تحمل الشرايين الأكسجين والمواد الغذائية من القلب إلى باقي أعضاء الجسم، وينتج مرض تصلب الشرايين من تراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم، التي تُكَوِن ترسبات تسبب بمرور الوقت ضيق الشرايين الموجودة في كافة أنحاء الجسد، مثل القلب والساقين والدماغ والكليتين، بذلك تنخفض كمية الدم التي تصل إلى مختلف الأعضاء والأنسجة.
السؤال الآن: هل يعد مرض تصلب الشرايين مرضًا وراثيًا أم لا؟ يجيب الأستاذ
الدكتور أسامة عباس -أستاذ جراحة القلب المفتوح والمنظار- عن هذا السؤال خلال الفيديو.
هل أمراض تصلب الشرايين وراثية؟
لا يُعَد مرض تصلب الشرايين مرضًا وراثيًا في حد ذاته، فلا تعني إصابة الأب أو الأم أو أي فرد من أفراد العائلة بهذا المرض بأن الشخص سيصاب به بالضرورة مستقبلًا، لكنه قد يعني وجود استعداد جيني ووراثي يرتبط بزيادة نسبة الدهون مع التقدم في العمر.
بناءً على ذلك يجب أخذ الحيطة والحذر في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، وينصح الدكتور أسامة بضرورة اتباع الخطوات التالية لتجنب مواجهة هذه المشكلة:
- المتابعة مع الطبيب المختص، وإجراء تحاليل نسبة الدهون والكوليسترول بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون وفقًا لإرشادات الطبيب، مع الحرص على ممارسة التمارين الرياضية.
- إذا لم تنخفض نسبة الدهون فقد يصف الطبيب -في هذه الحالة- بعض الأدوية لضبط معدلها بالجسم.
- مراقبة مستويات سكر الدم بانتظام في حالة معاناة داء السكري.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أسامة عباس، وفيما يلي نستكمل حديثنا عن أعراض تصلب الشرايين، وكيفية تشخيص هذا المرض، ووسائل علاجه.
ما أعراض تصلب الشرايين؟
لا يسبب تصلب الشرايين أي أعراض ملحوظة في مراحله الأولى، لكن غالبًا ما تظهر الأعراض عندما يصبح الشريان ضيقًا للغاية، وتتمثل هذه الأعراض في:
- ألم في الذراع، أو في الساق، أو في المكان الذي يقع به الشريان المسدود.
- تقلص الأرداف في أثناء المشي.
- ضعف عضلات الساقين نتيجة ضعف سريان الدورة الدموية.
- فقدان الوظيفة الحركية أو الحسية في جانب واحد من الجسم إذا أثر تصلب الشرايين في الدورة الدموية التي تصل إلى المخ.
- ألم في الصدر أو الذبحة الصدرية.
- ضيق التنفس.
- التعب والإرهاق.
وقد يؤدي تصلب الشرايين إلى الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وهي حالات تتطلب سرعة التوجه لتلقي الرعاية الطبية، وأعراضها كالتالي:
أعراض النوبة القلبية
تشمل أعراض النوبة القلبية ما يلي:
- ألم في الظهر، والرقبة، والذراعين، والكتفين، والفك.
- ألم في الصدر.
- ضيق التنفس.
- التعرق.
- الغثيان.
- القيء.
- الدوخة.
أعراض السكتة الدماغية
تشمل أعراض السكتة الدماغية ما يلي:
- تنميل الوجه والأطراف.
- مشكلات الرؤية.
- صعوبة التحدث.
- فقدان التوازن.
- الصداع الشديد والمفاجئ.
كيف يمكن تشخيص تصلب الشرايين؟
خلال الفحص، يسأل الطبيب المريض عن تاريخه المرضي والعائلي، ثم يُجري الكشف الجسدي، ويراقب النبض، وقد يطلب أيضًا إجراء بعض الفحوصات الإضافية، مثل:
- فحص الدم، للتحقق من مستوى الكوليسترول.
- قياس النشاط الكهربائي للقلب.
- تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي، للحصول على صور مفصلة ودقيقة لهذه الأوعية.
- تصوير الأوعية القلبية بالأشعة السينية بعد حقن الشرايين بالصبغة، للبحث عن الانسدادات.
- اختبار الإجهاد، لمراقبة معدل ضربات القلب في أثناء الحركة على جهاز المشي أو باستخدام الدراجة الثابتة.
ما وسائل علاج مرض تصلب الشرايين؟
يوصي الطبيب بتناول الأطعمة قليلة الدهون لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وهي الخطوة الأولى لعلاج هذا المرض، وقد يلجأ الطبيب أيضًا للوسائل التالية:
- العلاج بالأدوية: قد يصف الطبيب -وفقًا لحالة المريض- نوع العلاج الذي يناسبه، مثل الأدوية الخافضة للكوليسترول، أو الأدوية الخافضة لضغط الدم، أو الأسبرين لمنع تخثر الدم.
- العلاج الجراحي: يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي في حال وجود انسداد شديد يُشَكِل خطورة على حياة المريض، ومن العمليات التي قد يجريها الطبيب: القسطرة، أو تركيب دعامة، أو أستئصال الرواسب الدهنية من الشريان جراحيًا.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض تصلب الشرايين؟
توجد عدة وسائل يُمكِن اتباعها للحد من خطر الإصابة بالمرض، مثل:
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة غير الصحية، وتلك الغنية بالكوليسترول أو الملح أو السكر قدر الإمكان.
- إضافة الأسماك إلى النظام الغذائي بمعدل وجبتين أسبوعيًا.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه، والخضراوات، والدواجن، والمكسرات، والبقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- الحفاظ على وزن صحي، خاصة المصابين بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم.
- المشي مسافات قصيرة مدة 30 دقيقة يوميًا.
- الإقلاع عن التدخين وكل منتجات التبغ بمختلف أنواعها.
يساعد التشخيص المبكر لـ مرض تصلب الشرايين على تجنب عديد المضاعفات المحتملة، لذلك يجب زيارة الطبيب المختص سنويًا عند معاناة أي من عوامل الخطر التي تؤدي إلى معاناة تصلب الشرايين، أو في حال امتلاك تاريخ عائلي يرتبط بالإصابة بذلك المرض.
يمكنكم التعرف إلى مزيد من المعلومات عن أمراض القلب وكيفية الوقاية منها عبر مشاهدة مقاطع الفيديو المتاحة في منصتنا الطبية المرئية "ميديكازون".
اقرا أيضاً
1-
انسلاخ الشريان الاورطي
2-
ما هو الصمام الأورطي؟ | اسباب ضيق الشريان الأورطي؟
3
تعرف على أحدث طرق علاج تمدد الشريان الأورطي