للدموع إيحاءات كثيرة، فقديمًا قالوا: "دموع التماسيح" وصفًا للنفاق وتلبس الفرد الطيبة في الظاهر عكس ما يبطن، ولعل هذا يتحقق على الصعيد النفسي.
لكن على الصعيد الطبي، فللدموع حديث آخر، فكثرتها إشارة إلى الحاجة للخضوع ل
عملية انسداد القناة الدمعية، ولعلنا أسلفنا ذكر كثير من معلوماتها في مقالات أخرى، لذا تناول الدكتور أحمد شفيق الريدي -أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة عين شمس- في هذا الفيديو الأمر من منظور مختلف ألا وهو الوضع الصحي للمريض بعد عملية تسليك القناة الدمعية.
هل تتحسن العين مباشرة بعد عملية تسليك القناة الدمعية؟
لا شك أن المرضى سيلاحظون تحسنًا في تصريف
القناة الدمعية بعد الخضوع للعملية، غير أن ذلك لا يعني اختفاء الأعراض دفعة واحدة وإنما تدريجيًا، فمثلًا تهدأ الالتهابات سريعًا عقب العملية بينما اختفاء التدميع فيستمر حتى نهاية فترة التعافي.
ويرجع الأمر إلى الخطوات التي أجريت خلال العملية، فرغم توسيع مجرى القناة بدعامة لا يزال الجسم لم يألف الوضع الجديد، ويتطلب ذلك بعضًا من الوقت.
كم تستغرق فترة التعافي بعد عملية تسليك القناة الدمعية؟
يخبرنا الدكتور أحمد شفيق أن مدة التعافي بعد عملية تسليك القناة الدمعية تستغرق أسابيع تحديدًا من 2 إلى 3 أسابيع، بعدها تختفي جميع أعراض المرض.
أفضل من يلاحظ نتائج عملية تسليك القناة الدمعية
ليس هناك شخص يلاحظ نتائج عملية تسليك القناة الدمعية بعدها مباشرة بكل وضوح أكثر ممن عانى انسدادًا شديدًا وإدماعًا غزيرًا، أما الباقين فيقول الدكتور أحمد شفيق أن تأثير العملية لديهم سيتضح في نهاية فترة التعافي.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد شفيق. لعل البعض قد نسي ما ذكرناه سابقًا عن القناة الدمعية ومتى تتطلب التدخل الجراحي، لذلك نعود خطوات للوراء لنعرفكم
كيف يحدث انسداد القناة الدمعية ويتطور إلى الحاجة لعملية جراحية؟
الدموع والقناة الدمعية كالماء والأنابيب
إفراز الدموع يستمر طوال اليوم، إذا فنحن بحاجة إلى مصرف لنتخلص من هذه الدموع بعد قيامها بوظيفتها، وهنا يأتي دور القناة الدمعية التي تعمل على التخلص من الدموع.
تبدأ هذه العملية من الغدة الدمعية التي تفرز الدموع في العين، وتقوم الجفون بتحريك هذه الدموع لتغطي كل أجزاء العين لتحميها من الجفاف والعدوى وتغذّيها، ثم تتجه الدموع بعد ذلك إلى الجفن السفلي حيث يوجد عدة ثقوب، وهي بداية نظام تصريف الدموع. تخرج الدموع من خلال هذه الثقوب لتصل إلى القناة الدمعية ومنها إلى الأنف، وتستمر هذه العملية طوال اليوم للحفاظ على صحة العين. لكن في بعض الحالات تنسد القناة الدمعية فتتراكم الدموع في العين.
متى يلجأ المريض لعملية تركيب دعامات قناة دمعية؟
يلجأ المريض لعملية
تركيب دعامات القناة الدمعية عندما خشية الطبيب من عودة انسداد القناة الدمعية مرة أخرى بعد تسليكها، ويوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي لانسداد القناة الدمعية ويمكن تقسيمها من حيث الأعمار إلى أسباب متعلقة بـ:
الأطفال وحديثي الولادة
أشهر سبب لانسداد القناة الدمعية هو العيوب الخلقية، إذ يولد بعض الأطفال مع مشكلة في القناة الدمعية، فقد لا يكتمل نموها، أو قد يتكون غشاء رقيق على بداية القناة الدمعية يمنع مرور الدموع من خلالها. في هذه الحالة يتدخل دكتور قناة دمعية لإجراء عملية تسليك القناة الدمعية أو إصلاح العيوب الخلقية، و تركيب دعامات القناة الدمعية للحفاظ على القناة الدمعية مفتوحة.
البالغين
عادة ما يُصاب البالغون بانسداد القناة الدمعية بسبب:
- التهاب العين أو التهاب بالقرب من العين، ويؤدي ذلك إلى تورم المنطقة المحيطة بالقناة الدمعية، ويزداد الضغط عليها مما يؤدي إلى انسدادها.
- إصابة العين أو الأنف، ويؤدي ذلك إلى حدوث خلل في مسار القناة الدمعية ويسبب انسدادها.
- ورم في العين أو بالقرب منها.
كبار السن
عند التقدم في العمر يُصاب بعض الأشخاص بضيق غير طبيعي في القناة الدمعية يؤدي إلى انسدادها، وفي هذه الحالة يضطر الطبيب لـ تركيب دعامات القناة الدمعية للحفاظ على استمرارية تصريف الدموع بصورة طبيعية.
أسباب أخرى
توجد بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى انسداد القناة الدمعية في مختلف الأعمار، مثل:
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي قد يؤدي إلى انسداد أو تلف القناة الدمعية بمرور الوقت.
- الزوائد الأنفية.
- التهاب الملتحمة والالتهابات الفيروسية.
- عيوب خلقية، مثل انحراف الحاجز الأنفي.
كيفية إجراء عملية تركيب دعامات القناة الدمعية
إذا كانت الحالة بسيطة فإن الطبيب لا يلجأ للتدخل الجراحي ويكتفي بتوجيه بعض النصائح للمريض، مثل تنظيف الجفون، ووضع كمادات مياه دافئة عليها، ووضع الكريمات المضادة للتورم والالتهاب. في حالة فشل العلاج السابق، أو في الحالات الخطيرة يلجأ الطبيب لإجراء عملية تركيب دعامات القناة الدمعية، وذلك عن طريق إنشاء مسار جديد للدموع بين الكيس الدمعي والأنف لتجاوز منطقة الانسداد، ثم تركيب دعامات في المسار الجديد لإبقائه مفتوحًا لمدة 3 إلى 4 أشهر أثناء فترة التعافي، وتبلغ نسبة نجاح هذه العملية نحو 90% تقريبًا.
مرحلة التعافي بعد عملية تركيب دعامات القناة الدمعية
غالبًا ما تتحسن حالة المريض وتختفي مشكلة تدميع العين المفرط خلال الأسبوع الأول التالي للجراحة، ولكنه قد يشعر ببعض الألم في منطقة العين، وهو عَرض معتاد وطبيعي يختفي تدريجيًا مع مرور الوقت والتئام الأنسجة. وخلال أول أسبوعين من فترة التعافي، ينبغي للمريض تجنُب حَمل الأوزان الثقيلة أو الانحناء إلى حين التئام أنسجة العين، وعليه بالالتزام التام بمواعيد استخدام قطرات العين المحتوية على المضادات الحيوية، وبخاخات المحلول الملحي المخصصة للأنف (إذا وصفها الطبيب). وبعد انتهاء مرحلة الاستشفاء والحصول على الرعاية الطبية اللازمة خلال تلك المدة، يزور المريض عيادة طبيب العيون بعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر -تقريبًا- بعد الجراحة من أجل إزالة الدعامات.
ما أضرار تأجيل قرار الخضوع لجراحة تركيب دعامات القناة الدمعية؟
في حال معاناة المريض مع أعراض انسداد القناة الدمعية بما تشتمل عليه من غزارة شديدة في إفراز الدموع، واحمرار العين، وعتامة الرؤية، وتورّم جفون العين، وتبيّن بعد الفحص من قِبَل طبيب العيون المختص ضرورة الخضوع لعملية تركيب دعامات قناة دمعية، ينبغي للمريض الامتثال لذلك القرار على الفور؛ فاستمرار انسداد القنوات الدمعية دون علاج يُعرض العين للعدوى والالتهابات المتكررة، فتراكم سوائل العين من العوامل التي توفّر وسطًا مثاليًا لنمو البكتيريا الضارة المسببة للالتهابات. في النهاية، تتعرض القناة الدمعية للكثير من المشاكل التي تؤدي إلى انسدادها، وينتج عن هذا الانسداد تراكم الدموع في العين مما يؤدي إلى التهابها. غالبًا ما تُعالج هذه المشكلة عن طريق عملية تسليك القناة الدمعية و تركيب دعامات القناة الدمعية لمنع انسدادها مرة أخرى.
موقع ميديكازون
أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي تضم نخبة من أكبر وأكفأ الأطباء في الوطن العربي في مختلف التخصصات. يمكن ترك استفسارك في التعليقات على
مواقع التواصل الإجتماعي وسوف نعمل جاهدين على توفير إجابة علمية سليمة على لسان أطبائنا المميزين.
قد يهمك ايضا