شهدت تقنيات زراعة الشعر تطورات ملحوظة، الأمر الذي أسهم في زيادة معدلات نجاح هذا النوع من العمليات التجميلية، وجعلها هذا التطور أكثر دقة وأمانًا للعملاء، وأدى إلى الحصول على نتائج مبهرة، فيظهر الشعر المزروع مماثلًا للشعر الطبيعي.
في هذا الفيديو يستعرض
الدكتور أحمد مكاوي -استشاري
جراحات التجميل وزراعة الشعر الطبيعي- أهم التطورات الطبية في تقنيات زراعة الشعر، والعوامل المؤثرة في نجاح هذا الإجراء أو فشله.
تطور تقنيات زراعة الشعر
يشير الدكتور أحمد إلى أن تقنيات زراعة الشعر شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال:
- تحولت عملية زراعة الشعر من تقنية "FUT" التي تتطلب إزالة شريحة من فروة الرأس جراحيًا (ما يؤدي إلى وجود ندبات جراحية) إلى تفنية "FUE" التي تعتمد على اقتطاف البصيلات مفردة.
- كانت الأدوات المستخدمة في عملية الاقتطاف قديمًا غير حادة "blunt"، وقد وُجد أن استخدام أدوات ذات مقدمة حادة "Sharp" يعطي نتائج أفضل.
- قُطْر الأداة المُسْتَخدمة في السنوات السابقة يسبب ندبات واضحة في موضع كل بصيلة، لكن مع التطور الطبي تم استخدام أدوات ذات قطر صغير يماثل الإبر الطبية، ما أسهم في الحد من تكون الندبات.
عوامل نجاح زراعة الشعر
يوضح الدكتور أحمد أن عملية زراعة الشعر تنقسم إلى مرحلتين رئيسيتين، هما: مرحلة اقتطاف البصيلات، ومرحلة زراعة الشعر.
وتحدد عوامل عدة مدى نجاح عملية زراعة الشعر. تتضمن هذه العوامل ما يلي:
- مرحلة اقتطاف بصيلات الشعر: ينبغي لجراح التجميل الحرص على استخلاص الشعرة والبصيلة سويًا دون إتلافها.
- مرحلة فرز الجرافت (يحتوي الجرافت المُسْتَخرَج على بصيلة شعر واحدة أو بصيلتين أو 3 بصيلات): يصنف الطاقم الطبي الشعر وفقًا لعدد البصيلات الموجودة في كل جرافت.
- حفظ بصيلات الشعر المقتطفة في محلول ملحي وتحت درجة حرارة محددة، فأي تلف في هذه الجرافت يعني فشل عملية الزراعة، إضافة لذلك أن البصيلات المستخلصة من المنطقة المانحة لا تعود للنمو مرة أخرى.
- كيفية زراعة الشعر: يهدف جراح التجميل إلى إعادة توزيع الشعر في فروة الرأس، ويفضل زراعة البصيلات المفردة في مقدمة الرأس (خط الشعر الأمامي)، تليها البصيلات المزدوجة، الأمر الذي يمنح العميل مظهرًا طبيعيًا للشعر.
إضافة للعوامل السابقة ينبغي التأكد من جودة التعقيم في جميع مراحل الزراعة، ففشل هذه الخطوة يعني فشل عملية زراعة الشعر بأكملها، لذا يفضل جراحو التجميل إجراء هذه العملية في مستشفى متخصص.
أنواع تقنيات زراعة الشعر المختلفة
تتضمن تقنيات زراعة الشعر المختلفة ما يلي:
زراعة الشعر بطريقة الشريحة "FUT"
من أقدم تقنيات زراعة الشعر المستخدمة، خلالها يزيل جراح التجميل شريط من أنسجة المنطقة المانحة بفروة الرأس، ويتراوح عرض هذا الشريط من 0.5 سم إلى 1.5 سم، وطوله من 5 إلى 30 سم.
تاليًا، يستخلص الجراح بصيلات الشعر من المنطقة المانحة، ثم يغرسها في المناطق التي تعاني الصلع بعد تحضيرها.
وأخيرًا، يغلق الطبيب موضع هذا الشريط جراحيًا، ما يؤدي إلى ترك آثار جراحية (ندبات)، وقد تسبب هذه الجراح معاناة الألم.
تسمح هذه التقنية بزراعة عدد كبير من البصيلات في جلسة واحدة، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بتقنيات زراعة الشعر الأخرى.
كيفية زراعة الشعر بتقنية FUT
تتضمن هذه الجراحة عدة خطوات:
- يحدد جراح التجميل المناطق المناسبة لاستخراج الشعر (المناطق المانحة).
- قبل الجراحة مباشرة، يقص الفريق الطبي شعر المنطقة المراد استخراج الشعر منها، ثم يُخَدِّر الطبيب المختص فروة الرأس موضعيًا لاستكمال العملية دون ألم.
- يزيل الطبيب شريطًا من فروة الرأس، ثم يستخلص الفريق الطبي بصيلات الشعر فرديًا (عملية تحضير الشعر).
- يزرع الطبيب بصيلات الشعر المجهزة في المناطق المستقبلة من فروة الرأس (التي تعاني الصلع).
- يغلق الطبيب الجروح الموجودة في فروة الرأس باستخدام غرز طبية، ويعقمها، ويطبق كريم مضاد حيوي، مع وضع ضمادات على مناطق الاستئصال.
تستغرق مدة هذه الجراحة ما بين 4 إلى 8 ساعات، وتظهر نتائجها النهائية ما بين 6 و9 أشهر، وفي بعض الحالات قد لا تظهر النتائج المرجوة قبل مرور عام كامل.
زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف "FUE"
يستخدم جراح التجميل أداة مخصصة تشبه القلم يتراوح حجم رأسها ما بين 0.7 إلى 1.2 ملم. تستخلص هذه الأداة بصيلة واحدة إلى 4 بصيلات في المرة الواحدة، ثم تُعاد زراعة هذه البصيلات -بعد تحضيرها- في المناطق التي تعاني الصلع.
لا تسبب هذه التقنية أي ندبات واضحة أو جروح عميقة، الأمر الذي يسهم في تعافي الشخص أسرع، مع ذلك قد تؤدي زراعة الشعر بتقنية "FUE" إلى معاناة الشخص بعض الآثار الجانبية، مثل الالتهابات.
ينمو الشعر المزروع بعد نحو 3 أو 4 أشهر بعد العملية، ومن المتوقع الحصول على النتيجة النهائية خلال 12 إلى 15 شهرًا.
تتطلب هذه العملية الخضوع إلى عدة جلسات، وتستمر الجلسة الواحدة ما بين ساعتين و4 ساعات، وقد تمتد مدة بعض الجلسات إلى 12 ساعة تقريبًا.
زراعة الشعر بتقنية "DHI"
واحدة من أحدث تقنيات زراعة الشعر، وهي نسخة معدلة من تقنية "FUE". يكمن الاختلاف في أن البصيلات المستخلصة من المنطقة المانحة يعيد جراح التجميل غرسها في فروة الرأس مباشرة بنفس الأداة دون الحاجة إلى تحضير هذه البصيلات، لذا يعد هذا الإجراء افضل تقنية لزراعة الشعر.
وتُعَد هذه التقنية من الإجراءات الآمنة التي لا تسبب معاناة الألم أو ظهور الندبات الجراحية، وتظهر نتائجها المرجوة بعد نحو عام إلى عام ونصف العام.
تقنية زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
من تقنيات زراعة الشعر المستحدثة التي ما زالت تحت الاختبار، وحتى الآن لم تحظ هذه التقنية بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA".
خلال هذه التقنية يستخرج الطبيب المختص الخلايا الجذعية (خلايا لديها القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا الموجودة بالجسم) من العميل، ويتم فصلها وتنقيتها معمليًا، ثم يحقن هذه الخلايا في المناطق التي تعاني من الصلع في فروة الرأس.
يجري الطبيب هذا النوع من زراعة الشعر تحت التخدير الموضعي، وهي عملية لا تسبب جروح أو ندبات، إلا أنها قد تؤدي إلى معاناة الألم الذي ينتهي خلال أسبوع.
ختامًا لا بد ذكر أن اختيار تقنية زراعة الشعر المناسبة قرار يتطلب خبرة وتقييم دقيق من قبل الطبيب المختص تبعًا لاحتياجات كل عميل، ومع التطورات المستمرة في هذا المجال، أصبح من الممكن الحصول على نتائج طبيعية ودائمة.
تعرفوا إلى كل ما يهم عن زراعة الشعر الطبيعي وتقنياته المختلفة من خلال
مشاهدة مقاطع الفيديو الطبي عبر
منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي، التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً