تظهر عادة مشكلة تقوس الساقين منذ فترة الطفولة بعدما يخطو الطفل أولى خطواته، وغالبًا ما تختفي لديهم عند بلوغ عمر السنتين دون علاج.
لكن الأمر -أسفًا- لا ينطبق على الجميع إذ تحتاج بعض أنواع تقوس الساقين إلى الحصول على علاج وإلا أثرت في حياة الفرد فيما بعد، والسؤال هنا ما هي الوسائل المتاحة لعلاج التقوس؟ هذا ما يوضح لنا
الدكتور أحمد مختار -استشاري جراحة المفاصل والمناظير ومدرس بكلية طب جامعة عين شمس- في فيديو اليوم.
كيف يحدد جراح العظام علاج التقوس في الساقين؟
بدأ الدكتور أحمد مختار حديثه في الفيديو بأن تقوس عظمة القصبة (Genu Varum) من الحالات الشائعة التي تصيب جميع الأعمار، إذ تظهر لدى الشباب فتتسبب في إعفائهم من تأدية الخدمة العسكرية، وكذلك تظهر بين الأطفال.
واستكمل حديثه بأن العلاج الفعال يلزم أن يُجرى في الوقت الصحيح، ويستطيع الجراح تحديد ذلك الوقت وكذلك طبيعة العلاج بعد عمل الآتي:
الاطلاع على التاريخ الصحي للمريض، ومتى بدأت شكواه.
إجراء الفحص البدني، لتحديد
أنواع تقوس الساقين وأسبابه هل التقوس جراء مشكلة في العظام أم الأربطة.
الاطلاع على نتائج الأشعة.
كيف يمكن علاج تقوس الساقين الناتج عن مشكلة في العظام؟
إذا تبين أن سبب تقوس الساقين مشكلة في العظام عالج الطبيب المشكلة من خلال عملية جراحية يصنع خلالها شقًا يسمح بإصلاح عظمة القصبة، ثم يثبتها بواسطة شريحة حتى يستطيع المريض الضغط على قدميه من اليوم الأول بعد الجراحة.
التطور الطبي غيّر الكثير في عمليات تقوس الساقين
يوضح الدكتور أحمد مختار بأن جراحات إصلاح تقوس الساقين تطورت بصورة ملحوظة عن قبل، فسابقًا كان المريض يُمنع من الضغط على قدميه لمدة ثلاثة أشهر بعد العملية، لكن مع تطور أنواع الشرائح وتوفر جلسات العلاج الطبيعي أصبح بالإمكان فعل ذلك منذ اليوم الأول.
لذلك اختتم الدكتور أحمد حديثه بنصيحة مهمة وجهها إلى مرضى تقوس الساقين هي ألا يتأخروا في العلاج خوفًا من العمليات الجراحية لأن الأمر صار بسيطًا ولكيلا يصابوا بالخشونة المبكرة.
ذكر الدكتور أحمد في الفيديو أن التاريخ الصحي للمريض مهم للعلاج، فأحيانًا قد يظهر الأمر منذ الطفولة ما يستدعينا إلى العودة قليلًا للوراء، والتعرف بشيء من التفصيل إلى الوضع الصحي الذي يفرضه هذا المرض على حياة الطفل.
ما الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بتقوس الساقين؟
يكون العرض الرئيسي ل
تقوس الساقين عند الأطفال هو عدم تلامس الركبتين في أثناء الوقوف وضم القدمين والكاحلين معًا، ومن الجدير بذكره أن التقوس لا يسبب أي ألم للأطفال أو يؤثر في قدرتهم على الزحف أو المشي أو الجري.
لكن الأمر لا يستمر على نفس المنوال، فمع تقدم عمر الطفل وبلوغه سن المراهقة دون الحصول على علاج يسبب تقوس الساقين ألمًا في مفصلي الركبة والورك، وصعوبة في المشي والجري وعدم استقرار المفصل، لذا ينبغي الحرص على عرض الطفل على استشاري عظام ومفاصل بمجرد ملاحظة أعراض التقوس عليه.
ما انواع تقوس الساقين التي تظهر على الأطفال؟
قبل الانخراط في انواع تقوس الساقين، لا بد أن تعلم أن ثمة اعوجاج طبيعي يصاحب جميع الأطفال بعد الولادة ويعود ذلك إلى وضعيتهم في الرحم ولا ينبغي أن يمثل ذلك أي قلق لدى الأم إذ سوف تختفي بعد فترة.
أما التقوس المرضي فيمكن تقسيمه إلى أنواع عديدة وفقًا لعوامل مختلفة، كما نوضح في السطور القادمة.
انواع تقوس الساقين وفقًا للسبب
يمكن تقسيم انواع تقوس الساقين عند الأطفال حسب السبب كما نوضح فيما يلي:
الكساح (لين العظام):
ينتج الكساح عن نقص الكالسيوم أو فيتامين (د)، مما يتسبب في ضعف ولين عظام الطفل، وقد يترتب على ذلك تقوس الساق.
مرض بلونت (Blount disease):
وهو مرض ينتج عن مشكلة في عظمة الساق، ويكون أكثر انتشارًا بين الأطفال الذين يعانون زيادة في الوزن أو الذين مشوا مبكرًا.
انواع تقوس الساقين حسب الشكل
أيضًا يُقسم التقوس حسب شكله إلى أنواع عدة، منها:
- تقوس الساقين للخارج، وفيه تتجه الركبة نحو الخارج.
- التقوس الداخلي، وهو النوع الأكثر انتشارًا بين الأطفال، وفيه تتجه الركبة نحو الخارج.
كيفية التفرقة بين انواع تقوس الساقين
يستطيع الطبيب التمييز بين انواع تقوس الساقين من خلال التالي:
التحاليل الطبية
تكون نتائج تحليل فيتامين (د) والكالسيوم والفوسفور طبيعية في حالة تقوس الساقين الطبيعي ومرض بلونت، أما في حالة الكساح فسوف يظهر بعض النقص في مستوى الفيتامينات.
الفحوصات التصويرية
يخضع الطفل المصاب للفحص بالأشعة السينية لتحديد نوع التقوس، وعادة ما تشتمل نتائجه على تقوس في كلا الساقين عند الإصابة بالتقوس الطبيعي أو الكساح، بينما في مرض بلونت فيظهر خلل في الجزء الداخلي من عظمة الساق فقط.
كيف يعالج تقوس الساقين للأطفال؟
ذكر الدكتور أحمد سابقًا بعض وسائل العلاج، وفي هذه الفقرة نستكمل باقي الوسائل. غالبًا ما يختفي تقوس الساقين عند الرضع والأطفال دون السنتين من تلقاء نفسه دون علاج، ومع ذلك يطلب الطبيب فحص الطفل كل 6 أشهر لمتابعة نمو العظام.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين (د).
- الحرص على تغذيتهم بصورة جيدة وعلى نحو صحي إذا كان سبب التقوس.
- استخدام الجبائر أو دعامات خاصة للساق في حالة الإصابة بمرض بلونت.
- وقد يوصي الطبيب بعملية جراحية إذا لم تُفلح العلاجات السابقة، وتتضمن العمليات الجراحية لتقوس الساقين تطبيق أحد الخيارات التالية:
- دعم نمو عظمة الساق: في هذا الإجراء يضع الجراح شريحة أو دعامة في ساق الطفل لتحفيز نمو الساق بصورة صحيحة وعلاج التقوس، ثم يزيلها فيما بعد بمجرد التحسن.
- كسر عظمة الساق: ولقد أشار إليه الدكتور أحمد سابقًا في الفيديو.
هل من الممكن حماية الطفل من الإصابة بتقوس الساقين؟
لا توجد طريقة يمكن بها منع إصابة الطفل بتقوس الساقين تمامًا، لكن يمكن خفض حدة الأمر عبر التركيز في
تغذية الطفل على الأطعمة الغنية بفيتامين (د) والكالسيوم مثل الحليب والزبادي وكافة منتجات الألبان الأخرى والبيض والموز.
وفي ختام مقالنا عن أنواع تقوس الساقين وعلاجه، ندعوكم إلى مشاهدة
المزيد من الفيديوهات التي يقدمها الدكتور أحمد مختار -استشاري جراحة المفاصل والمناظير ومدرس بكلية طب جامعة عين شمس- على
منصة ميديكا زون.
إقرأ أيضًا