص الطبي بالسونار، ومنها ما لا يمكن اكتشافه حتى بعد الولادة، إلى أن يتقدم الطفل بالعمر.
ويُعد تآكل رأس عظمة الفخذ الخلقي وعدم تناسقه مع الحق الحرقفي خير مثال على تشوهات العظام الخلقية، التي لا تُكتشف إلا بعد مرور سنوات من الولادة.
في السطور التالية يُحدثنا الدكتور أسامة عبد الحميد -استشاري أول جراحة العظام و المفاصل الصناعية- عن أشهر أسباب تآكل رؤوس عظام الفخذ الخلقية والمكتسبة، ووسائل علاجها المختلفة.
أسباب تآكل رؤوس عظام الفخذ الخلقية وآثارها السلبية
يبدأ الدكتور أسامة الفيديو بالحديث عن الحالات التي تُعاني تآكل رؤوس عظام الفخذ الخلقية، الناتجة عن تشوه وخلل في نمو عظام الطفل داخل رحم الأم، ووضح أن الأطباء لم يستطيعوا تشخيص السبب الرئيسي لإصابة بعض الأطفال بهذه الحالة، وأكد على أنها مشكلة تؤثر في حركة الطفل في المستقبل.
هل التشوهات الخلقية السبب الوحيد لتآكل عظام الفخذ؟
لا تقتصر أسباب الإصابة بتآكل رؤوس عظام الفخذ على التشوهات الخلقية فحسب، بل تشمل عوامل خطر أخرى أدت إلى إصابة عديد من الأشخاص خلال مراحل لاحقة من حياتهم، ومن تلك الأسباب:
- الحوادث الكبرى، مثل الحوادث المرورية التي تؤدي إلى اصطدام مفصل الفخذ بجسم صلب أو حاد، مما يُعرض عظام المفصل للكسر والتهشم.
- الاصطدامات المباشرة بين ممارسي الرياضات العنيفة، والتي قد تتسبب في خلع مفصل الفخذ، أو كسر عظامه.
- نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم، أهمها الكالسيوم الذي يدعم العظام ويُعزز صلابتها وقوتها.
- اختلال نسبة النيتروجين والأكسجين في الجسم، وهي حالة مرضية تُصيب فئة محددة، على رأسهم الغواصين والعاملين في أعماق البحار والمحيطات.
- قصور الدورة الدموية في رأس عظمة الفخذ، وهي من الحالات المرضية المنتشرة مؤخرًا -خاصةً بعد أزمة وباء كورونا- نتيجة الخضوع للعلاج بالكورتيزون، وهو أحد الأدوية التي تؤثر في الدورة الدموية في الجسم بالسلب.
وسائل علاج تآكل رؤوس عظام الفخذ الخلقي
- يُعد العلاج التحفظي الوسيلة الأساسية التي يلجأ إليها أطباء العظام من أجل علاج حالات تآكل عظام الفخذ، ويهدف إلى عدم تطور الحالة ومنع المفصل من التآكل في مراحل مبكرة من العمر.
- في بعض الحالات لا يكفي العلاج التحفظي في تخفيف آلام المفصل، بالتالي يضطر الأطباء إلى تغيير مفصل الحوض بالكامل في حال تدهور الحالة وتآكل المفصل بالكامل، أو إجراء عملية تثقيب المفصل لتحسين الدورة الدموية، وإمداد عظام مفصل الحوض -ورأس عظمة الفخذ تحديدًا- بالدم المُحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية.
بذكر طرق علاج رأس عظمة الفخذ أنهى الدكتور أسامة عبد الحميد الفيديو. ونستكمل سطور هذا المقال في الحديث عن أعراض الإصابة.
أعراض تآكل رأس عظمة الفخذ
يصيب تآكل رأس عظمة الورك الأطفال والبالغين، وتختلف أعراضه حسب تطور الحالة، وتشتمل أعراضه على ما يلي:
- محدودية نطاق حركة المفصل، وفقدان المُصاب قدرته على تحريك ساقه بحرية في الاتجاهات المُختلفة.
- الشعور بالألم الشديد عند الحركة وزيادة المجهود البدني.
- العرج في بعض الأحيان، وهي ظاهرة مرتبطة بتيبس المفصل ومحدودية حركته.
من المؤسف قول إن آلام تآكل رؤوس عظام الفخذ ليست بالآلام البسيطة التي يمكن التعايش معها، وقد تعرقل المُصاب عن أداء أبسط مهامه اليومية، لذا ينبغي استشارة الطبيب المختص في أسرع وقت.
لا تنس التعرض لأشعة الشمس مدة نصف ساعة يوميًا
قد لا نستطيع الوقاية من أسباب تآكل رأس عظمة الفخذ الخلقية، ولكن لا تزال أمامنا فرصة للوقاية من أسباب الإصابة المُحتملة طوال سنوات العمر، وذلك عن طريق التأكد من حصول الجسم على كمية مناسبة من فيتامين (د) بالتعرض لأشعة الشمس يوميًا، لتحفيز امتصاص الكالسيوم في العظام.
منصة ميديكا زون هي أول منصة طبية في الوطن العربي هدفها الأساسي نشر الوعي الطبي بين جمهور الناس، ومُساعدتهم على حماية أنفسهم من الإصابة بالأمراض المختلفة والإصابات الخطيرة، عن طريق نشر مجموعة من الفيديوهات القصيرة المُقدمة من قبل نخبة من أفضل الأطباء في مختلف التخصصات الطبية.