نفهم جميعًا دور الجهاز المناعي في الدفاع عن الجسم ضد أي جسم غريبٍ يهاجمه، لكن في حالة الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية يبدأ الجسم في إيذاء نفسه بنفسه، مما يُلحق الضرر بأجهزته المختلفة ويهدم حصونه المناعية واحدًا تلو الآخر، ومن ثم تصير الإصابة بأي عدوى أكثر حدة وأشد خطورة.
وفي هذا الشأن يتساءل الكثير ممن يعانون هذه الأمراض وقد فقدوا أسنانهم في ذات الوقت عن إمكانية زراعة الأسنان لأصحاب الأمراض المناعية، دون أن تفشل العملية أو يتعرضوا لمضاعفات خطيرة تزيد حالتهم الصحية سوءًا. الإجابة لدى الدكتور محمد حمدي أخصائي طب وجراحة الأسنان بمركز آلتي كير.
هل يمكن زراعة الأسنان لأصحاب الأمراض المناعية؟
يجيب عن هذا التساؤل الدكتور محمد حمدي خلال الفيديو قائلًا: "نعم، يمكن للمصابين بأمراض المناعة الذاتية الاستعاضة عن أسنانهم المفقودة من خلال إجراء
زراعة الأسنان، شرط ألا يكون المرض يؤثر سلبًا في صحة العظام".
وقد أوضح الدكتور أن السبب في ذلك يرجع إلى طبيعة الأدوية التي توصف لهذه الحالات، إذ تنطوي عادةً على مواد فعالة لتصحيح وضعية العظام المتأثرة بالمشكلة المناعية وتقويتها، لكنها من جهة أخرى تؤثر سلبًا في عملية التئام عظام الفك بعد زراعة الأسنان مما يؤدي إلى فشل زراعة الأسنان.
وختم الدكتور
محمد حمدي حديثه في الفيديو بذكر مادة البسفسفونات كمثال على نوعية العلاجات المذكورة، ولمزيد من المعلومات حول زراعة الأسنان لمصابي الأمراض المناعية والمضاعفات المحتملة تابع قراءة المقال.
ما هي الأمراض المناعية التي تسلب العظام قوتها؟
هناك مجموعة من الأمراض المناعية التي تؤثر سلبًا في صحة العظام سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة مما يُعيق نجاح عملية زراعة الأسنان، وفيما يلي بعض الأمثلة عليها:
- التهاب المفاصل أو الفقرات الروماتويدي.
- الذئبة الحمراء.
- السكري من النوع الأول.
- التهاب المفاصل الصدفي.
- داء بهجت، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب تقرحات في الفم والأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى التهاب المفاصل والجلد.
هل زراعة الأسنان لأصحاب الأمراض المناعية آمنة؟
بصورة عامة تُعد زراعة الأسنان خيارًا آمنًا وفعالًا للراغبين في الحصول على ابتسامة مشرقة بصفة دائمة، بمن فيهم أولئك الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
وكسائر التدخلات الجراحية هناك بعض المضاعفات المحتملة التي ينبغي أن يكون مريض المناعة على علم بها، وهي:
- الإصابة بالعدوى: إذ يكون المصابون بأمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة من غيرهم لمشكلة العدوى، وذلك لتناولهم مثبطات مناعية، ومن ثم تظهر الأعراض والمضاعفات بصورة أكثر شراسة وقد تتفاقم سريعًا مشكِّلةً خطرًا على صحتهم.
- تلف أحد الأعصاب أو الأوعية الدموية المغذية للجزء الذي أجريت فيه زراعة الأسنان، مما قد يسبب نزيفًا يصعب السيطرة عليه.
وقد يحدث في بعض الحالات أن يرفض الجهاز المناعي الزرعة الجديدة باعتبارها جسم غريب رغم ما يأخذه المريض من علاجات مثبطة له، ومن ثم يلتهب النسيج المحيط بها وتنتهي عملية زراعة الأسنان بالفشل.
في النهاية، نؤكد أن اختيار الطبيب ذي الخبرة والكفاءة يٌعد أحد أهم عوامل نجاح زراعة الأسنان لأصحاب الأمراض المناعية، فهو الذي يقيّم حالتك تقييمًا شاملًا، ويحدد ما إذا كنت مرشحًا جيدًا لها، كما قد يوصي بإجراء بعض الفحوصات لمعرفة مدى قدرة جسمك على التئام الجروح ومكافحة العدوى.
احمي نفسك من مضاعفات زراعة الأسنان
إذا زرعت أسنانك في ظل الإصابة بأحد الأمراض المناعية، فاحرص على تنظيفها بالفرشاة والمعجون والخيط الطبي باستمرار بعد العملية ولا تتهاون في ذلك.
هل ترغب في معرفة تقنيات تجميل الأسنان الأخرى المناسبة لذوي الأمراض المناعية؟
تعرف إليها وإلى المزيد من المعلومات الطبية عن الأمراض المناعية وعلاقتها بصحة الأسنان من خلال منصة ميديكا زون، المنصة الأولى من نوعها التي تهتم بإثراء وعي القارئ
العربي بمحتوى طبي موثوق.
قد يهمك ايضًا