تمثل عملية حقن الشبكية إحدى خطوات علاج أمراض الشبكية التي كثيرًا ما يلجأ إليها أطباء العيون، وتُجرى العملية عبر حَقْن مواد مختلفة في المنطقة الواقعة أمام الشبكية، واليوم نتساءل: كيف يختار الطبيب المادة المناسبة لعين المريض؟
ويشرح لنا
الدكتور محمد نصر الدين -ماجستير طب و
جراحة العيون من جامعة عين شمس- الخطوات التي يختار عبرها المادة المناسبة للحقن في العين لعلاج مشكلات الشبكية خلال هذا الفيديو القصير، الذي نذكر أهم ما جاء فيه خلال السطور القادمة.
علام يعتمد الطبيب لاختيار المادة المحقونة خلال عملية حقن الشبكية؟
تهدف عملية حقن العيون (حقن الشبكية) إلى
علاج مشكلة ارتشاح شبكية العين، خلالها يختار الطبيب مادة معينة مناسبة لعين المريض من بين مجموعة من المواد المختلفة بعد أن:
- يفحص العين فحصًا شاملًا.
- يتطلع على نتيجة الأشعة المقطعية على العين، التي تُظهر طبقات الشبكية المختلفة.
بناءًا على تلك الفحوصات يحدد دكتور محمد خطة العلاج الملائمة لمريض الارتشاح، كما يحدد:
- عدد الجرعات التي يحتاجها المريض.
- الفترة الزمنية التي تفصل بين كل جرعة وأخرى.
- الحاجة إلى إجراء العملية بالليزر من عدمها.
وفي نهاية الفيديو يؤكد الدكتور محمد نصر الدين مرة أخرى على أن
الفحص الشامل للعين هو المعيار الأساسي لبناء خطة ناجحة تسهم في علاج المريض.
دعونا الآن نتحدث بمزيد من التفصيل عن المواد المختلفة التي يُمكن حقنها في العين، والتي ذكرها الدكتور محمد نصر الدين خلال الفيديو.
أنواع المواد المحقونة في العين لعلاج مشكلات الشبكية
1- مادة تمنع نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VGEF):
تعمل هذه المادة على منع نمو أوعية دموية غير طبيعية في العين، وهي أوعية ضارة تسبب تسرب الدم و
ارتشاح العين. ينتج عن حقن هذه المادة الحد من وجود السوائل المرتشحة، وتحسين الرؤية قليلًا.
2- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids):
تدخل الكورتيكوستيرويدات ضمن الأدوية المضادة للالتهاب، لذلك فهي تُحقَن في العين لتخفيف الالتهاب، ومن ثَمّ تحسين الرؤية.
إلى جانب المواد السابقة، قد يحقن طبيب العيون بعض أنواع المضادات الحيوية، ومضادات الفطريات، ومضادات الفيروسات.
والآن دعونا نجيب عن بعض التساؤلات الهامة التي ترد إلى عيادات أطباء العيون.
كم تستغرق عملية حقن شبكية العين؟
عملية حقن الشبكية من العمليات قصيرة المدى، وهي غالبًا ما تستغرق ما بين 10 و15 دقيقة تقريبًا، بعدها يُسمح للمريض بالعودة إلى منزله.
هل تسبب عملية حقن الشبكية أي مضاعفات؟
رغم بساطة عملية حقن الشبكية فهي لا تنفك عن كونها عملية جراحية، لذا قد يتعرض المريض بعدها إلى بعض المضاعفات غير المرغوبة إن لم يجري العملية طبيب خبير، ومن بين تلك المضاعفات الوارد حدوثها:
- الشعور بألم في العين.
- رؤية أجسام طافية في مجال الرؤية خلال يوم بعد العملية.
- الحساسية المفرطة تجاه الأضواء، فالمريض لا يستطيع المكوث فترات طويلة في الأماكن التي ذات الإضاءة الوهاجة.
- تراجع الرؤية الشديد.
إن ظهور تلك الأعراض يستدعي سرعة زيارة طبيب العيون المختص من أجل الخضوع للفحص، والتخلص من تلك المشكلات بطريقة سليمة.
كيف يُمكن الحفاظ على سلامة شبكية العين؟
أكدت الإحصائيات الطبيّة جود علاقة قويّة بين مرض السكري وأمراض شبكية العين، لا سيما في حالة تجاهل العلاج وعدم السيطرة على مستويات الجلوكوز في مجرى الدم.
وتؤدي المشكلات السابقة إلى تلف الأوعية الدموية المتصلة بشبكية العين (الطبقة الموجودة في قاع العين التي تحوي العصب البصري)، ونمو أوعية دموية عليلة ذات جدران ضعيفة تسبب تسرّب الدم والسوائل منها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث نزيف وارتشاحات تؤثر سلبًا في جودة رؤية المريض، وقد تُعرضه لخطر فقدان البصر التام إذا لم يخضع لإحدى
عمليات حقن شبكيه العين (في حالة وجود ارتشاح)، أو لم يخضع ل
عملية استئصال الجسم الزجاجي (في حالة وجود نزيف).
لذلك ينصح أطباء العيون الأشخاص الذين يمتلكون تاريخًا وراثيًا من الإصابة بداء السكري بضرورة المتابعة الدورية مع أطباء الغدد، والخضوع لتحاليل دورية من أجل قياس مستوى سكر الدم بانتظام، من أجل اكتشاف الإصابة بداء السكري مبكرًا والسيطرة عليه قبل أن يتطور ويسبب مضاعفات خطيرة.
أما المصابين بداء السكري بالفعل فعليهم المتابعة دوريًا -أيضًا- مع الأطباء المختصين، والالتزام بجرعات أدوية السكري و/أو جرعات الأنسولين الموصوفة لهم، فإهمال الجرعات أو تناولها مع عدم الالتزام بنظام غذائي صحي يُعرضهم لخطر الإصابة بمضاعفات المرض المرتبطة بالعين وجودة الرؤية.