تشكل الجلطة الوريدية العميقة خطرًا كبيرًا على حياة الإنسان؛ إذ يمكن أن تنتقل إلى أوردة دموية أخرى، مثل أوردة الرئة مسببةً انسدادها.
وتحدث الجلطة الوريدية العميقة نتيجة عدة عوامل يوضحها لنا الدكتور عمر الكاشف -أستاذ جراحة الأوعية الدموية كلية طب القصر العيني- في هذا الفيديو، كما يشرح لنا خطوات التشخيص والعلاج.
ما هي الجلطة الوريدية العميقة؟
الجلطة الوريدية العميقة هي الجلطة التي تتكون في أحد الأوردة العميقة في الجسم، وغالبًا ما تكون في الساقين والحوض
ما أسباب تكون الجلطة الوريدية العميقة؟
تتكون الجلطة الوريدية العميقة نتيجة عدة أسباب، تشمل التالي:
- التقدم في العمر: يزيد التقدم في العمر من خطر الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة، ويصير الأشخاص ممن تجاوزت أعمارهم 60 عامًا أكثر عرضةً لتكونها.
- التاريخ العائلي: تزيد فرصة الإصابة بتكون الجلطة الوريدية العميقة إذا كان أحد أفراد العائلة أُصيب بها من قبل.
- قلة الحركة: تعتبر أشهر أسباب الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة هي قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة.
- إصابات الساق أو الحوض: يؤدي تعرض الساق أو الحوض للإصابات إلى زيادة احتمالية تكوّن الجلطات داخل الأوردة العميقة.
- السمنة وزيادة الوزن: تلعب السمنة وزيادة الوزن دورًا مهمًا في تكون الجلطة الوريدية العميقة؛ إذ يؤدي تراكم الدهون في الدم وترسبها داخل الأوردة إلى زيادة احتمالية حدوث الجلطات.
- الحمل: قد يسبب الحمل الضغط الشديد على أوردة الساقين والحوض مما يؤدي إلى تكون الجلطة الوريدية العميقة، وتزيد احتمالية الإصابة بالجلطة بعد الولادة نتيجة نقص البروتين المضاد للجلطات.
- التدخين: يؤثر التدخين في تدفق الدم داخل الأوردة مما يسبب تكون الجلطات.
كيف تشخص الجلطة الوريدية العميقة؟
يوضح الدكتور عمر أن تشخيص الجلطة الوريدية العميقة يتم عن طريق التالي:
- التاريخ المريض: يبدأ تشخيص الجلطة الوريدية العميقة بمعرفة التاريخ المرضي للإصابة بالجلطات من قبل، أو التاريخ العائلي للإصابة بالجلطات.
- الكشف الإكلينيكي: يوضح الطبيب أن الكشف البدني يساعد في تشخيص الجلطة الوريدية العميقة؛ إذ يساعد على اكتشاف التيبس في عضلات السمانة و الفخذ من الداخل (مسار الوريد العميق)، أو وجود تورم في الساق، والذي يعد دليلًا على مخاطر جلطة الساق.
- أشعة الدوبليكس: تعتبر أشعة الدوبليكس أهم الأدوات الحاسمة لتشخيص الجلطات داخل الأوردة العميقة؛ إذ يوفر معلومات عن تدفق الدم داخل الأوردة.
- فحص D.Dimer: يبين الدكتور أهمية الاعتماد على مستوى بروتين D.Dimer في تشخيص الجلطة الوريدية العميقة اعتمادًا (جزئيًا)؛ ويرجع ذلك إلى كونه غير خاص بالجلطة الوريدية فقط، فقد يرتفع مستواه لأسباب أخرى غير الجلطات.
ما وسائل علاج الجلطة الوريدية العميقة؟
يهدف علاج الجلطة الوريدية العميقة إلى منع زيادة حجم الجلطة وانتقالها إلى الشريان الرئوي، ويتم ذلك باتباع الطرق الآتية:
- الأدوية المذيبة للجلطات: تستخدم الأدوية المذيبة للجلطات للتخلص من الجلطة الوريدية العميقة، ويتم حقنها داخل الوريد، وفي حالات الجلطة الوريدية الحادة قد تستخدم القسطرة (أنبوب طويل رفيع يتم إدخاله عبر الوريد إلى موضع الجلطة) وتحقن مذيبات الجلطة من خلالها.
- أدوية السيولة (مضادات التخثر): يصف الأطباء الأدوية المضادة للتخثر؛ والتي تساعد على زيادة ميوعة وسيولة الدم ومنع تكوّن الجلطات مرة أخرى، مثل الوارفارين والهيبارين وغيرهما من الأدوية التي تزيد من سيولة الدم.
- الجوارب الضاغطة: تعمل الجوارب الضاغطة على تقليل تورم الساقين الناتج عن تكون الجلطة الوريدية العميقة.
- المرشحات: تعتبر المرشحات -ومن أشهر أمثلتها مرشح الوريد الأجوف السفلي- من الخيارات العلاجية التي تهدف إلى منع انتقال الجلطة إلى الرئتين، ويتم إدخال المرشحات باستخدام القسطرة تحت تأثير المخدر الموضعي من خلال أوردة الفخذ أو الرقبة إلى الوريد الأجوف السفلي.
ما مضاعفات الجلطة الوريدية العميقة؟
ذكر الدكتور عمر الكاشف خلال حديثه أن الجلطة الوريدية العميقة من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان؛ ويرجع ذلك إلى المضاعفات التي قد تنتج عنها، ومن أهم هذه المضاعفات:
يشرح الدكتور أن إهمال علاج الجلطة الوريدية العميقة في الساق قد يسبب انتقال الجلطة من أوردة الساق إلى وريد الفخذ ومنها إلى الوريد الحرقفي، ثم تنتقل إلى الوريد الأجوف السفلي فتدخل من الحجاب الحاجز للقفص الصدري، حتى تصل إلى القلب ومن القلب تنتقل إلى الشريان الرئوي (يخرج من البطين الأيمن ينقل الدم إلى الرئتين)؛ فتستقر الجلطة في الرئتين مسببة السدة الرئوية الحادة (تعتبر ثالث أسباب الوفاة بعد الذبحة الصدرية والسكتة الدماغية).
-
انسداد شرايين الطرف السفلي
يضيف الدكتور أن من المضاعفات الأخرى للجلطة الوريدية العميقة انسداد جميع أوردة الطرف السفلي؛ مما يسبب تورم الساقين بشدة، وتيبس عضلات الساق، بالإضافة إلى تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق.
كيف يمكن الوقاية من الجلطة الوريدية العميقة؟
يمكن الوقاية من تكون الجلطة الوريدية العميقة باتباع النصائح التالية:
- زيادة الحركة وعدم الجلوس لفترة طويلة.
- اتباع نظام غذائي صحي؛ لتجنب زيادة الوزن والسمنة.
- ممارسة الرياضة باستمرار.
- الإقلاع عن التدخين.
في الختام، من الضروري عدم إهمال ظهور أعراض الجلطة الوريدية، مثل الألم وتورم الساقين والتوجه إلى الطبيب فوريًا، مع الحفاظ على تناول الأدوية لتجنب المضاعفات وتكرار الإصابة بالجلطة مرة أخرى.
ميديكازون هي أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من كبار الأطباء في مختلف التخصصات. يسعدنا استقبال جميع استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي وسُنجيب عنها خلال حلقتنا بعناية.
ولحجز موعد مع الطبيب يمكنك مراسلتنا الآن.
يمكنك الاطلاع علي المزيد :