يؤثر فقدان الشعر وتساقطه سلبًا في مظهر الشخص وثقته بنفسه. مؤخرًا تطورت تقنيات عدة تهدف إلى استعادة المظهر الطبيعي للشعر، منها زراعة الشعر الصناعي، التي تعتمد على غرس ألياف صناعية تشبه الشعر الطبيعي في الملمس والمظهر.
في هذا الفيديو يوضح
الدكتور أحمد مكاوي -استشاري
جراحات التجميل وزراعة الشعر الطبيعي- تفاصيل بعض التقنيات الصناعية البديلة لزراعة الشعر الطبيعي، مع سرد عيوب هذه البدائل، وآثارها الضارة في فروة الرأس.
بدائل زراعة الشعر الطبيعي
"لا يمكن مقارنة نتائج زراعة الشعر الطبيعي بالبدائل المنتشرة لتغطية فروة الرأس"، هكذا بدأ الدكتور أحمد الفيديو، موضحًا أهم هذه البدائل:
تركيب الشعر المستعار
إجراء يتطلب اتباع خطوات دورية لضمان بقاء الشعر ثابتًا أطول فترة ممكنة.
زراعة الشعر الصناعي بيوفايبر
تسبب زراعة هذا النوع من الشعر مشكلات صحية عدة، مثل الإصابة بالعدوى والالتهابات، ما يؤدي إلى تَكُوُن الخراريج والصديد، ونقص وصول الإمداد الدموي إلى مناطق الزراعة، وهي العوامل التي تحد من إمكانية نجاح زراعة الشعر الطبيعي مستقبلًا.
في نهاية الفيديو يوصي الدكتور أحمد بتجنب زراعة الشعر الصناعي نظرًا لأضراره، والاكتفاء بتغطية الجزء الخالي من الشعر بالرأس باستخدام الشعر المستعار أو القبعات.
فيما يلي نسرد لكم أبرز المعلومات عن تقنية زرع الألياف الصناعية التي تتضمن مميزاتها وعيوبها، مع الإجابة عن بعض الاستفسارات المتعلقة بهذا الموضوع.
ماذا نعني بـ زراعة شعر صناعي؟
زراعة الشعر الصناعي عملية تجميلية تعتمد على استخدام ألياف غير طبيعية، تتنوع في ألوانها وكثافتها وأطوالها، لتناسب جميع الاحتياجات، دون الحاجة إلى اقتطاف الشعر الطبيعي من المناطق المانحة في فروة الرأس.
توفر هذه التقنية مظهرًا وملمسًا طبيعيًا للشعر، إضافة إلى تقديم نتيجة أسرع مقارنة بالزراعة الطبيعية للشعر، إلا أن لها -كما ذكر الدكتور أحمد مكاوي- بعض العيوب التي سنستعرضها بمزيد من التفصيل.
طريقة تركيب الشعر الصناعي
تتضمن تقنية زراعة الألياف الصناعية في فروة الرأس مرحلتين رئيسيتين:
تقييم فروة الرأس
يفحص الطبيب فروة الرأس من أجل تحديد مدى قابليتها لتحمل الألياف الصناعية عبر إجراء اختبار الحساسية، الذي يتضمن زراعة 100 خصلة صناعية ومن ثم ملاحظة النتائج خلال الشهر الأول (أي مدى تَقَبُل فروة الرأس للألياف المزروعة).
زراعة الألياف الصناعية
يزرع الطبيب شعيرات مصنوعة من "النايلون" أو "بولي بروبلين" أو "بولي أميد" في مواضع أكثر عمقًا مقارنة بغرسات الزراعة الطبيعية، وذلك من خلال هذه الخطوات:
- تحديد أماكن زراعة الألياف في فروة الرأس.
- تخدير فروة الرأس موضعيًا للحد من الشعور بالألم في أثناء إجراء العملية.
- صُنْع شقوق دقيقة في فروة الرأس باستخدام أدوات طبية مخصصة.
- زرع الألياف الصناعية واحدة تلو الأخرى أو فرديًا باستخدام أداة مخصصة تشبه القلم أو الخطاف.
- تعقيم فروة الرأس لمنع الإصابة بالعدوى والالتهابات.
- التزام تعليمات الطبيب بتناول الأدوية الموصوفة، وتجنب استخدام الصبغات والكريمات.
الآثار الجانبية لـ "زراعة الشعر الصناعي"
يمكن أن تسبب زراعة الألياف الصناعية بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، مثل:
- العدوى الناتجة من زراعة الألياف غير المعقمة بطريقة صحيحة، كذلك استخدام أدوات غير معقمة.
- الندوب الناتجة من الشقوق الصغيرة التي يصنعها الطبيب في أثناء الإجراء.
- الصداع.
- تلف الشعر الطبيعي الذي يحيط بالشعر الصناعي، ما يؤدي إلى مزيد من تساقط الشعر نتيجة ضعف الإمداد الدموي.
- زيادة حساسية فروة الرأس للّمس بعد عملية الزراعة.
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان في بعض الحالات النادرة.
أسباب زراعة الألياف الصناعية
قد يختار الطبيب إجراء عملية زراعة الشعر الصناعي في الحالات التالية:
تساقط الشعر الكثيف أو الصلع
توفر زراعة الألياف الصناعية حلًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من الشعر الخفيف جدًا، أو الصلع الناتج من الإصابة ببعض الأمراض، مثل الثعلبة الرجعية، التي تسبب صلعًا يمتد إلى الجزء الخلفي من الرأس.
نقص الشعر في المناطق المانحة
تعتمد زراعة الشعر التقليدية على وجود كميات كافية من البصيلات في جانبي الرأس ومؤخرتها، ما يزيد صعوبة زراعة الشعر الطبيعي، فيلجأ جراح التجميل إلى زراعة الشعر الصناعي.
الرغبة في الحصول على نتائج فورية
يلجأ جراح التجميل إلى زراعة الشعر الصناعي -أيضًا- في حال رغب العميل في الحصول على نتيجة فورية؛ تستدعي زراعة الشعر الطبيعي الانتظار مدة قد تصل إلى 18 شهرًا للحصول على أفضل النتائج.
مميزات زرع الشعر الصناعي
لكل إجراء طبي مجموعة من المزايا والعيوب، وتتميز تقنية زراعة الشعر الصناعي بالآتي:
- الحصول على نتائج فورية بعد الإجراء مباشرة، في صورة فروة رأس كثيفة ممتلئة بالشعر.
- إمكانية خضوع الأشخاص الذين يعانون من الصلع الكامل لهذا الإجراء، دون الحاجة إلى وجود بصيلات شعر في المناطق المانحة.
- قِصَر وقت الإجراء مقارنة بمدة عملية زرع الشعر الطبيعي؛ يستطيع جراح تجميل زراعة 600 غرسة صناعية في الساعة الواحدة، لذلك لا تحتاج العملية سوى جلسة واحدة.
- يمكن زراعة خصل الشعر الصناعي في أي عمر.
- التكلفة المنخفضة نسبيًا مقارنة بزراعة الشعر التقليدي.
تجربتي مع زراعة الشعر الصناعي | العيوب
من أهم العيوب المرتبطة بزراعة الشعر الصناعي ما يلي:
- لا يمكن أن تدوم زراعة الشعر الصناعي للأبد، وهي بمثابة حل مؤقت. غالبًا ما تتساقط زرعة البيوفايبر كاملة بعد نحو 7 إلى 8 سنوات، فهي تتساقط بمعدل 10% سنويًا، ما يعني الحاجة إلى إجراء العملية مرة أخرى.
- معاناة حساسية تجاه الألياف الصناعية، ما يعني رفض الجهاز المناعي هذه المواد الغريبة عن الجسم، وتظهر أعراض هذا الرفض في صورة الشعور بالحكة، ومعاناة الالتهاب والتورم.
- احتمالية معاناة أمراض فروة الرأس، مثل الثعلبة، وأمراض المناعة الذاتية، مثل فيروس الإيدز.
- المظهر غير الطبيعي: رغم تقدم تقنيات صناعة الألياف المستخدمة في عملية الزرع، لا يظهر الشعر بمظهر طبيعي بعد الإجراء.
- استبدال الألياف الصناعية في حال تساقطها.
- زيادة فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية الناتجة من عُمق غرسات الشعر.
- طول مدة التعافي: يستغرق ثبات الألياف الصناعية ما بين 20 و30 يوم، وهي مدة طويلة نسبيًا لتجنب لمس الشعر وغسله وتمشيطه.
زراعة الشعر الطبيعي أم الصناعي
ينصح جراحو التجميل بالخضوع لعملية زراعة الشعر الطبيعي في حال امتلكت فروة الرأس المقومات المناسبة، لتجنب الأضرار الخاصة بزراعة الشعر الصناعي (بايوفايبر). وتتميز عملية زراعة الشعر الطبيعي بما يلي:
- خيار آمن لا يسبب أي ردود فعل تحسسية.
- حل دائم لا يحتاج إلى إعادة غرس البصيلات.
- لا تسبب تقنيات زراعة الشعر الحديثة ندوبًا واضحة (لا تتطلب العملية صُنع شقوق جراحية).
- إضفاء مظهر طبيعي تمامًا للشعر.
أسئلة شائعة عن زراعة الشعر الصناعي
ما النصائح الواجب اتباعها بعد زراعة الشعر الصناعي بيوفايبر؟
بعد انتهاء الإجراء مباشرة، يصف الطبيب نوع من المضادات الحيوية الموضعية والأقراص مدة 5 إلى 6 أيام، وينصح باتباع بعض الخطوات:
- التعامل مع الشعر بحذر، وتجنب لمسه أو غسله أو تمشيطه مدة أسبوع على الأقل.
- يمكن البدء بتمشيط الشعر باستخدام فرشاة ذات أسنان ناعمة، وغسل فروة الرأس برفق شديد بعد مرور الأسبوع الأول من الزراعة.
هل تكرار زراعة الشعر الصناعي ضار؟
قد يسبب تكرار زرع الألياف الصناعية في فروة الرأس تهيجًا والتهابًا، أو الإصابة بعدوى في فروة الرأس.
في الأخير نؤكد أن قرار اختيار عملية الزراعة المناسبة يستدعي استشارة جراح التجميل المتخصص، الذي سيختار الإجراء الأنسب لحالتك.
إقرأ أيضًا: