تُعد قنوات فالوب إحدى أهم أجزاء الرحم التي تسهم في إتمام عملية الحمل، وذلك لدورها كملتقي للحيوان المنوي والبويضة، وداخلها يحدث التخصيب في منطقة البوق، ثم تتحرك البويضة المخصبة نحو الرحم بواسطة الانقباضات العضلية.
وقد تتسبب مشكلات قنوات فالوب المتعددة في معاناة العقم وتأخر الإنجاب، لذا نسرد اليوم خلال مقالنا هذا بعض المعلومات التي تخص تأثير الانتفاخ المزمن للانبوبة على الحمل، والتي ترويها لنا
دكتور إيمان الجندي أستاذ علاج العقم وأطفال الأنابيب بمركز رحم، إلى جانب التعرف على الخطوات المتبعة للتشخيص والعلاج قبل الخضوع لعملية الحقن المجهري.
لمحة سريعة حول طبيعة تأثير الانتفاخ المزمن للانبوبة على الحمل
تبدأ دكتور إيمان حديثها قائلة:" يظهر تأثير الانتفاخ المزمن للانبوبة على الحمل بنسبة تقدر بحوالي 2 إلى 4 % فقط من الحالات، الأمر الذي يجعلها حالة نادرة الحدوث، ما يعني عدم حاجتنا إلى إجراء تنظير البطن لجميع الحالات التي تعاني من تأخر الإنجاب.
وينبغي التعامل مع تلك المشكلة بحزم وبحرفية شديدة قبل إجراء الحقن المجهري للحفاظ على ثبوت الجنين دون التعرض للإجهاض لا قدر الله.
تشخيص الانتفاخ المزمن للأنابيب
يشخص الأطباء "الانتفاخ المزمن للأنابيب" مصادفة خلال فحص السونار، وهو أحد الفحوصات الروتينية المطلوب إجرائها قبل الخضوع لعملية الحقن المجهري، وغالبًا ما لا تسبب تلك المشكلة أي أعراض سوى تأخر الإنجاب.
فتساعد اختبارات التصوير والأشعات مثل الموجات فوق الصوتية (السونار) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) على تقييم حالة قناتي فالوب، وتحديد درجة التضخم والانتفاخ -إن وجد-، وفي بعض الحالات، قد يوصي أطباء النساء المختصون -أيضًا- بإجراء فحص منظار البطن التشخيصي للحصول على صورة أكثر دقة لقناتي فالوب، والتأكد من عدم وجود أي تشوهات أخرى.
بالإضافة إلى فحص السونار والمنظار، سيشمل تشخيص هذه الحالة عادةً الحصول على التاريخ الطبي من المريضة، وإجراء الفحص البدني. وفي أثناء مراجعة التاريخ الطبي، قد يطرح الطبيب بعض الأسئلة على المريضة حول مواعيد الدورة الشهرية للمريضة، أو عن تفاصيل عمليات جراحية سابقة قد خضعت لها.
علاج انتفاخ الأنابيب عبر الاستئصال الجراحي أو الترقيع
يعتمد أطباء مركز رحم على الإجراءات التالية لعلاج انتفاخ الأنابيب:
- جراحات الترقيع التي تُجرى لإزالة الأجزاء التالفة من الأنابيب فقط مع البقاء على الجزء السليم المتبقي منها.
- استئصال قناة فالوب بالكامل للتخلص من كافة الأنسجة المتضخمة التي تُهدد استمرار الحمل بعد الخضوع لعملية الحقن المجهري.
وينصح الأطباء بضرورة استئصال الأنابيب (قنوات فالوب) المنتفخة لزيادة معدلات نجاح
عملية الحقن المجهري لاحقًا، وتفادي أي مضاعفات قد تحدث لاحقًا وتُهدد سلامة الأجنة بعد الخضوع لإحدى تقنيات الإخصاب المساعد.
تأثير الانتفاخ المزمن للانبوبة على الحمل: ماذا يحدث في حال إهمال العلاج؟
قد يمتد تأثير الانتفاخ المزمن للانبوبة على الحمل ليصل إلى تسمّم الجنين، أو إصابة بطانة الرحم بالاضطرابات، الأمر الذي يحد من القدرة على زراعة الجنين، وبالتالي تفشل عملية الحقن المجهري. وقد يؤدي تسمم الجنين ذاك إلى إصابة الأم بتسمم الدم، ومن ثم تعرض حياتها إلى الخطر.
الاستعداد لعملية الحقن المجهري بعد عملية الاستئصال
يجهز أطباء مركز رحم المريضة للخضوع لعملية الحقن المجهري بعد الاستئصال مباشرة، وقد ينتظرون لفترة زمنية حتى تستعيد المريضة قوتها، ويعتمد هذا القرار على حالة الزوجة الصحية وطبيعة المشكلة التي تعانيها، لذلك دائمًا ما تُحدد خطة علاج تأخر الإنجاب النهائية وفقًا لحالة كل مريضة على حدى.
وتبدأ أولى خطوات التجهيز للحقن المجهري مع بداية اليوم الثالث لنزول الدورة الشهرية، فيفحص الأطباء بطانة الرحم ويقيمون حالتها، ثم يتأكدون من حجم البويضات بواسطة الموجات فوق الصوتية.
وتتضمن الخطوة التالية البدء في تحفيز الإباضة، ثم استخراج تلك البويضات المحفزة استعدادًا لتخصيبها، وأخيرًا نقل الأجنة المخصبة إلى الحضانات استعدادًا لزراعتها في بطانة الرحم، وذلك بعد مرور 5 أيام من عملية السحب.
وبعد مرور أسبوع تتوجه الزوجة لإجراء اختبار الحمل الرقمي للتأكد من نجاح عملية الحقن المجهري.